شرفات اللبنانيين تحوّلت لمسارح في يوم "عيد الموسيقى"

شرفات اللبنانيين تحوّلت لمسارح في يوم "عيد الموسيقى"

23 يونيو 2020
شارك في هذا الاحتفال عشرات الفنانين المحترفين (فيسبوك)
+ الخط -
تحوَّلت شرفات لبنانيين كُثر من الشمال إلى الجنوب، مروراً بالساحل والبقاع والجبل والعاصمة بيروت، يوم الأحد الماضي بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى، والذي تحتفل به 130 دولة في أنحاء العالم؛ إلى مسارح تبث الأمل، مع نغمات من الروك والبلوز والتكنو والكلاسيك والطرب العربي واللون البدوي والجاز والبوب.

وكان المعهد الثقافيّ الفرنسيّ في بيروت قد أطلق حملة بعنوان "عيد الموسيقى عالبلكون" داعياً اللبنانيين، وخصوصاً الموسيقيين الهواة منهم والمحترفين، إلى الاحتفال بهذا العيد الذي يحييه لبنان سنوياً منذ 20 عاماً، كلُّ من موقعه حفاظاً على الصحة، ومنعاً لانتشار فيروس كورونا.

لكنَّ الاحتفال كان مشروطاً هذا العام، فلا حفلات ولا مهرجانات، بل على من يريد المشاركة أن يصوِّر نفسه وهو يعزف أو يرقص على موسيقى يحبها، ويرسل الفيديو إلى صفحات المعهد الفرنسي، وهناك صفحات فُتِحَت للغاية نفسها على "فيسبوك" و"إنستغرام" باسم "عيد الموسيقى في لبنان".


وقد كان المعهد يبثُّ طوال المساء، وحتى منتصف الليل، فيديوهات لفنانين محترفين وهواة عزفوا في بيوتهم وعلى شرفاتهم أو في مساحات خضراء بالقرب من بيوتهم أنواعاً مختلفة من الموسيقى اللبنانية والمصرية والبدوية والعالمية. وتابع هذه الفيديوهات المباشرة والمُسجَّلة آلاف من محبّي الموسيقى، وتفاعلوا معها على الإنترنت.

وشارك في هذا الاحتفال عشرات الفنانين المحترفين، منهم الملحن والموزع، غي مانوكيان، الذي عزف في بث مباشر عند مغيب الشمس من بيته على البيانو لحن أغنية "لا بوييمو" لشارل أزنافور، وكذلك بشار مارسيل خليفة، ونجم برنامج "ستار أكاديمي" لعام 2011 جيلبير سيمون، ونجم برنامج "ذا فويس" أنطوني توما، وغيرهم.

وكان من اللافت مُشاركة الأطفال الصغار، مثل الطفلة ليلا (4 سنوات) التي غنت مع أمّها أماندا بصوت حنون أغنية "ما هي الحياة".

وكذلك شارك في الاحتفاليَّة هُواة من كشافة لبنان ومجموعة مراهقين عزفوا في إحدى الغابات الجبلية أغنية "ألف ليلة وليلة" لبليغ حمدي التي غنتها أم كلثوم، إضافة إلى مشاركة طلاب من المعهد العالي للموسيقى، مثل ريبيكا زغيب التي عزفت على الكمان لحن "بغنيلك يا وطني" لأسامة الرحباني.

وقالت الملحقة الثقافية والفنية بالمعهد الثقافي الفرنسي في بيروت، بنديكت فينييه، إن "عيد الموسيقى وُجد أصلاً للتشجيع على الإبداع والحرية، وأن تكون الموسيقى للجميع، من هنا أتت فكرة العزف وعيش الموسيقى هذا العام من على الشرفات والحدائق، لنؤكد على ديمقراطية الموسيقى في زمن الوباء".

وأضافت: "لطالما كانت الشرفة في الهندسة المعمارية الحديثة في بيروت مكاناً مهما للتفاعل وعلاقة السكان مع الخارج. لكن هذه العلاقة انقطعت في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع نسب التلوث الصوتي والبيئي وروائح القمامة وغيرها، لكن من خلال هذه التظاهرة نعيد اليوم الاعتبار لأهمية الشرفات والتواصل ولو عن بعد، وللأماكن العامة التي أصبحت شبه مفقودة خصوصاً في بيروت".

وأوضحت أن المعهد قرر في ظل هذه الظروف تقديم دعم لموسيقيين مستقلين يجمعون ألواناً موسيقية مختلفة، وهم كريم خنيصر وفرقة "ريكلوز بلوز" وفرقة "كينيماتيك" والمغنية والمؤلفة الموسيقية باولا إبراهيم المعروفة باسم "بوول".

(رويترز)

دلالات

المساهمون