عثمان ديمبلي..هل فاز دورتموند بصفقة موسم الانتقالات قبل بدايته؟

عثمان ديمبلي..هل فاز دورتموند بصفقة موسم الانتقالات قبل بدايته؟

13 مايو 2016
ديمبلي ينتظر التألق في البندسليغا ( Getty)
+ الخط -
أعلن بروسيا دورتموند عن أقوى صفقاته قبل نهاية الموسم الكروي الحالي، بتعاقده مع جوهرة الدوري الفرنسي عثمان ديمبلي، نجم فريق رين، وأحد أهم المواهب الشابة في أوروبا لهذا العام، ليحصل توماس توخيل على دفعة معنوية قوية، بعد رحيل قائد الفريق هوميلز إلى الغريم والعدو اللدود بايرن ميونخ، في صدمة قوية لكل جماهير السيغنال أيدونا بارك.

موهبة حقيقية
يملك ديمبلي موهبة حقيقية، تساعده على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، ومراوغة أعتى المدافعين بالحركة أو في موضع الثبات، مع تميزه في التمرير بالقدمين، مما يجعله يتفوق على المنافس في أي مركز بالملعب، ومع امتزاج المهارة الفائقة بالسرعة الخاطفة، يحصل الشاب على أريحية أكبر بالثلث الهجومي الأخير، لأنه يستطيع اللعب على اليمين مع الجري المستمر بشكل عمودي على الخط.

كذلك من الممكن له أن يتمركز على الرواق الأيسر، مع القطع باستمرار في العمق تجاه القدم الثابتة للمدافع، حتى يتمكن من التسديد على المرمى. وبسبب سرعته الواضحة، يعود ديمبلي كثيرا إلى منطقة الوسط، من أجل استلام الكرة بعيدا عن الضغط، بالإضافة إلى ركضه المفاجئ من الخلف إلى قلب منطقة الجزاء خلف المدافعين، نتيجة مبادرته في تغيير حركة جسده وفق اتجاه الكرة.

ومع تقديمه موسما استثنائيا مع رين، خطف الصاعد أنظار عمالقة القارة العجوز، لكنه اختار في النهاية دورتموند، مع تصريح يدل على أسباب اختياره عندما قال، "أحب التدرج في الطموح من فريق إلى آخر، وأريد صقل موهبتي بهدوء، بعيدا عن الضغوطات المضاعفة"، لذلك كان قراره مثاليا إلى حد كبير بالذهاب إلى ألمانيا مع بروسيا.

قصور خططي
تحدث المحلل المختص بالكرة الألمانية كونستانين ايكنر عن موهبة ديمبلي، لكنه وضع تركيزا خاصا على قصور تكتيكي يعاني منه الصغير، وهذا أمر طبيعي للغاية، خصوصا مع صغر سنه "مواليد 1997"، وتواجده لموسم واحد فقط في الدوري الفرنسي رفقة الكبار، وبالتالي هذه الأمور تعتبر متوقعة، ومدرب بقيمة توماس توخيل يعرفها وسيعمل على معالجتها مع الوقت.

يفضل ديمبلي دائما المراوغة، لكنه يحتاج إلى تطوير حقيقي في عملية التمركز وخلق الفراغات لزملائه، بالإضافة إلى سوء قراره في المناطق التي تحتاج إلى سرعة بديهة، بالأخص في أنصاف المسافات وبين الخطوط، لأنه يميل أكثر إلى المساحات على الأطراف، لذلك يتم إرهاقه وإخراجه من تركيزه في هذه الحالة.

رقميا، يعاني عثمان من قصور واضح في عنصر التمرير، حيث أن دقة تمريره لا تزيد عن 73 %، أي يمرر كرات كثيرة بالخطأ، مع ضعف واجباته الدفاعية، فيما يخص العرقلة المشروعة وافتكاك الكرات، رغم سرعته وعودته إلى الخلف، إلا أن هذه العودة بمثابة أداء الواجب أكثر منه العمل التكتيكي المتكامل.

أرقام قوية
لعب عثمان ديمبلي 25 مباراة مع رين هذا الموسم، سجل 12 هدفا، 3 أهداف من خارج منطقة الجزاء، في دلالة واضحة على قوة تسديداته كلما حصل على الكرة، مع صناعته لخمسة أهداف وقرابة الأربعين فرصة لزملائه، مما يعني أنه ساهم في 17 هدفا هذا الموسم في أول صعود رسمي له مع الفريق الأول لناديه.

يلعب رين بخطة قريبة من 4-2-3-1، رباعي دفاعي أمامه ثنائي محوري في منطقة الوسط، مع ثلاثي متحرك خلف المهاجم الصريح، ويجيد ديمبلي في مركزي الجناح وصانع اللعب، لكن أفضل مركز بالنسبة له هو الجناح الأيمن، لأنه يحصل على الكرة ويستخدم سرعته ومهارته في قهر المدافعين، ومن ثم التسديد أو لعب العرضيات إلى رفاقه.

يتحول الجناح في جزء من الثانية إلى قلب الهجوم بالتبادل مع المهاجم المتقدم، وبالتالي يجيد عثمان أيضا اللعب في مركز صانع اللعب الوهمي، الذي تكون مهمته على الورق الصناعة، لكنه يتحول إلى حاسم حقيقي بالقرب من مرمى المنافسين.

مشروع دورتموند
يملك دورتموند مشروعا كرويا جديرا بالاحترام، لا يتعلق الأمر بحسم صفقة جديدة، لكن المراد هو استقدام المواهب الشابة، من أجل تحسين مستواها ومن ثم الاستفادة منها لفترة طويلة، وحتى تسويقها ماليا بشكل ممتاز في المستقبل القريب، لذلك تعتبر صفقة انتقال موسى ديمبلي بمثابة الورقة الرابحة خلال الميركاتو الصيفي.

يضم توخيل مجموعة ممتازة من صناع اللعب، كاغاوا، ماركو رويس، ميختاريان، والبقية، ويسجل هؤلاء النجوم أهدافا عديدة مع قدرة واضحة على الصناعة، لكنهم يميلون أكثر إلى العمق، مع فتح الأطراف عن طريق الأظهرة بالتمريرات القطرية الماكرة، وتواجد لاعب مثل ديمبلي سيساعد توخيل على استغلال الملعب عرضيا بشكل أكثر إتقان، عن طريق وجود محطة حقيقية على الرواق في الحالة الهجومية.

من الممكن رؤية تكتيك دورتموند كمزيج بين 4-2-3-1 و 4-3-3، من خلال تقوية الوسط بلاعب إضافي كماركو رويس، وفتح الطرفين عن طريق ديمبلي وجناح آخر، وبكل تأكيد أوبامينغ في قلب الهجوم، في محاولة حقيقية للحفاظ على نسق توخيل الذي يعتمد على الجمع بين الاستحواذ الإيجابي والتحولات الخاطفة من الخلف إلى الأمام.

المساهمون