سعادة

سعادة

14 نوفمبر 2018
جواكين توريس غارثيا/ إسبانيا
+ الخط -

تفكّر: الفتوّة في جوهرها أنقى من الطفولة. لا يمكن أن يكون الطفل بريئاً وبريئاً جداً كما الفتى والفتاة.
تفكّر: كنزُ براءتي لا يزال هناك،
وأساي أيضاً.

ثم تصل دوبريغات: الحنين السعيد إلى فاكهة الباباي على اللسان، ورائحة الإسفلت في الأنف، وتمشي، فتمشي معك سحب بيضاء لظهيرة متوسطيّة.
تفكر: منزل الأجداد والأعياد مع تلك الدائمة: ثقتك بالعالم الصغير.
العائلة، الليالي التي تدوم أقصر.
غروب الشمس على الشاطئ.

الأشجار عابرة، مكثفة، تُلمحُ من ليل نافذة "سيّارة المرة الأولى".
العائلة، الغروب، الأحراش، الأشياء التي تدوم أطول ولا تُنسى.
ثم يتغير المشهد.

غبطة الاستيقاظ وتناول الفلافل الأمومي والتمتع بالشروق.
تلك الابتسامة التي تضفي معنى لليوم الجديد على وجه الباقية.
الابتسامة و"الله يرضى عليك" اللتان تصلان إليك في الداخل، وتمكثان للأبد.
لا تعرف ما هي السعادة الصافية، إن لم تكن كل هذا.
كما لا تعرف إن كنت حصلت على سعادات مثلها، بعدما كبُرْت.

يتغير المشهد، وتكون جغرافيا غير:
الآيس كريم والتاباس في لاس رامبلاس.
الزحام كمسرح رفاهٍ حيٍّ في الشارع.
بينما الحياة تحكي لك: أنا مرة واحدة، فعِشني.

الصيف بسمته البرشلوني: نصوع الألوان، التسكع، والرغبة في تجريب كل شيء.
لا تعرف ما هي السعادة الصافية، وقد وصلت إلى هذه السن، ولكنها بالتقريب ليست في كل هذا.
بلى: هناك أوقات لا يزال بإمكانك لمسها. هذا هو ما يستحق العناء في التذكّر الجيد.

المساهمون