طهران: واشنطن لا يمكنها فرض التفاوض علينا
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، محمد باقر قاليباف، الأحد، أن "أميركا لا يمكنها فرض التفاوض علينا"، معتبراً أن قرار بلاده عدم التفاوض معها هو "بسبب توجهها السلطوي".
وجاءت تصريحات قاليباف لدى استقباله وزير الخارجية السويسري، إيغناسيو كاسيس، ليرفض بذلك التوجه السويسري لفتح قناة اتصال بين طهران وواشنطن، داعياً الإدارة الأميركية إلى التراجع عن عقوباتها وتعويض الخسائر الناتجة عنها، متهماً الدول الغربية بـ"نكث العهد بشأن الاتفاق النووي".
واعتبر أن هذا السلوك الغربي "يشكل سابقة مريرة في الذاكرة الإيرانية ونتوقع تدارك الأمر"، وداعياً أوروبا إلى اتخاذ سياسات مستقلة بعيداً عن الضغوط الأميركية، وفقاً لما أوردته وكالة "خانه ملت" التابعة للبرلمان الإيراني.
وجاء تأكيد رئيس البرلمان الإيراني رفض التفاوض مع واشنطن فيما أكد الوزير السويسري، أمس السبت، في مدينة إصفهان الإيرانية، أن بلاده تسعى إلى إيجاد الحوار بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
وعلى صعيد متصل، أكد رئيس البرلمان الإيراني، الأحد، أن "التطبيع الإجباري لعدد محدود من دول المنطقة مع الكيان الصهيوني يحصل تحت ضغط وقيادة أميركا"، مضيفاً أن ذلك "لن يكون حلاً لمشاكل المنطقة"، ومضيفاً أن هذه الخطوات "ستزيد بإطراد من عدم الاستقرار في المنطقة".
ووصل وزير الخارجية السويسري، فجر السبت، إلى الأراضي الإيرانية، متجهاً نحو مدينة إصفهان التاريخية فور وصوله لتفقدها، قبل أن يعود اليوم الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران، لمباشرة لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، والمشاركة في حفل بمناسبة الذكرى المئوية للعلاقات الثنائية.
ومن المقرر أن يلتقي كاسيس مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لمناقشة تطورات الاتفاق النووي وقضايا الشرق أوسطية والآلية المالية السويسرية (SHTA) التي دشنتها الحكومة السويسرية خلال يناير/كانون الثاني 2020 لإرسال السلع الإنسانية إلى إيران بموافقة أميركية.
وأثارت الزيارة توقعات بين مراقبين بأن الوزير السويسري قد يقوم خلال الزيارة بتفعيل وساطة بلاده بين طهران وواشنطن، وهو ما أكده كاسيس بطريقة خلال مباحثاته في إصفهان، بعد حديثه عن سعي سويسرا لإيجاد الحوار والتواصل بين الطرفين، غير أن الجانب الإيراني، قلل من سقف هذه التوقعات، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن زيارة الوزير السويسري "غير مرتبطة بالقضايا المطروحة بين إيران وأميركا"، مشيراً إلى أن "الزيارة كان قد خطط لها من قبل في إطار العلاقات الثنائية والزيارات المتبادلة المنتظمة بين وزيري خارجية البلدين، وهي قد تأخرت بسبب ظروف تفشي كورونا".