سورية: الغبار و"داعش" يعيقان هجوم قوات النظام على تدمر

سورية: الغبار و"داعش" يعيقان هجوم قوات النظام على تدمر

25 مارس 2016
معارك عنيفة بين قوات الأسد و"داعش" بتدمر (فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة تدمر، بريف حمص الشرقي، بين قوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل معه، مدعومين بغارات كثيفة من الطيران الروسي والسوري من جهة، ومقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، رغم إعلان النظام أن قواته سيطرت على المدينة، الأمر الذي نفاه التنظيم، وبث مقاطع مصورة من قلب المدينة ليثبت سيطرته عليها.

وقال ناطق عسكري من جيش النظام إن قواته سيطرت على تلة السيريتل، المشرفة على مدينة تدمر، وهو ما يمثل، بحسب الناطق، "خطوة جديدة تمهد الطريق للسيطرة على قلعة تدمر الأثرية".

وقالت وكالة "سانا" الرسمية إن "وحدات من الجيش تواصل عمليتها التي بدأتها ظهر أمس، باتجاه المستودعات من الجهة الشمالية الغربية، بعد السيطرة على جبل الطار، ووادي القبور، وجبال القصور، والقصر القطري، غرب مدينة تدمر، وفندق ديديمان تدمر، ودوار الزراعة على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة"، غير أن الصحافي والناشط محمد نور العبدلله قال، لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات متواصلة بين الجانبين على أطراف المدينة، وإن قوات النظام لم تتمكن من اقتحامها حتى الآن.

وأشار العبدلله إلى أن العاصفة الغبارية في المنطقة أعاقت عمليات النظام، إضافة إلى المقاومة الشديدة التي يبديها مقاتلو "تنظيم الدولة"، الذين فجروا ثلاث مفخخات في أفراد قوات النظام وآلياته في محيط المدينة.

اقرأ أيضا: مدنيون قتلى في قصف على دير الزور السورية

وفيما كثفت الطائرات الروسية من غاراتها على المدينة، اعترفت القيادة العسكرية الروسية في سورية بمقتل أحد ضباطها خلال المعارك الجارية في محيط مدينة تدمر، مشيرة إلى أنه كان يقوم بمهمة لتحديد أهداف تنظيم "داعش" للطائرات الروسية، وقد قام بتحديد موقعه للطيران بعد محاصرته من قبل عناصر التنظيم، مفضلا الموت على الوقوع في الأسر.

وقال ناشطون إن الضابط في القوات الخاصة الروسية قتل مع أفراد مجموعته، بعد أن حوصروا من جانب مقاتلي "داعش"، فتم قصفهم بالطيران لمنع وقوعهم في الأسر.

وكانت وسائل إعلامية ذكرت، الشهر الماضي، أن الميجر سيرجي تشوبوف قتل يوم الثامن من فبراير/ شباط، حيث تم دفنه في منطقة بالاشيخا في العاصمة موسكو.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان التحالف الدولي تدميره هدفا لتنظيم الدولة قرب تدمر، فيما يمكن اعتباره أول عملية قصف مشتركة للطيران الروسي وطيران التحالف ضد أهداف "داعش" في المنطقة نفسها.

وكانت وكالة "أعماق"، التابعة للتنظيم، قد ذكرت أن عناصر "داعش" تمكنوا من تدمير 3 سيارات رباعية الدفع لقوات النظام في منطقة الدوة، غربي مدينة تدمر، إثر استهدافها بصاروخ موجه، كما أحبطت عناصر التنظيم، بحسب المصدر ذاته، هجوماً كبير لقوات النظام ومليشياته في سلسلة جبال الهيان، بمحيط مدينة تدمر.

وقال ناشطون إن "تنظيم الدولة" أخلى المدينة من جميع المدنيين، وقام بتفخيخ المنازل في جنوبها الغربي، "كي يقوم بتفجيرها في حال دخول قوات النظام إليها".

وذكرت "شبكة تدمر" الإخبارية أن بعض العائلات الفقيرة ما زالت في العراء، بعد أن اضطرت لمغادرة المدينة، بينما وصل بعض أهالي المدينة الفارين من المعارك إلى المخيمات على الحدود الأردنية السورية، قاطعين عشرات الكيلومترات عبر البادية السورية.

من جهة أخرى، ذكر ناشطون أن "تنظيم الدولة" استعاد السيطرة على جميع النقاط التي فقدها في محيط محطة كبيبة النفطية، بعد معارك ضد مليشيا "سوريا الديمقراطية"، مشيرين إلى أنه سيطر على أغلب الآبار النفطية في المنطقة.

اقرأ أيضا: قوات النظام السوري تسيطر على مناطق استراتيجية قرب تدمر