شكراً لمن يعتني بأزهاره

شكراً لمن يعتني بأزهاره

28 ابريل 2015
+ الخط -

أرسلت والدة ويليام زوغا بانج له ثمن تذكرة العودة إلى كوبنهاجن. كان يعتقد أنه رسام وأن مستقبله في إيطاليا، فحزم أمتعته ورحل إلى روما، حيث أصبح دليلاً سياحياً. في المحطة رأى ويليام الدنماركيين العائدين أمام شباك التذاكر، ويبدو أن حلمه القديم راوده من جديد فصرخ "تذكرة إلى كوبنهاجن بنصف السعر"، قفزت إحداهن واشترتها وعاد هو إلى المدينة (حدث هذا في الستينيات)، حيث عمل دليلاً في مقبرة دفن فيها لاحقاً.

وصلتني هذه الحكاية من نشرة "المقبرة اللاكاثوليكية"، (سيميترو أكاتولكيو) وأنا مشتركة بها لأسباب لا أعلمها، وسوى أن غرامشي وكيتس وشيلي مدفونين فيها لا شيء يربطني بها حقاً. لكن النشرة أحياناً ترسل إليّ خبراً عن قبر القط "روميو" المدفون على مقربة من غرامشي. وأحياناً ترسل قصة موت رجل عادي، مثل ويليام، والذي قرأت أسفل قصته حادثة مؤثرة أخرى؛ لقد سقط ثلج قليل على وسط روما، ورغم أن غطاءه لم يكن سميكاً لكنه أجهز على صنوبرة عمرها 120 عاماً، فسقطت في عرض الشارع.

حضر رجال بسترات صفراء وقلنسوات خضراء وقصوا الجذع المتبقي، ثم جاء رجال آخرون أكثر اختصاصاً وأزالوا جذورها من أحشاء الأرض. ربما تصلني كل هذه الأخبار من نشرة المقبرة لأني أرسلت لهم إيميلاً مقتضباً كتبت فيه: "شكراً لمن يعتني بأزهار غرامشي".

المساهمون