سوريون في إدلب ينعون "طبيبة الفقراء" عالية قصاص

سوريون في إدلب ينعون "طبيبة الفقراء" عالية قصاص

01 اغسطس 2020
نعتها صفحات "فيسبوك" محلية يوم الخميس (فيسبوك)
+ الخط -

نعى سوريون وناشطون من مدينة سلقين، في محافظة إدلب شمال غربي سورية، طبيبة الأطفال عالية قصاص، التي وافتها المنيّة الخميس في أحد المستشفيات التركية، بعد نقلها إليه من مدينتها، لتلقي العلاج إثر تدهور حالتها الصحية.  

ووصف الناشطون ومرتادو وسائل التواصل الاجتماعي الطبيبة عالية قصاص بـ"طبيبة الفقراء"، مشتركين في نعيها بأطيب العبارات، نظراً لتعاملها الإنساني ضمن عملها مع الفقراء والمحتاجين، مشيرين إلى أنها كانت لا تتقاضى أجر معاينتها من الفقراء، فيما كانت أجرتها من الميسورين لا تتجاوز 500 ليرة سورية، أي ما يعادل ربع دولار أميركي.

وكتبت صفحة "مدينة سلقين" يوم الخميس: "الدكتورة عالية قصاص طبيبة الأطفال زوجة الصيدلاني أمين كوسا في ذمة الله بعد معاناة طويلة مع المرض، وداعاً يا أم الفقراء... الطبيبة الإنسانة الراقية...كنت وستبقين المثل الأعلى في العطاء والكرم والوفاء، من دون انتظار كلمة شكر من أحد، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته". 

وقالت صفحة "مخيم" إن "مدينة سلقين شمال إدلب اليوم فقدت أبرز الوجوه الإنسانية، الدكتورة (عالية القصاص) التي عُرفت بخدمة المهجرين والفقراء دون مقابل أو بشكل رمزي، حتى سُميت طبيبة الفقراء. وكانت الدكتورة عالية، زوجة الصيدلي (أمين كوسا)، مثالاً يحتذى به في الإنسانية والأخلاق الرفيعة، حيث صبت جهودها لخدمة المهجرين في عيادتها المتواضعة، ومع ازدياد الزحمة فتحت بيتها وحولته إلى عيادة، تستقبل فيه الحالات المرضية والإسعافية في أي وقت، رغم كبر سنها، ومن يحاول أن يدفع لها تكتفِ بمبلغ 500 ليرة (ربع دولار). وقد توفيت في تركيا بعد أن نُقلت للعلاج. 

واعتبرت الصفحة الاجتماعية "حوار أهل سلقين" أنه "بوفاتها (قصاص) خسرت سلقين أحد أبرز الوجوه الإنسانية المشهود لها بالأخلاق والعمل الإنساني ومساعدة الفقراء. نعم، رحلت طبيبة الفقراء".  

وتحدث "العربي الجديد" إلى العديد من سكان مدينة سلقين لسؤالهم عن الطبيبة، فأشاروا إلى أن كل ما كتب بحقها من ثناء بعد وفاتها لا يوفيها حقها، قائلين إنها سخّرت نفسها وخبرتها للتقليل من معاناة الفقراء. وذكروا أنه مع زيادة تدفق النازحين والمهجرين قسراً إلى المدينة، وسّعت الطبيبة قصاص من خدماتها الإنسانية لهذه الشريحة، مضيفين أنها كانت سابقاً تعرف جميع الفقراء من مرتادي عيادتها، فكانت لا تتقاضى منهم أجرتها، بالإضافة إلى وضعها إشارة على الوصفة الطبية التي تكتبها لهم، وترسلهم إلى صيدلية زوجها، لصرفها بالمجان. 

المساهمون