عراقية تتهم والدها بقتل امها في كاليفورنيا

عراقية تتهم والدها بقتل امها في كاليفورنيا

05 ابريل 2014
مقبرة النجف في العراق حيث دفنت شيماء العوضي (GETTY)
+ الخط -

أدلت ابنة أميركي من أصل عراقي متهم بقتل زوجته العراقية في منزلهما بكاليفورنيا بشهادتها في القضية أمس الجمعة، وكشفت فيها عن صراع عميق داخل الأسرة، في الجريمة التي كانت السلطات الأميركية تحقق فيها في البداية على أنها جريمة كراهية.

وحدق قاسم الحميدي (49 عاماً) الذي يتهمه الادعاء بضرب زوجته حتى الموت، ربما بقضيب حديدي، في وجه ابنته أثناء الاستجواب في اليوم الرابع من المحاكمة ثم بدأ ينتحب. ودفع الحميدي ببراءته. ويقول محامو الدفاع إنه لا دليل يربطه بالجريمة.

وكانت شيماء العوضي (32 عاماً) قد توفيت متأثرة بجروحها بعد أيام من عثور ابنتها عليها وهي تنزف في أرض المطبخ بمنزل الأسرة في سان دييجو بكاليفورنيا في مارس/آذار من العام 2012. وعثر على أوراق طلاق في سيارتها.

ورسمت شهادة الابنة فاطمة الحميدي (19 عاماً) صورة لعائلة عانت من الاضطرابات في الأشهر التي سبقت مقتل الأم بسبب خلافات بشأن ترتيب زواج الابنة من قريب لها في العراق وعلاقتها بصديق.

وقالت فاطمة، التي ترتدي الزي الإسلامي، للمحكمة إنها انفصلت عن شاب مسيحي قبل أشهر من القتل، وذلك بعد خلاف مع والدتها انتهى بقفز الابنة من سيارة متحركة، وأضافت أنها كانت تلتقي بصديقها سراً في منزل الأسرة في الأسابيع التي سبقت تعرض والدتها للضرب المبرح، بحسب رويترز.

وأثارت الجريمة صدمة في أوساط الأميركيين من أصل عراقي في منطقة سان دييجو، وقدمت الخارجية الأميركية التعازي في مقتل الأم وحضر مسؤولون في الحكومة العراقية جنازتها في العراق.

ونقل محقق عن قريب للأم قوله في الأيام التي أعقبت الجريمة بأنه يشتبه في ضلوع الزوج أو صديق الابنة في القتل.

ونفى قاسم حميدي، الأميركي من أصل عراقي، تهمة القتل المنسوبة إليه في الجريمة التي بدأ التحقيق فيها في بادئ الأمر على أنها جريمة تحركها الكراهية ضد المسلمين، بعدما وجدت الزوجة، وهي ربة بيت وأم لخمسة أطفال، مضروبة حتى الموت في مارس/آذار الماضي في منزلها في ضاحية الكاهون في سان دييجو التي تضم عدداً كبيراً من الأميركيين من أصول عربية.

وكانت مصادر أميركية ومعها المجتمع الدولي، قد اعتبروا الحادثة واحدة من أبشع جرائم الكراهية ضد العرب في الولايات المتحدة، لكن التحقيقات أشارت في ما بعد إلى أن القاتل ليس كارهاً للعرب على الاطلاق لأنه منهم، وهو زوجها ووالد أطفالها، على الرغم من العثور في مسرح الجريمة على رسالة تهديد تفيد بأن السيدة قد تكون استهدفت بسبب أصولها العراقية.

وقالت سورا الزيدي، وهي صديقة لأسرة الضحية، لصحيفة سان دييجو يونيون تريبيون إن الرسالة التي عثر عليها بجوار القتيلة كتب فيها "عودي إلى بلادك أيتها الإرهابية"، وقالت الشرطة الأميركية في ذلك الوقت إنها تدرس احتمال أن تكون قتلت بدافع الكراهية، لكنها حذرت من التسرع في تأكيد هذه النتيجة. غير أن أوراق المحكمة في هذه القضية رسمت بعد ذلك صورة لأسرة تعاني من أزمة.

وقال كرت ميتشلز وكيل الادعاء خارج المحكمة: أمضت شرطة الكاهون ساعات لا تحصى في محاولة اكتشاف ما إذا كانت جريمة كراهية أم عنف أسري.

وظهر الزوج قاسم الحميدي في الجلسة الاجرائية الأولى عبر شبكة تلفزيونية مغلقة من السجن، بعدما أمر قاضي المحكمة العليا في سان دييجو بحبسه بدون كفالة على الأقل حتى الجلسة الثانية.

وقال قاسم الأساري، صديق الاسرة، للصحافيين بعد الجلسة إنه مثل كثيرين من مجتمع العراقيين في سان دييجو، دهش عندما ألقي القبض على الحميدي، لأن الأخير كان يحب زوجته.

وقالت الابنة للشرطة في ذلك الوقت إنها سمعت أمها تصرخ ثم سمعت صوت تحطم زجاج فتصورت أن أمها أوقعت أرضاً، وبعد عشر دقائق قالت إنها رأت أمها على الأرض واتصلت بالشرطة.
وحضرت العوضي إلى الولايات المتحدة عام 1993 لتدفن أخيراً في مدينة النجف العراقية التي تقع على مسافة نحو 160 كيلومتراً جنوبي العاصمة بغداد.

وكان قاسم الحميدي نفسه قد صرح لوسائل الاعلام بأن زوجته قضت ضحية كاره للعرب، وأنها مثله من مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى بجنوب العراق.

جدير بالذكر أن الزوج عاجز صحياً عن العمل منذ أكثر من 18 سنة لإصابته بفشل كلوي شامل، ما جعل أحد إخوته يأتي من السويد ليتبرع له بإحدى كليتيه ليعيش. وكان الزوج يحصّل مصاريف عائلته وبيته المكون من 5 غرف من هيئات الضمان الاجتماعي الأميركية التي كانت تدفع الإيجار ومصاريف العائلة كلها.