سورية: شهر على حصار حي الوعر تحت سياسة "التركيع"

سورية: شهر على حصار حي الوعر تحت سياسة "التركيع"

13 ابريل 2016
النظام يفرض حصاراً خانقاً على حي الوعر(Getty)
+ الخط -
مضى شهر على فرض النظام السوري حصاراً خانقاً، على حي الوعر في مدينة حمص (وسط)، آخر معاقل المعارضة في المدينة، التي اصطلح على تسميتها من قبل المعارضة بـ"عاصمة الثورة"؛ في ظل منع حركة المدنيين، ودخول المواد الغذائية والطبية، ما يزيد من معاناة أكثر من 100 ألف مدني محاصرين في الحي، معظمهم من الأطفال والنساء.

وكان النظام أغلق في الـ13 من الشهر الماضي جميع المعابر، التي كانت مفتوحة أمام حركة المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية، عقب رفض الفصائل المعارضة تطبيق المرحلة الثالثة من اتفاق الهدنة، الذي ينص على افتتاح القصر العدلي والسماح بدخول الموظفين والشرطة، قبل تنفيذ كامل المرحلة الثانية، وخاصة بند إطلاق سراح المعتقلين من الحي، والبالغ عددهم أكثر من 7 آلاف معتقل، الأمر الذي رفض النظام تطبيقه طالباً تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وقال المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي، في حديث مع "العربي الجديد"، "أعاد النظام سيناريو الحصار الخانق على حي الوعر، والذي يتخلله القصف المتقطع وعمليات القنص، التي تستهدف الشوارع الرئيسة والفرعية دون تمييز بين طفل أو رجل أو امرأة، ما يتسبب بسقوط جريح على الأقل يومياً بسبب القناصات التي تطلق رصاصها المتفجر على الشوارع".

وأضاف السباعي، أنّ "حواجز القوات النظامية المنتشرة على أطراف الحي تستمر بفرض حصار شديد على أهالي الوعر من خلال منع دخول وخروج المدنيين، مانعة إدخال أي نوع من أنواع الأغذية والمواد التجارية إلى الحي، وحتى مادة الطحين أصبحت على وشك النفاذ من المنازل، في حين توجد أعداد كبيرة من الأطفال المحرومين من الحليب والمكملات الغذائية، ما يزيد مخاوف أهالي الحي من استمرار الحصار في ظل صمت الأمم المتحدة لما يفعله النظام من خروقات متكررة لكلا الهدنتين المحلية والدولية المبرمة في سورية".

وتابع "اليوم لا يوجد أي تاجر يدخل أي نوع من المواد الغذائية إلى الحي، ولقد تجولت بالحي وزرت منازل عدّة فيه، العائلات بالحي يتناولون وجبة واحدة في اليوم، في حين إن توفر بعض الطحين لدى قلة من العائلات فإنهم يتناولون وجبتين".

وبحسب المتحدث، فإن "النظام بدأ بسياسة جديدة في الحي لإثارة الصراعات بين الأهالي، إذ عمد اليوم على إدخال نحو 1000 ربطة خبز لنحو 20 ألف عائلة، ما سبب الكثير من البلبلة بين الأهالي، ورغم توزيعها على العائلات بالرغيف، إلى أن معظم العائلات لم تحصل على أي رغيف".

ورأى السباعي، أن "النظام يسعى عبر إعادة الحصار وإدخال كميات قليلة من الخبز، الضغط على فصائل المعارضة المسيطرة على الحي لإركاعهم وإرضاخهم لإرادة النظام، وبالتالي التخلي عن مطلب إطلاق سراح المعتقلين".