عفيف بهنسي.. رحيل مؤرّخ الفن

عفيف بهنسي.. رحيل مؤرّخ الفن

04 نوفمبر 2017
(عفيف بهنسي)
+ الخط -
رحل المترجم والآثاري السوري عفيف بهنسي (1928 -2017) أول أمس في منزله في دمشق، وهو أحد أبرز الأسماء العربية التي اشتغلت في تاريخ الفن والآثار، والذي فاقت مؤلفاته السبعين كتاباً.

وإن كانت بدايات بهنسي مع دراسة الحقوق التي كان ينوي إكمال دراساته العليا فيها، إلا أن مساره كله تغير مع سفره من سورية، إذ يقول في إحدى مقابلاته الأخيرة "كنت وحدوياً وكان أمثالي يتعرضون للضغوط فاضطررت إلى المغادرة إلى باريس".

قبل سفره كان بهنسي قد ألف كتابه الأول في الفن، وفي باريس بدلاً من أن يكمل دراساته في الحقوق، وجد نفسه مشدوداً إلى التشكيل والنحت والمتاحف فغيّر مساره وانصرف إلى دراسة تاريخ الفن وتحضير درجة الدكتوراه فيه من جامعة السوربون.

انهمك الراحل مثل كثير من أبناء جيله من المثقفين في تأسيس هياكل ثقافية مختلفة، فعمل على تأسيس كلية الفنون الجميلة في دمشق بعد أن سافر إلى مصر في فترة الوحدة، القرار الذي وقّع عليه آنذاك وزير الثقافة المصري ثروت عكاشة وأمر بتنفيذه جمال عبد الناصر، كما اشتغل بهنسي مع آخرين على تأسيس عدد من المتاحف السورية ونقابة للتشكيليين.

من أهم مؤلفاته "الفنون التشكيلية في سورية"، و"الفن عبر التاريخ"، و"الفن الحديث في سورية"، و"تاريخ الفن في العالم‏"، و"الفن الإسلامي"، و"معجم مصطلحات الفنون"، و"الفن والاستشراق"، و"وثائق إيبلا"، و"فلسفة الفن عند أبي حيان التوحيدي".

حاول بهنسي من خلال مؤلفاته المختلفة، التأريخ للفن العربي الحديث، ومؤلفاته في هذا المجال تعتبر أساسية لقلة التجارب التي اتجهت إلى كتابة هذا التاريخ، من أهمها "جمالية الفن العربي"، "رواد الفن في البلاد العربية"‏ و"الفن العربي بين الهوية والتبعية‏".

كان بهنسي أستاذاً في علم الجمال، لكنه كان يرى أن علم الجمال الغربي "لا يليق ليطبق على الفن العربي والإسلامي، ولا بد أن يكون هناك جمالية متخصصة في الفن العربي"، وعن هذا الموضوع وضع رسالته التي نال عنها دكتوراه الدولة من السوربون، وتناول فيها جمالية الخط والرسم والعمارة والزخرفة.

معرفة التراث الفني العربي الضخم وتقديمه، كان مشروع بهنسي الذي حاول أن يكشف عن أصوله وسماته وهويته من خلال كتب متسلسلة، والتفت أيضاً إلى غياب الحديث عن فن العمارة بشكل متخصص فاجتهد في تقديم "موسوعة التراث المعماري"، ووضع كتاب "العمارة العربية الجمالية والوحدة والتنوع".

المساهمون