شركات تكنولوجية فلسطينية متورطة بالتطبيع مع الاحتلال

شركات تكنولوجية فلسطينية متورطة بالتطبيع مع الاحتلال

17 مارس 2019
شركة برمجيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة (فرانس برس)
+ الخط -


دانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، التطبيع الخطير لبعض شركات التكنولوجيا الفلسطينية، مع الاحتلال الإسرائيلي وشركاته، داعية إلى مقاطعة تلك الشركات حتى تنهي التطبيع.

وقالت اللجنة في بيان لها تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن "تلك العلاقات التطبيعية تكشف مدى تورط هذه الشركات الفلسطينية القليلة، ولكن المؤثرة، في مشاريع السلام الاقتصادي، الذي يعدّ جزءاً لا يتجزأ مما يسمى بصفقة القرن الأميركية ـ الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".

وأوضحت اللجنة أن مركز التطوير التكنولوجي "روابي تك هب" Rawabi Tech Hub وشركتي "عسل"، القائمة في مدينة روابي، و"إكسولت" Exalt وغيرها تتعامل مع شركات إسرائيلية متورطة في جرائم الاحتلال.

وتابعت: تتعاقد الشركة الإسرائيلية ـ الأميركية، ميلانوكس Mellanox، على سبيل المثال، مع شركات فلسطينية كشركة "عسل" التكنولوجية، التي يملكها بشار المصري، وتعتمد بشكل كبير على الأدمغة الفلسطينية في تنفيذ برمجياتها.

وفي عام 2016، نقلت شركة ميلانوكس فريقها من المبرمجين الفلسطينيين إلى روابي، وجاء ذلك بعد لقاء بين الرئيس التنفيذي لـ"ميلانوكس" وبشار المصري بضيافة وزير خارجية الولايات المتحدة في حينه جون كيري.

وتُشرف على هذه الشركة الضخمة نخبةٌ من مهندسي ومطوّري البرمجيات الذين خدموا في وحدة الاستخبارات التقنية (Technical Intelligence Unit)، وفريق البحث والتطوير (R&D Team)، التابعيْن لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما يعدّ جيش الاحتلال أكبر زبائن شركة "ميلانوكس".

وأشارت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل إلى أن شركات إسرائيلية تعمل أيضا في الأراضي المحتلة عام 1967، مثل "فريتوس"، والتي لديها مكتبان، في القدس ورام الله المحتلتين، أشرف مديرها التكنولوجي فريد قدورة على نحو 70 موظفاً بقسم البحث والتطوير، حسب وكالة "رويترز" عام 2017.

وتنظّم شركة "فريتوس" رحلات عملٍ "ترفيهية" تطبيعية بين موظفين فلسطينيين وإسرائيليين، فضلاً عن ورش عمل في الجامعات الفلسطينية، وفق بيان حركة المقاطعة.

ووفقاً لوكالة رويترز، تتعاون شركة "فريتوس" الإسرائيلية مع صندوق "صدارة فينتشر" التطبيعي، وفق بيان اللجنة، مشيرة إلى أن الصندوق يملكه الفلسطيني سعيد ناشف والإسرائيلي يادين كاوفمان. وتقوم "صدارة فينتشر"، والتي تشرف على عدد من الشركات الناشئة مثل "يا مسافر"، و"ويب طيب" وغيرها، بمشاريع تطبيعية عدة تشرك فيها الطاقم العامل لديها.

وعلاوة على ذلك، تحارب "صدارة فينتشر" والقائمون عليها جهود حركة المقاطعة العالمية، إذ طرحت نفسها بديلاً لسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في انتهاكات الاحتلال في العامين 2012 و2013، مما يجعلها متورطة في خدمة الحرب الإسرائيلية ضد حركة المقاطعة، وفق بيان اللجنة.

وحسب مجلة "فوربس" الاقتصادية، يهيمن على أكثر من ألف شركة في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي جنود وضباط خدموا في وحدة (8200) الشهيرة، وهي وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني وقيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي.

ونظّمت إحدى هذه الشركات، "ويكس"، Wix التي أسّسها أفيشاي أبراهامي، وهو ضابطٌ سابقٌ في الوحدة (8200)، بالتعاون مع شركة "عسل" التي يملكها بشار المصري، في العام الماضي مسابقة تكنولوجية، تم على إثرها توظيف مجموعة من المطورين الفلسطينيين، الموظفين رسميا في شركة عسل، وتم التعاقد معهم للعمل مع مختلف الفرق في الشركة الإسرائيلية.

ووفق حركة المقاطعة، لا يعلم المبرمجون الفلسطينيون إن كان إنتاجهم سيخدم جيش الاحتلال أو استخباراته أو وزاراته أم لا، فالمبرمج الفلسطيني لا يقوم إلا بتنفيذ التعليمات المحددة التي تأتيه من الشركة الإسرائيلية الأم، التي تستعين بدورها بوسطاء كروابي تك هب، لتوظيف أيد عاملة رخيصة، تمهيداً لتسويق منتجاتها لزبائنها في دولة الاحتلال وحول العالم.

ودعت اللجنة، إلى مقاطعة الشركات التكنولوجية الفلسطينية المتورطة في التطبيع والضغط لسحب تراخيصها، وإنهاء تواجد الشركات الإسرائيلية كذلك في سوق العمل الفلسطيني، وإنهاء التعامل مع الشركات الدولية المتورطة في جرائم الاحتلال.

المساهمون