صحافي يستقيل وسط تزايد الجدل حول دعم الإنجيليين لترامب

صحافي أميركي بارز يستقيل وسط تزايد الجدل حول دعم الإنجيليين لترامب

25 ديسمبر 2019
يكبر الجدل حول دعم ترامب (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -
يكبر الجدل حول مواقف الإنجيليين المحافظين ودعمهم للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الآونة الأخيرة، إثر مواقف لصحافيين إنجيليين، منها مؤيد ومنها رافض للرئيس وداعٍ إلى عزله. وأتت استقالة الصحافي البارز في الصحيفة الإنجيلية "كريستيان بوست"، ناب نازورث، لرفضه مقالاً يدعم ترامب في المجلة، لترفع من نسبة هذا الجدل.

وغادر نازورث منصبه، الثلاثاء، بعد الضجّة التي أثارها الأسبوع الماضي مقال افتتاحي في المجلة المسيحية الأخرى "كريستيانيتي توداي"، دعا كاتبه، رئيس التحرير، مارك غالي، إلى إقالة الرئيس، ضمن عدّة مواقف لصحف ومجلات في أنحاء الولايات المتحدة، تدعم عزل ترامب، بعد تصويت مجلس النواب الأميركي على قرار بمحاكمة ترامب برلمانياً بهدف عزله.

وأعلن ناب نازورث، الثلاثاء، أنه "مجبر على اتخاذ القرار الصعب بمغادرة "كريستيان بوست". ونازورث محرر سياسي، ويعمل في المجلة منذ 10 سنوات، وهو معارض لترامب، وكتب في سيرته الذاتية على "تويتر" وسم #NeverTrump. وقال نازورث إن الاستقالة جاءت لأن ناشر المجلة "قرر نشر افتتاحية تضع المجلة في فريق ترامب"، مضيفاً: "لا يمكنني أن أكون محرراً لمجلة تتبنى هذا الخط التحريري".






وسخر مارك غالي في "كريستيانيتي توداي" من ترامب، معتبراً أنّه "شخصية غير أخلاقية على نحو فاضح"، ووصف طرده من منصبه في البيت الأبيض بأنه ضرورة حتمية مسيحية، وكتب: "ليست مسألة الولاءات الحزبية، ولكن الولاء (لله) خالق الوصايا العشر". وأضاف أن ترامب "حاول استخدام سلطته السياسية لإكراه رئيس أجنبي (رئيس أوكرانيا) لمضايقة أحد خصوم الرئيس السياسيين (جو بايدن) وتشويه سمعته". وقال إن "هذا ليس انتهاكاً للدستور فقط، لكن الأهم أنه أمر غير أخلاقي للغاية".



وذهبت المجلة التي أسسها بيلي غراهام أحد أكثر المبشرين المؤثرين في القرن العشرين، إلى إدانة الإنجيليين الذين ما زالوا يدعمون الرئيس "على الرغم من سجله الأخلاقي الأسود"، ما أثار ردود فعل متباينة بين المسيحيين الأميركيين، بين داعم لترامب ومعارض له.



والإنجيلية حركة دينية مسيحية تتبناها جماعات من المحافظين البروتستانت في الولايات المتحدة. وحصل ترامب على دعم هائل من الحركة الإنجيلية اليمينية منذ توليه المنصب، مدعوماً باختياره للإنجيلي مايك بينس، في منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى تسميات شخصيات إنجيلية لعدة مناصب.

ويوم الأحد، نشر ما يقرب من 200 من القادة الإنجيليين وغيرهم من مؤيدي الرئيس، رسالةً ينتقدون فيها مجلة "كريستيانيتي توداي"، قائلين: "مقالتك الهجومية شككت في الاستقامة الروحية والشهادة المسيحية لعشرات الملايين من المؤمنين الذين يأخذون التزاماتهم المدنية والأخلاقية بجدية". وأضاف: "إنها لم تستهدف رئيسنا فحسب، بل استهدفت أيضاً من دعموه من بيننا، ودعموك أيضاً (كاتب المقال)".

وانتقد ترامب المجلة، واصفاً إياها بأنّها "مجلة يسارية متطرّفة".




وأدّى الجدل إلى فقدان الصحيفة ألفي اشتراك، إلا أنّها اكتسبت 5 آلاف قارئ جديد، من فئات أصغر سناً وأكثر تنوعاً، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

ودافع رئيس "كريستيان توداي" تيموثي دالريمبل، الأحد، عن المقال الافتتاحي، منتقداً "الأضرار الجسيمة" التي سببها "تحالف الإنجيليين الأميركيين مع الرئاسة الحالية". وقال: "مجلة كريستيانيتي توداي محافظة لاهوتياً. نحن مؤيدون للحياة ومؤيدون للأسرة"، لكنّ "الثمن كان باهظاً للغاية. الكرازة الإنجيلية الأميركية ليست مؤسسة تتبع الحزب الجمهوري".

المساهمون