عام جديد من المزايدات

عام جديد من المزايدات

02 يناير 2018
شارك الآلاف بالاحتفال في وسط بيروت(أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -
​اختتمت بيروت عام 2017 باحتفال وُصف بالضخم، نظمته بلديتها، وحضر جزءاً منه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وللمفارقة فإن الساحة التي أقيم فيها المهرجان على مدخل البرلمان، كانت قبل أشهر قليلة محظورة على اللبنانيين بعد تظاهرات الحراك المدني التي اعترضت على أداء السلطة في ملف النفايات. 

نجحت المشهدية في خطف اهتمام آلاف اللبنانيين الذين شاركوا في الاحتفال، وقدّمت صورة جميلة لدولة دخلت نادي الدول النفطية قبل أسابيع قليلة فقط. وهي الدولة نفسها التي تستعد لإجراء الانتخابات النيابية الأولى منذ عام 2009، بعد تمديدات مُتلاحقة لولاية المجلس النيابي بمعزل عن إرادة الناخبين. تحول عداد الانتخابات إلى الأسابيع بعد الأشهر. 18 أسبوعاً تحديداً تفصل اللبنانيين عن العودة إلى صناديق الاقتراع، واختيار المرشحين وفق قانون نسبي نجح مُنظّرو القوى السياسية اللبنانية في تفريغه من مضمونه الإصلاحي وتحويله إلى نظام اقتراع طائفي شكله تقدميّ. 

ستُخاض عشرات المعارك السياسية على هامش هذه الانتخابات، لأن شدّ العصب الطائفي هو من أدوات الحملات الانتخابية للقوى السياسية. وما شعار "بيروت للبيارتة" المناطقي والطائفي الذي رفعته لائحة الأحزاب في الانتخابات البلدية عام 2016 ببعيد عن هذا التوجه. يمكن النظر إلى هذه البلدية كنموذج عن واقع الحال في لبنان. نجحت البلدية في تنظيم احتفال جميل بنهاية العام، لكنها فشلت في إقرار حل علمي ومُراع للبيئة في ملف النفايات. وعلى نفس القاعدة سجّلت أشهر العام الماضي نجاحات العهد الرئاسي الجديد في إقرار مراسيم النفط، والموازنة، وقانون الانتخابات. وهي عناوين برّاقة، ولكنها مُشبعة بالفخاخ السياسية والاقتصادية التي تُقلّص مستوى الديمقراطية في لبنان، وتزيد الأعباء المالية على اللبنانيين.​

وعلى الصعيد الإقليمي سيواصل لبنان أداء دور المخيم الكبير للاجئين السوريين بانتظار استكمال الحل السياسي. لكن استمرار عدم الالتزام بسياسة النأي بالنفس سيترك الباب مُشرّعاً أمام تدخلات دول عربية كبيرة تتعاطى بنفس منطق بلدية بيروت، وتبحث عن انتصار ولو كان شكلياً على الخصم السياسي والطائفي. 

 

 

 

 

المساهمون