ضغوطات على تونس لقبول مشاركة إسرائيلية في مسابقة للشطرنج

ضغوطات على تونس لقبول مشاركة إسرائيلية في مسابقة للشطرنج

03 اغسطس 2018
البطولة ستقام في مايو/ أيار (Getty)
+ الخط -
عاد الحديث مجدداً عن الضغوطات الإسرائيلية على تونس  بسبب اعتزامها منع دخول لاعبة إسرائيلية تبلغ من العمر 7 سنوات للمشاركة في بطولة العالم للناشئين للشطرنج، والتي ستحتضنها تونس في شهر مايو/ أيار 2019.

واستأثر هذا الملف باهتمام الرأي العام في العديد من الدول، ونشرت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي عدة تقارير إعلامية عن مراسلة الاتحادِ الدولي للشطرنج الاتحادَ التونسي للشطرنج لإلزامه كتابياً بمنح تأشيرات الدخول لكل المشاركين الناشئين دون استثناء وإمكانية اتخاذ إجراءات دولية للضغط على تونس.

وقالت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إن الاتحاد التونسي للشطرنج سيسمح بمشاركة وفد الاحتلال الإسرائيلي في المسابقة العالمية للشطرنج المقامة في تونس، بعد أن منعت السلطات التونسية إصدار تأشيرة دخول للمشاركة الإسرائيلية، ليئيل ليفيتان (7 أعوام)، من منطلق التضامن مع القضية الفلسطينية ورفضًا للتطبيع مع إسرائيل.

واستنكر "أوفير جندلمان" المتحدث للإعلام العربي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع الطفلة الإسرائيلية "ليئيل ليفيتان" من دخول تونس للمشاركة في بطولة العالم للناشئين في الشطرنج، متناسياً كلّ أشكال عنصرية الاحتلال تجاه آلاف الأطفال الفلسطينيين يومياً.

وأوضح رئيس الجامعة التونسية للشطرنج، الطاهر بطيخ، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنّ الجامعة لم تقبل بعد أي دعوات للمشاركة ولم ترفض أي دعوة من أي بلد، مبيناً أنه من السابق لأوانه الحديث عن رفض بعض المشاركين لأن تاريخ تنظيم المسابقة سيكون في مايو/أيار 2019، مشيراً إلى أن الجامعة لم تبت في أي مشاركات ولكن رغم ذلك فإن حملة إسرائيلية استباقية مكثفة انطلقت منذ فترة للضغط على تونس.

وأكد أيضاً أن الجامعة ليس لها صلاحيات قبول أو رفض المشاركين وأنه بسبب الجدل الحاصل، فقد قررت الجامعة الاتصال بوزارة الخارجية للتباحث حول المشاركة الإسرائيلية كما أنها تلقت استفسارات من رئاسة الجمهورية التونسية حول نفس الموضوع، مبيناً أن هناك عديد الإشكاليات المطروحة اليوم وتتعلق بالمشاركة والراية الإسرائيلية التي ترفع في حالة فوز مشاركيه في المسابقات، مضيفاً أنه لا يجب رفع الراية في تونس وأن الجامعة ستكون أمام عديد الفرضيات، ومنها تلك التي اعتمدتها بلدان عربية أخرى كالمغرب مثلاً وهي رفع الراية الوطنية فقط.

وقال بطيخ أن تونس لم تصل بعد إلى مناقشة موضوع الراية وأنه لا يمكنها في الوقت الراهن قبول أو رفض أي مشاركة خاصة وأن المسابقة تتعلق بالأطفال، مشيراً إلى أن أي موقف قد ينجر عنه معاقبة تونس من قبل الاتحاد الدولي للشطرنج وستمنع من المشاركة، وأن التداعيات ستكون كبيرة جداً، مبيناً أنه في صورة اتخاذ موقف من قبل رئاسة الجمهورية أو الخارجية فإن الجامعة ستنفذ ما سيطلب منها.


ولفت أنّ الضغط الإسرائيلي كبير جداً وهناك حملات إعلامية تستهدف تونس والجامعة، مشيراً إلى أنّه حتى شهر أبريل ومايو القادمين، سيتم طرح الموضوع مجدداً، وأن الجامعة ستنفذ ما تطلبه السلطات التونسية منها.

يشار إلى أن محكمة تونسية، أصدرت في السنة الماضية، قرارًا بمنع أربعة لاعبين "إسرائيليين" لرياضة الجودو من المشاركة والمنافسة في بطولة العالم للتايكوندو للناشئين بعد أن رفعت مجموعة من الناشطين الذين يعارضون التطبيع مع "إسرائيل" دعوى قضائية عاجلة ضد منظمي المسابقة.

وقضت المحاكم التونسية بمنع التطبيع في عديد القضايا الأخرى وفي مجالات متعددة، ويرفض التونسيون بشدة كل أوجه التطبيع ومساعي الاحتلال الصهيوني التسلل من خلال تظاهرات دولية تحت ضغط العقوبات التي يمكن للهيئات فرضها على الدول التي تمنع مشاركة بعض الجنسيات.

وستُحدث هذه القضية جدلاً كبيراً في تونس مع اقتراب موعد هذه البطولة وتزايد ضغط المجتمع المدني التونسي على السلطات لمنع المشاركة الإسرائيلية.

المساهمون