عباس في باريس: أول اختبار لماكرون مع القضية الفلسطينية

عباس في باريس: أول اختبار لماكرون مع القضية الفلسطينية

05 يوليو 2017
أول زيارة لعباس منذ تولّي ماكرون السلطة(إسلام ياقوت/ الأناضول)
+ الخط -
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، في قصر الرئاسة بباريس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يصل في أول زيارة إلى فرنسا منذ انتخاب ماكرون في 7 مايو/أيار الماضي.

ويسعى عباس إلى التعرف عن كثب على مواقف الرئيس الفرنسي الجديد بشأن القضية الفلسطينية، بعد تغير الإدارة الفرنسية وحشد الدعم الفرنسي لحل الدولتين، الذي دأبت فرنسا على الدفاع عنه في عهد إدارة الرئيس السابق، فرانسوا هولاند، من خلال مؤتمرين دوليين نظما في باريس في يونيو/حزيران 2016 ويناير/كانون الثاني 2017.

وتعتبر هذه الزيارة أول احتكاك رسمي لماكرون بالقضية الفلسطينية منذ توليه الرئاسة، هو الذي تفادى الخوض كثيراً في موضوع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خلال حملته الانتخابية.

ولم يُعرف عن ماكرون اهتمام خاص بالشأن الفلسطيني قبل انتخابه رئيساً، إلا أنه اتخذ موقفاً سلبياً من حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل "BDS" خلال الفترة التي شغل فيها منصب وزير الاقتصاد بين عامي 2014 و2016، وكان دعا لفرض العقوبات عليها.

ومن المتوقع أن يسمع عباس من ماكرون خطاباً مشابهاً لسلفه هولاند بشأن التشجيع الفرنسي لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، استناداً إلى مبدأ حل الدولتين ورفض باريس لسياسة الاحتلال الاستيطانية، ولكن ماكرون سبق أن أعلن في أحد حواراته قبل انتخابه رئيساً أنه "لا يحبذ إعلاناً فلسطينياً أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية المستقلة". 

غير أن ماكرون الذي يرفع شعار البراغماتية السياسية، قد يفاجئ ضيفه الفلسطيني بأفكار فرنسية جديدة تكون أكثر "مرونة" بالنسبة للطرف الإسرائيلي. 

ويسعى عباس إلى إقناع ماكرون بضرورة عودة فرنسا إلى معترك القضية الفلسطينية كطرف دولي فاعل لإقامة نوع من التوازن مع الولايات المتحدة الأميركية، التي كثفت حضورها الدبلوماسي في المنطقة بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، وعادت إلى ممارسة الدور المهيمن في البحث عن إحياء مسلسل السلام المتعثر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويأمل عباس في إقناع ماكرون ووزير خارجيته، جان إيف لودريان، في ضرورة إحياء مفاوضات سلام متعددة الأطراف وخوض "فصل جديد من المحادثات الدولية باسم الطرف الفلسطيني، تمنحه المزيد من الشرعية على المستوى الداخلي الفلسطيني".

كما يطمح عباس في أن تواكب باريس الجهود الأميركية من أجل "كبح" انحياز واشنطن لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاستيطانية، خصوصاً وأن هذا الأخير سيقوم بزيارة إلى باريس في 16 يوليو/تموز المقبل، ويعقد مباحثات مع ماكرون.

وسيحاول نتنياهو فتح صفحة جديدة من العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية تصب في مصلحة دولة الاحتلال، وهي العلاقات التي شهدت تأزماً لافتاً خلال فترة الرئيس السابق، فرنسوا هولاند، بسبب تعمد باريس عدم التنسيق المباشر في جهودها لإحياء مفاوضات السلام، وعقدها مؤتمر السلام الدولي في باريس الذي هاجمته إسرائيل بشدة، وأيضاً انتقادات الخارجية الفرنسية الشديدة لسياسة التوسع الاستيطاني.

وكان عباس قد التقى ترامب في مناسبتين اثنتين منذ انتخابه، الأولى في واشنطن والثانية في بيت لحم خلال زيارة ترامب للمنطقة في 23 مايو/أيار الماضي.

 وما تزال المقترحات الأميركية لإعادة إحياء مسلسل السلام غامضة وفي طور التبلور، في انتظار التقرير الذي سيرفعه إلى الرئاسة الأميركية مبعوث ترامب الخاص إلى المنطقة جازون غرينبلات، الذي زار المنطقة في 22 يونيو/حزيران الماضي برفقة كبير مستشاري الرئيس وصهره جاريد كوشنر، وعقدا لقاءات منفصلة مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.

وتأتي زيارة عباس إلى باريس في سياق يتعرض خلاله إلى ضغوط مالية كبيرة من طرف إسرائيل، التي تعتزم تقليص حجم العائدات الضريبية المخصصة للسلطة الفلسطينية. وذلك بعد مصادقة الكنيست أخيراً على قانون يقضي بخصم مخصصات الأسرى وعائلاتهم وعائلات الشهداء الفلسطينيين من العائدات الضريبية للسلطة.

دلالات

المساهمون