سورية تخسر القسّ فرنسيس... وتقدُّم للمعارضة في القنيطرة

سورية تخسر القسّ فرنسيس... وتقدُّم للمعارضة في القنيطرة

07 ابريل 2014
القس اغتيل في أحياء حمص المحاصرة (باسل طويل، Getty)
+ الخط -

قُتل راعي دير الآباء اليسوعيين في حمص القديمة، القس الهولندي فرنسيس فاندرلخت، اليوم الاثنين، وهو المعروف بإصراره على الصمود في حمص القديمة بما أنه يعتبر أنه "سوري". وبينما اتهمت الحكومة "إرهابيين" بقتله، خسرت الثورة السورية مناضلاً سلمياً حاول القول إن تأييد النظام السوري ليس قدَراً على المسيحيين.
وعبَّر "الائتلاف الوطني السوري" المعارض عن إدانته الشديدة لقتل راعي دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان، في حمص القديمة، الأب الهولندي فرنسيس فاندرلخت، الذي أمضى في سورية 35 عاماً، ورفض الخروج من أحياء حمص المحاصرة رغم الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام.

"
قتل القس فرنسيس فاندرلخت (72 عاماً) داخل دير في حي بستان الديوان في المدينة، وهو معقل لقوات المعارضة تحاصره قوات حكومية منذ أكثر من عام

"

وقال بيان "الائتلاف"، إن الأب فرنسيس "عبَّر مرات عدة عن مواقفه، من خلال تسجيلات مصورة من قلب الأحياء المحاصرة لنقل الحقيقة إلى العالم عما يتعرض له المدنيون العزل من تجويع وقصف لأحيائهم السكنية من قبل قوات النظام، وطالب المجتمع الدولي في أكثر من مرة بإدخال المساعدات الإغاثية الفورية إلى الأطفال والنساء والشيوخ".

وجاء في البيان: "يدين الائتلاف بأشد العبارات جريمة اغتيال الأب فرنسيس، ويؤكد على محاسبة من يقف وراء هذه الجريمة"، مذكراً بأن النظام السوري "لطالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري، أو عبّر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين".

وكان مسلح ملثم قد أطلق النار على القس الهولندي المعروف في مدينة حمص، وسط البلاد، فقتله على الفور، اليوم الاثنين.

وقتل القس فرنسيس فاندرلخت (72 عاماً) داخل دير في حي بستان الديوان في المدينة، وهو معقل لقوات المعارضة تحاصره قوات حكومية منذ أكثر من عام.

"
رفض فاندرلخت مراراً مغادرة بستان الديوان، على الرغم من عمليات الإجلاء التي نفذتها الأمم المتحدة

"

ولا تزال دوافع الهجوم مجهولة ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن قتل القس.

ومنذ انطلاق الثورة السورية قبل ثلاث سنوات، رفض فاندرلخت مراراً مغادرة بستان الديوان، على الرغم من عمليات الإجلاء التي نفذتها الأمم المتحدة، والتي ساعدت المئات على الخروج من مناطق حمص المحاصرة.

وقال صديق للقس القتيل، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن فاندرلخت رفض مغادرة حمص حتى يتم إجلاء جميع المسيحيين. وكان القس يقيم مع 24 شخصاً في الدير، بحسب ما نقل مراسل وكالة "اسوشييتد برس".

ولفت فاندرلخت، الذي يعيش في سوريا منذ عام 1964، الانتباه إلى معانة المدنيين في مدينة حمص المحاصرة. وكتب في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي على "فيسبوك": "لقد تغلب علينا الجوع! بإمكانكم أن تروا علاماته مرسومة على الوجوه".

وأضاف القس في بيان لاحق باللغتين الفرنسية والإنكليزية أن "الناس يتجولون في الشوارع ويصرخون. نحن نتضور جوعاً، وبحاجة إلى الطعام. يتوقفون عند المنازل المأهولة بالسكان بحثاً عن الغذاء. الجوع يكسر كل القواعد ويلغي جميع المبادئ الأخلاقية. نحن نعيش واقعاً مخيفاً. الانسان يتحول إلى حيوان يعيش في البرية".

"
كان القس يقيم مع   24 شخصاً في الدير

"

وقال صديق فان، ألبير عبد المسيح، الذي عمل إلى جانبه، إن القس القتيل حاصل على دكتوراه في الطب النفسي وعاش حياة زاهدة.

وقال عبد المسيح "كان كاهناً مسيحياً لكنه لم يكن محافظاً. تعلمنا الإنسانية منه وقد أحب المسلمين بقدر حبه للمسيحيين. كان يعامل الناس من دون تكلف وكان يتحدث العربية بطلاقة، ومقتله خسارة كبيرة".

من جهتها، أنحت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" باللوم في مقتل القس على "إرهابيين" لكنها لم تقدم أية تفاصيل عن الحادث.

على صعيد آخر، تحدّثت "سانا" عن أنّ مقاتلين مسلّحين معارضين قُتلوا بعد انفجار سيارة كانوا يحاولون زرع قنابل في داخلها في مدينة حمص وسط البلاد، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار أسفر عن مقتل 29 من المسلحين المعارضين، بينهم قائدان محليان.

تصدت كتائب الثوار، اليوم الاثنين، لمحاولة مليشيا جيش الدفاع الوطني اقتحام جبل البدروسية، حيث جرت اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، وقد تزامن ذلك مع قصف عنيف من قبل قوات الأسد على الجبل.

وشهد محيط جبل تشالما اشتباكات بين الثوار ومليشيا جيش الدفاع الوطني أسفرت عن مقتل 13 عنصرا من المليشيا و4 من الثوار، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في مدينة كسب على أكثر من محور.

من جهة أخرى، استهدف المقاتلون بصواريخ "غراد" تجمعات لقوات موالية، في رأس البسيط وقسطل معاف وقرية كرسانا في ريف اللاذقية، وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا عناصر من "جيش الدفاع الوطني" المتمركزة في "المرصد 45" بقذائف الهاون والمدفعية.

في المقابل، شنّ الطيران الحربي غارات عدة على محيط "المرصد 45"، ومحيط مدينة كسب التي تعرضت أيضاً لقصف بالمدفعية، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى.

وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت بين القوات الحكومية والجيش الحر في حلب القديمة، في حين اندلعت معارك في محيط اللواء 80، وأفاد ناشطون سوريون بوقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وتعرضت مناطق في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، إلى قصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين، وفق ما أفاد ناشطون.

وشنت القوات الحكومية حملة مداهمات في محافظة حماة وسط سوريا، لا سيما حي الفراية، حيث تم اعتقال عدد من المواطنين، كما قصف الجيش السوري مناطق في قرية الجديدة بريف حماة الغربي من دون وقوع خسائر بشرية.

كما شهدت الغوطة الشرقية لدمشق قصفاً عنيفاً، وسقطت قذائف "هاون" على وسط المدينة.
وفي الجنوب، تحديداً في القنيطرة، واصلت كتائب المعارضة تقدمها في ريف القنيطرة، خلال المرحلة الثالثة من معركة أطلق عليها اسم "فجر التوحيد"، والهادفة إلى السيطرة على التلول الحمر ذات الأهمية الاستراتيجية في المحافظة. وسيطر مقاتلون من المعارضة، اليوم الاثنين، على "التل الأحمر" الغربي بصورة كاملة، بعد اقتحامهم السرية الثالثة، مما أسفر عن مقتل "حوالى 25 عنصراً من القوات" الحكومية، بحسب وكالة "مسار برس".

وتعد التلول الحمر أهم المواقع العسكرية في القنيطرة، حيث يتمركز عليها عدد كبير من القطع والثكنات النظامية، وتتألف من تلين شرقي وغربي.

أما في منطقة رأس العين، في محيط مدينة يبرود، فقالت "جبهة النصرة" إنّها نفذت "عملية استشهادية"، صباح اليوم الاثنين، ضد تجمع للقوات الحكومية وحزب الله أوقع منها 15 قتيلاً على الأقل، بحسب "النصرة".

وفي السياق نفسه، تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في قرية إفرة وأرض الضهرة ومحيط حاجز الفاخوخ في منطقة القلمون، حيث تحدثت مصادر المعارضة المسلحة عن مقتل 7 من عناصر الجيش، وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لها، كما سيطروا على بعض المرتفعات المحيطة في المنطقة، في حين قتل من المسلحين المعارضين أربعة عناصر.

 

المساهمون