سؤال المصداقيّة
كثّف الكاتب الجزائري بالفرنسية بوعلام صنصال من حضوره في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بشكل ملفت. وتزامن ذلك مع صدور روايته الجديدة "2084" ووصولها إلى القائمة الطويلة لجائزة الغونكور الفرنسية في دورتها الحالية.
لا يزال صنصال "يدافع" عن "مواقفه" السياسية بنفس الحماس والمبالغة، ولا يرى حرجاً في "زيارته" لإسرائيل "ما دام هناك اعتراف دولي بالدولة الإسرائيلية". وما زاد الطين بلّة هو ما قاله لصحيفة جزائرية تصدر بالفرنسية، بأن الخراب الذي لحق بالمجتمع الجزائري خلال سنوات حكم بوتفليقة يتجاوز ما خلّفه المستعمر الفرنسي في قرن ونيّف.
هل هذا معقول؟ أليست هذه محاولة فاضحة لتبييض سجل المستعمر الفرنسي؟ هل يمكن لعاقل أن يتفق معه أو حتى يناقشه في الأمر؟
من حق صنصال أن يلعب دور المعارض الشرس للسلطة وأن يكون متشائماً حول مستقبل الجزائر والعالم الإسلامي والعالم كله، فليس من مهام الكاتب إدخال الطمأنينة إلى قلوب الناس والإكثار من النهايات السعيدة.
غير أنه من الضرورة التذكير بأن من واجبات المثقف الأساسية الاحتفاظ بحد أدنى من المصداقية والمعقولية في طروحاته وتصريحاته بدل الاستخفاف بعقول الناس والسخرية من ذكائهم. لكن يبدو أن صنصال لا تقلقه أسئلة كهذه.
اقرأ أيضاً: صنصال في "الغونكور": على خطى ميشال ويلبيك
