عبد القادر المنلا: منتجو الدراما السورية "تجّار حرب"

عبد القادر المنلا: منتجو الدراما السورية "تجّار حرب"

12 أكتوبر 2014
المنلا: المافيا الدرامية تمارس القتل للحفاظ على مكتسابتها(العربي الجديد)
+ الخط -
- كيف أثرت الثورة على الدراما السورية من وجهة نظرك؟

أتمنى، أولاً، أن نتفق على أن الدراما السورية، ولا سيما في السنوات الأربع عشرة الأخيرة تحولت علانية إلى حالة تكسب وبيزنس محضة مع استثناءات قليلة للغاية، وكل ما كان يشاع عن أهميتها محض دعاية مأجورة.
شخصياً كنت أخوض مع الخائضين، ولا سيما أنني كنت ممن يعون جيداً أن الهمّ الثقافي والمعرفي لا يعني أحداً من صناع الدراما، ودائماً أشدد على الاستثناءات القليلة للغاية، والقائمون على هذه المهنة أنفسهم كانوا يتعاملون وكأنهم يعدون لصفقة تجارية تخلو من أي بعد آخر، وبما أنني كنت مشاكساً فقد أقصيت كثيراً عن المشاركة واقتصرت أدواري على ما هو دون الطموح.

- وهل تأثرت اقتصادياً بسبب تراجع الدراما الفترة الأخيرة؟

فعلياً لم تتأثر أوضاعي الاقتصادية بسبب غيابي عن الدراما السورية؛ لأنني لم أكن مستفيداً كثيراً من حركة السوق الدرامية حيث يبتلع "حيتان" الدراما كل شيء.

- وما هو مدى تأثير موقفك السياسي على فرص عملك؟

لم أكن يوماً أشعر بشرف الانتماء إلى هذه المهنة (الدراما التلفزيونية السورية) جراء طريقة التعامل معها من قبل معظم العاملين في الحقل الدرامي في سورية، حيث تم تحويلها إلى حالة عمل كما أسلفت، وقد استبقت استبعادي التام عن العمل نتيجة موقفي المناصر للثورة وابتعدت تلقائياً، بل رفضت كل ما عرض علي منذ لحظة اندلاع الثورة وبدء عمل آلة قتل النظام، حتى خروجي من سورية منتصف عام 2012، واعتبرت أن أي مشاركة حتى في عمل تلفزيوني غير سياسي هو مناصرة للنظام، أقله لكي يؤكد مقولته أن سورية بخير، فما بالنا والنظام شريك في معظم شركات الإنتاج الدرامي، ولذلك فقد عمل على تجنيد الفنانين، مع بدء الأحداث أصبحت شركات الإنتاج السورية سخية ومعطاء وشديدة الكرم، وفي الحقيقة كانت تقدم رشى للفنانين لتضمن ولاءهم بشكل مباشر أو غير مباشر.

- هل كنت مستعداً للعمل خارج الحقل الفني تلبية لضغط الظروف؟

قيض لي المشاركة في بعض المسلسلات المصرية، فقبل الثورة بأشهر قليلة تم اختياري للمشاركة في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" مع الفنان الكبير عادل إمام، وقد ربطتني به صداقة عميقة بعد حوارات طويلة وبعض الأعمال، وحصل انسجام كبير فيما بيننا، فضلاً عن تعامله الراقي والعفوي، وحين هاجرت إلى مصر هرباً من بطش النظام طلبني للمشاركة في عمله الآخر "العراف"؛ وهو العمل الذي جعلني أقف على قدمي وأتماسك على المستوى المالي خلال ما يقارب العام، ولكن في حياة أقرب للتقشف، كما عملت في الدوبلاج، فقد كان من شأن دخله أن يساعدني على سداد إيجار السكن.

- ما هي أوجه الشبه بين تجار الدراما وتجار الحرب؟

في الحقل الدرامي ثمة أيضاً تجار حروب، أستطيع أن أقول إن شخصاً مثل نجدت أنزور أو وائل رمضان وغيرهم كثر؛ هم أمراء حرب "دراميون" وتجار أزمة بالمعنى الحقيقي، لقد تشكلت مافيات درامية غير تلك التي كانت قبل الثورة والتي كنا نطلق عليها تجاوزاً مفهوم "الشللية" ولكنها كانت مافيا حقيقية تتوقف عند مستوى إيذاء الناس والفنانين، ولكن المافيا الدرامية اليوم تصل إلى أبعد من ذلك بكثير، فهي إما متواطئة مع القتل، أو تمارس القتل فعلاً للحفاظ على مكتسباتها.

- كيف أثرت قلة مداخيلك على نمطك المعيشي في مصر؟

منذ لحظة وصولي إلى مصر؛ أي قبل سنتين وشهر حتى اليوم لم أشتر من الملابس إلا ما هو ضروري جدا ولا يمكن الاستغناء عنه، وليس لدي تشكيلة واسعة من الملابس، بل على العكس لدي نقص شديد، في السنة الماضية اضطررت لحضور فعالية مسرحية رسمية، وقد لجأت إلى صديق لأستعير منه جاكيتا رسميا.

المساهمون