طرائف كورونا

طرائف كورونا

14 يونيو 2020
"سمايلي فيس" ملتزم بالكمامة في بنسلفانيا (بن هاستي/ Getty)
+ الخط -
"أريد تهنئة الجميع على وضع الكمامة، لأنّ شعار وزارة الصحة العامة في هذه الفترة هو وضع الكمامة... والكمامة مهما قرأتم عن فوائدها وعدم فوائدها، ولمسها بيدينا، وعن وضعنا لها ثم نزعها... ضعوا كلّ ذلك جانباً والتزموا بالكمامة. الكمامة درهم وقاية ولها نفعها وتأثيرها ودورها في حماية كلّ المخالطين والمجتمعين، وهي من أساسيات العودة الآمنة إلى الحياة الطبيعية مع التباعد الاجتماعي الذي لا يلتزم به كثيرون حالياً، لكن مع وضع الكمامة يمكن أن نشعر بالأمان".

هذا الكلام يلتزم نهج وضع الكمامة لمواجهة فيروس كورونا الجديد تماماً، وهو كلام له اعتباره الكبير لدى أنصار هذه المدرسة، المتزايدين عدداً يوماً بعد آخر، بالترافق مع فرض كثير من الحكومات لها، بل توقيع غرامات مالية على من لا يضعها في بعض الدول، ومن بينها لبنان. وفي لبنان بالذات قال وزير الصحة العامة، حمد حسن، الكلام أعلاه في الثلاثين من مايو/ أيار الماضي. المفارقة أنّ حسن وهو يهنئ المجتمعين في مؤتمره الصحافي ذاك على وضعهم الكمامة، لم يكن يضعها بدوره، بل تكررت كثيراً إطلالاته التلفزيونية، في الهواء الطلق وتحت سقف، من دون أن يضع كمامة. لست في معرض دعوته إلى ذلك، فأنا من المدرسة المواجهة التي لا تؤمن بالكمامة أساساً، وقد تكون لحسن أسبابه، لكنّ ذلك يبقى مفارقة تدخل في باب الطرفة لما لها من امتداد في التراث العربي حول "لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثله..." على سبيل المثال.

طرائف كورونا كثيرة، على امتداد الشهور الماضية، منها الكمامات والأقنعة ذات الرسوم المضحكة، ومنها الأغاني التي ألّفت للفيروس والحجر المنزلي، ومنها تعبيرات التضامن مع المرضى والعاملين الطبيين والناشطين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء، من خلال الأغاني والموسيقى والتصفيق من الشرفات. ومنها ما اتخذ طابع الاستغلال، كما هي حال العصابة النيوزيلندية التي استغلت إجراءات حظر التجول لتسرق مجموعة كبيرة من سيارات التأجير بلونها الأخضر المميز، والتي وصلت إلى 97 سيارة، وقد لفت سيرها في مجموعات، أنظار البعض ممن اتصل بالشرطة، فجرى اعتقال أفراد العصابة واسترداد معظم السيارات.

لص آخر، صاحب نزوة، عمل وحده في سنغافورة، إذ غامر بخرق حظر التجول لممارسة نشاط اعتيادي له، هو سرقة ملابس داخلية نسائية معلقة على حبال المنازل. اعتقل وقدّم للمحاكمة.



يبقى الخبر الأغرب الذي لا يخلو من طرافة، احتجاج متعددي الزوجات في الكويت على عدم السماح لهم بالتنقل بين زوجاتهم على أساس حظر التجول في مايو الماضي، لكنّ الحكومة تجاوبت معهم وسمحت بذلك، بموجب تصريح مقدم إلكترونياً، مدته ساعة واحدة، مع تثبيت عناوين الزوجات اللواتي يفترض بهم التنقل بينهن.

أيام الوباء ما زالت طويلة، وأخباره التي لن تخلو من طرافة - وإن حملت سخرية لاذعة- ستكون كثيرة أيضاً.

دلالات