شريهان ... "شهرزاد الفن" في عيدها الخمسين

شريهان ... "شهرزاد الفن" في عيدها الخمسين

06 ديسمبر 2014
النجمة شريهان (رسم أنس عوض)
+ الخط -
لا زالت الفنانة شريهان، وهي في عيدها الخمسين، مثيرة للجدل بتصريحاتها ومواقفها السياسية، تماماً كما أثارت الجدل لمدة 29 عاماً قدّمت خلالها قرابة 50 عملاً.

كانت طفلة موهوبة في عائلة أتقنت الاعتناء بها. إذ أنّها شقيقة الفنان الشهير عمر خورشيد الذي بالغ في تدليلها، ودرست في باريس الرقص التعبيري، وعادت إلى مصر حيث تم إنتاج أول فيلم لها وهي في التاسعة من عمرها عام 1973، وكان عنوانه "المعجزة" ليكون بذلك نبوءة ولادة معجزة حقيقية.

وقد شاركها فيه عدد من كبار النجوم، مثل عمر الحريري وليلى طاهر وصلاح السعدني. ثم قدمت دور "لوسي" في فيلم "قطة على نار" وكانت في 12 من عمرها. انتقلت إلى عالم المسرح عام 1980 لتؤدي دور "سوسو" في مسرحية "سك على بناتك" مع فؤاد المهندس وإسعاد يونس، إذ لفتت موهبتها آنذاك الأنظار بشكل كبير. فمنحها المخرج أشرف فهمي دوراً في فيلم الخبز المر عام 1982.

غير أنّ التألق الحقيقي لها كان في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" أمام محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد في دور المراهقة "بثينة" التي تعيش صراع تحولاتها النفسية. اتجهت شريهان بعدها إلى نوع جديد من الأدوار، إذ رفضت أن يتم حصرها داخل دور المراهقة أو الفتاة الجميلة الناعمة، مثلما يحدث غالباً مع فنانات جميلات كثيرات. فخاضت تجربة كوميدية مع عادل إمام في الفيلم الشهير "مين فينا الحرامي".

العام 1985، حققت شريهان انتصارها التاريخي على كل الممثلات اللواتي قدمن دور "شهرزاد" حين أدّت الدور في فوازير ألف ليلة وليلة، فأصبحت بعد ذلك رسمياً "شهرزاد الفن" وأكثر النجمات أناقة وإبهاراً. وقد استمرت في تأدية هذا الدور في الأجزاء المتوالية وارتبطت به في ذاكرة الجمهور. وتربعت على عرش الفوازير الرمضانية وقدّمت "حاجات ومحتاجات"، و"حول العالم"، لتثبت أنّها ملكة الاستعراض التي لا ملكة سواها.

كانت موهبتها في الرقص تدعم بشكل جميل أداءها السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، في أعمال مثل مسرحية "شارع محمد علي" و فيلمي "كريستال" و"سوق النساء". لكن شريهان طمحت لأكثر من ذلك، أرادت تقديم فن راقٍ وليس إغراء مبتذلاً، فراحت تبحث عن الأدوار المختلفة التي تبتعد بها عن جوّ الفاتنات، فأدت أدوار الدراما في "المرأة والقانون" و"فضيحة العمر"، كما قدّمت نموذج الفتاة الريفية البسيطة بعيداً عن المكياج والأكسسوارات. وكان ظهورها في فيلم "الطوق والأسورة" عام 1986 مفاجأة لمن تعودوا عليها بكامل أناقتها.

ولم تكتف بدور واحد في هذا النهج، بل قدّمت "عرق البلح" عام 1999، و"العشق والدم" عام 2002 الذي كان آخر عمل لها، واعتزلت بعده، وأعلنت مبكراً نهاية مشوارها الفني، وهي بعد في الـ 38 من عمرها عقب إصابتها بمرض السرطان الذي تغلبت عليه بقوة إصرارها على الحياة.

ومع أنّها كانت تنوي العودة إلى الفن بمسلسل "دموع السندرلا" قبل عامين، إلا أن المشروع لم يكتمل، ليبقى جمهورها ومحبوها بانتظارها دائماً على أمل أن تعود للسطوع ثانية بكامل جمالها الذي مازال يضيء القلوب في عيدها الخمسين.

دلالات

المساهمون