شاهد يتحدث عن مقابر ضحايا النظام السوري في محيط دمشق

شاهد يتحدث عن مقابر ضحايا النظام السوري في محيط دمشق

14 سبتمبر 2020
معتقلون في السجون السورية (الشبكة السورية لحقوق الإنسان)
+ الخط -
تحدث شاهد مجهول الهوية عن مقابر جماعية لضحايا قضوا على يد النظام السوري في دمشق ومحيطها بين عامي 2011 و2017، وذلك في جلسة المحكمة الثلاثين والمحكمة الواحدة والثلاثين لمحاكمة الضابط السابق في قوات النظام السوري أنور رسلان في ألمانيا.
ونقل موقع "ليفنت نيوز" شهادة أحد الشهود في محكمة ألمانية عن دفن القتلى الذين قضوا على يد قوات النظام منذ عام 2011 وحتى عام 2017 في مقابر جماعية بمحيط العاصمة دمشق بعد نقلهم من المشافي وفروع الأمن.
وأطلق على الشاهد رمز (Z 30.07.2019)، والذي تحدث لما يقارب الساعة، يومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، رافضاً الكشف عن هويته.
وقال الشاهد للمحكمة إنه كان عاملاً مدنياً في مجال دفن الموتى قبل الثورة السورية، وفي الشهر العاشر عام 2011، أُرسل لهم اثنان من الضباط، الذين جمعوا عددا من العمال المدنيين، قرابة عشرة أشخاص، وعينوا الشاهد مشرفا عليهم، وأصبحوا يجبرونهم على الذهاب معهم إلى المشافي العسكرية، وهناك يجدون شاحنة براد كبيرة أو اثنتين بانتظارهم، يقومون بعدها بمرافقة هذه البرادات إلى أماكن معينة ودفن الجثث الموجودة فيها ضمن مقابر جماعية.
أخبر الشاهد المحكمة عن رؤيته شخصيا لجثة امرأة مقتولة تحضن رضيعها المذبوح بين يديها
وأكد الشاهد عمله مع الضباط منذ ذلك الوقت وحتى عام 2017 بشكل يومي، إذ كانت عمليات الدفن تبدأ قرابة الساعة الرابعة صباحا وتنتهي قرابة الساعة التاسعة صباحا.
ووفق الشهادة فإن المشافي التي كان ينقل منها القتلى كانت مدنية وعسكرية، مشيرا إلى أن النقل كان يتم عبر شاحنة براد ومن بينها شاحنات يصل طولها إلى 11 مترا، وعدد الجثث يصل إلى 700 جثة أحيانا.
وكان الشاهد ينقل الجثث من مستشفيات حرستا وتشرين العسكريين، والمواساة والمجتهد المدنيين، حيث يتم استقبال الجثث هناك من قبل فروع الأمن، كما تتم عمليات قتل داخل المستشفى أيضا.
وعن عدد مرات نقل الجثث، قال إن هناك ثلاث أو أربع عمليات دفن خلال الأسبوع الواحد؛ مرة أو مرتين في الأسبوع للمشافي العسكرية، ومرتين أو ثلاثاً منها في الشهر للمشافي المدنية، ومرتين أخريين أسبوعيا لصالح سجن صيدنايا بمقدار سيارتين إلى ثلاث لكل عملية نقل.
ووفق الشاهد هناك مكانان للدفن، الأول في نجها، البعيدة عن دمشق حوالى 15 كم، والثاني في القطيفة وتبعد عن دمشق حوالي 35 كم، وهما منطقتان عسكريتان يمنع المدنيون من دخولهما. وكان الشاهد يدخلهما مع العمال بعد الحصول على ورقة "مهمة" تسمح لهم بالدخول.
وقال الشاهد إن جميع الأفرع الأمنية كانت ترسل جثثها إلى المكانين عدا فرعين اثنين، هما الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، حيث تدفن الجثث في مطار المزة العسكري تحت مدرج الطيران، وفرع المخابرات الجوية، الذي يدفن الجثث داخل الفرع نفسه. ولا يسمح للعمال المدنيين بالدخول إلى هذين المكانين، بل فقط عامل مدني واحد يقوم بحفر القبور، وكان هذا العامل صديقا للشاهد وهو من أخبره عن الأمر.
وتحدث الشاهد أيضاً عن وجود جثث نساء وأطفال من الذكور والإناث وعن رفض الضباط السماح لهم بدفن النساء في أماكن مخصصة، بل تعدى الأمر رفض الطلب إلى التهديد بالاعتقال والتعذيب.
ملامح الوجوه غائبة تقريبا نتيجة استخدام مواد كيميائيةكالأسيد لإذابتها
وأخبر الشاهد المحكمة عن رؤيته شخصيا لجثة امرأة مقتولة تحضن رضيعها المذبوح بين يديها، الأمر الذي أدى لانهياره حينها.
وعن شكل الجثث القادمة من الأفرع، قال الشاهد إن العمال أخبروه بأن ملامح الوجوه غائبة تقريبا، والذي كان برأيهم نتيجة استخدام مواد كيميائية كالأسيد لإذابتها، لاستحالة تآكلها بطريقة طبيعية أو نتيجة تعذيب، وأخبروه أيضا عن علامات التعذيب المنتشرة على كافة أنحاء الجسد، وعلامات الازرقاق والاحمرار والاسوداد على الجثث، وقلع أظافر اليدين والقدمين، بل وفي إحدى الحالات قطع العضو الذكري.
تقارير عربية
التحديثات الحية
وأخبر الشاهد القضاة أيضاً عن عمليات دفن أخرى أُخذوا إليها، وكانت سرية وخالية من الوثائق والأرقام تبدأ الساعة الثانية عشرة ليلا، ويوجد خلالها ضباط من رتبة عميد وأعلى وعساكر مسلحون.
وأكد الشاهد أن فرع الخطيب كان من بين الأفرع الأمنية التي أرسلت جثثا، ويبلغ عددها تقريباً خمسة عشر فرعاً أمنياً.
وقال الشاهد إن عدد الجثث خلال الأعوام الستة التي عمل فيها بلغ بتقديره الشخصي مليونًا إلى مليون ونصف المليون جثة، ثم قال: "ربما 2 أو 3 أو حتى 4 ملايين جثة، لا أدري ولكن العدد كبير جدا.
ويذكر أن هناك آلاف المفقودين في سجون النظام السوري منذ سنوات، وكان ضابط منشق عن قوات النظام يكنى بـ"قيصر" قد سرب آلاف الصور لضحايا قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.

دلالات