عراقيون يقصدون مناطق "داعش" لشراء بضائعه الرخيصة

عراقيون يقصدون مناطق "داعش" لشراء بضائعه الرخيصة

09 يوليو 2015
ارتفاع كبير في الأسعار بأسواق العراق (فرانس برس)
+ الخط -
يلجأ المئات من أبناء المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، يوميا، إلى الذهاب لمناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المجاورة لها، للتزود بالمؤن وشراء مختلف السلع لرخص ثمنها مقارنة بما هو موجود في مدنهم، حسب مواطنين وتجار لـ"العربي الجديد".
وبعد أن بدأت الظاهرة بشكل محدود، اتسعت مؤخرا لتشمل العديد من المدن والمناطق، منها مدن حديثة وهيت (غرب) والموصل والبعاج (شمال)، في ظل سماح التنظيم لهم بالدخول من أجل التسوق.
وسجلت المناطق التي تقع تحت سيطرة حكومة بغداد زيادة كبيرة في الأسعار مقارنة بمناطق سيطرة داعش بلغت أكثر من 70% وفقا لسكان محليين وشيوخ عشائر.
وقال عضو مجلس شيوخ عشائر الموصل، الشيخ محمود العبد، لـ "العربي الجديد" إن أسواق داعش أكثر انضباطاً حيث يستقدم التنظيم البضائع من كل مكان ويفرض تسعيرة على التجارة والباعة لا يمكنهم تجاوزها، بينما تغيب الرقابة في مناطق الحكومة حيث ترتفع الأسعار بشكل مخيف بسبب الرشاوى التي يحصل عليها الجيش ومليشيات الحشد الشعبي قبل دخول البضائع، كما يقوم التاجر بإضافة تكلفة النقل المرتفعة قبل أن تصل إلى تجار التجزئة، الذين يضيفون عليها ربحاً إضافياً. وتابع العبد أن أي زيادة في الأسعار بمناطق التنظيم تعرض صاحب المتجر إلى عقوبة تصل إلى الجلد في الشارع.
وبلغ سعر كيس الدقيق في مدينة حديثة الخاضعة لسيطرة قوات مشتركة من الجيش والعشائر ومليشيات الشعبي نحو 80 ألف دينار (60 دولارا) في حين يتوفر بسعر 15 ألف دينار فقط (11 دولارا) في مدينة هيت المجاورة لها والتي يسيطر عليها التنظيم منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.

وفي حين يصل كيلو غرام الأرز إلى 3 آلاف دينار في منطقة الدبس جنوب كركوك، يباع بسعر ألف دينار في بلدة الحويجة المجاورة التي تقع تحت سيطرة داعش.
وأكد التاجر في الموصل، جمال العبيدي، لـ "العربي الجديد"، أن "الخضرة والمواد الغذائية والطبية مدعومة من داعش ولا يمكن لأحد أن يرفع الأسعار ولا توجد رشوة، وهو عكس ما هو موجود بمناطق تسيطر عليها الحكومة تماماً".
وأضاف أن، "ما بين 100 إلى 400 مواطن يدخلون من مناطق الحكومة إلى المدن التي تقع تحت سيطرة داعش للتزود بالمؤن بأسعار رخيصة، والتنظيم يسمح لهم بالدخول لكنه لا يتركهم قبل أن ينصحهم بعدة أمور".
وقال أحد سكان "قضاء ربيعة" في محافظة نينوى، عبد الوهاب الشمري، لـ "العربي الجديد"، إن "المناطق التي تم تحريرها من قبل قوات البيشمركة والعشائر العربية، تشهد ارتفاعاً في الأسعار وشحاً بالمواد مع تضييق البيشمركة والعشائر على الناس في جلب البضائع للاسترزاق منها". وأوضح أن سكاناً محليين يذهبون الى أسواق نينوى، التي تقع ضمن مناطق داعش، للتسوق بالمواد الغذائية، لرخص الأسعار وتوافرها.
وأكد الشمري أن شهر رمضان يشهد إقبالا كبيراً في التبضع من مناطق التنظيم، إلا أنه أوضح أن هناك مصاعب في الذهاب والإياب من مناطق داعش تتمثل بقوات الأمن، لكن إذا تم دفع هدايا ورشاوى يسمح لنا بالتحرك بحرية.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي العراقي والأستاذ في جامعة الموصل، خالد المولى، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة التجارية في أسواق داعش مستمرة رغم الحصار المفروض عليها، مشيراً إلى أن الأسعار المنخفضة تشجع العراقيين على التسوق من أسواق التنظيم".
وشدّد المولى على أن الإقبال على أسواق الموصل من سكان المناطق المحررة يساهم في دعم حركة الأسواق التجارية بين تلك المناطق ونينوى.

المساهمون