عباس يزور قطر الأربعاء... وإسرائيل تعرقل مفاوضات القاهرة

عباس يزور قطر الأربعاء... وإسرائيل تعرقل مفاوضات القاهرة

18 اغسطس 2014
عباس سيلتقي مشعل للتشاور معه (ثائر غنيم/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر فلسطينية لمراسل "العربي الجديد" في الدوحة أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيزور قطر يوم الأربعاء المقبل. وأشارت إلى أن عباس سيلتقي أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لوضعه في صورة آخر التطورات على صعيد المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كذلك سيلتقي الرئيس الفلسطيني، خلال الزيارة، برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل وسيبحث معه تطورات الملف الفلسطيني قبل أن يغادر الجمعة إلى القاهرة.

وكان عباس قد أوفد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إلى الدوحة قبل يومين، للقاء مشعل لتنسيق المواقف قبل استئناف المفاوضات غير المباشرة الجارية التي تتواصل في القاهرة.

في هذه الأثناء، أكّد مسؤولان فلسطينيان بارزان لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القاهرة شهدت انتكاسة جديدة، عقب إعادة الجانب الإسرائيلي طرح قضية نزع سلاح المقاومة في غزّة ضمن مطالبه.

وقال المسؤولان اللذان رفضا نشر اسميهما إن المفاوضات دخلت في مرحلة جديدة من التأزم بعدما تسلم الوفد الفلسطيني الردّ الإسرائيلي، والذي تضمن نزع السلاح، علماً أنّ القضية تم تجاوزها في الجلسات الأولى للمفاوضات قبل أسبوعين بشكل تام.

وتشترط إسرائيل نزع سلاح المقاومة في غزّة كمقدّمة لإنهاء الحصار وتنفيذ كل مطالب الفلسطينيين بالتدريج، وهو ما ترفضه المقاومة والوفد الفلسطيني شكلاً ومضموناً، لكن طول أمد المفاوضات وقرب انتهاء التهدئة الحالية قد يصعب الأمور أكثر.

وتنتهي التهدئة الحالية ليل الإثنين ــ الثلاثاء، بعد خمسة أيام من الهدوء الحذر في القطاع، غير أنّ القلق ينتاب الفلسطينيين من عودة العدوان، في ظل عدم وضوح الرؤية بشكل تام لما يجري في القاهرة، ورغبة أكثر من طرف بعدم منح الفلسطينيين فرصة الاحتفال بنصر ميداني وسياسي.

ويعتقد مسؤول في غزة تحدث لـ"العربي الجديد" أن فرصة التوصل لاتفاق في وقت قريب تبدو مستحيلة، إن لم يحدث تغيرات جذرية تنهي المفاوضات سريعاً، وتوقع أن يجري تمديد الهدنة لإعطاء مهلة جديدة للأطراف المعنية، وللأطراف الأخرى، للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وذكر أحد المسؤولين في الوفد الفلسطيني المفاوض لـ"العربي الجديد"، أن "قضية السلاح ليست المشكلة الوحيدة التي تعوق التقدّم في مفاوضات التهدئة، إذ إنّ الورقة المصرية الجديدة لم تحظ بقبول فلسطيني وأُجريت عليها تعديلات، قبل أن يتم تسليمها للمخابرات المصرية". وقال إنّ "الوفد الفلسطيني بلور موقفاً جديداً وسلمه للسلطات المصرية"، رافضاً الخوض في تفاصيله.

وفي ظل تراجع مؤشرات تجدّد الحرب في القطاع، تحاول إسرائيل التحايل على كل ما يريده الفلسطينيون عبر طرح خياري: وقف إطلاق النار من جانب واحد مقابل تقديم "تسهيلات" تخفف الحصار، وتظهرها أمام العالم بمظهر جديد، أو الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار على غرار القرار 1701 الذي أوقف حرب يوليو/تموز 2006 في لبنان.

وفي السياق، أعلن سفير فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، جمال الشوبكي، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصل، مساء الجمعة، إلى القاهرة في زيارة رسمية، يعقد خلالها لقاءً مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي يوم السبت.

وقال الشوبكي، في بيان صدر عن السفارة في القاهرة: إنّ الزيارة تهدف إلى بحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود التي تقوم بها مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى بحث انعقاد مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، والذي تقرر انعقاده في مصر الشهر القادم.​

من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن أوسلو والقاهرة ستستضيفان مؤتمراً للمانحين لدفع عملية إعادة إعمار قطاع غزة إلى الأمام، وذلك بمجرد أن تتوصل إسرائيل والفلسطينيون إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار عبر المفاوضات.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة بلغت 2016 شهيداً، بينهم 541 طفلاً و250 سيدة و95 رجلاً مسناً، بينما أُصيب 10196 فلسطينياً بجروح.