زيتون الأردن "رزقة" تحوّلت نكبة لبعض المزارعين

زيتون الأردن "رزقة" تحوّلت نكبة لبعض المزارعين

30 نوفمبر 2015
موسم قطاف الزيتون في الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
يعاني المزارع فايز من قلة الإنتاج الزراعي للزيتون، وكذلك الأمر لزيت الزيتون، الأمر الذي أدى إلى تردّي المدخول المادي لهذه المادة الغذائية، حيث قام بإنتاج 9 "تنكات" من الزيت، مقارنة بالعام الماضي الذي وصل عدد صفائح "تنكات" الزيت فيه إلى 14 "تنكة". حال فايز كحال عدد من المزارعين الأردنيين، والذين أُصيبوا بخيبة أمل، لتردي إنتاج محاصيلهم من أشجار الزيتون، سواء أكان ثمار الزيتون أم الزيت، بعكس مزارعين آخرين حصدوا هذا العام موسماً وافراً.
ويتوقع الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة في الأردن الدكتور نمر حدادين، أن يفوق إنتاج الزيتون لهذا العام ما تم تحقيقه في العام السابق، بحيث يقدر بنحو 200 ألف طن، مقارنة بالعام الماضي الذي كان نحو 80 ألف طن. في حين يتوقع أن يكون إنتاج زيت الزيتون لهذا العام 30 ألف طن، مقارنة بالعام الماضي الذي كان يبلغ 24 ألف طن.
ويلفت حدادين إلى أن الوزارة تلقت عدداً من الشكاوى بشأن تراجع إنتاج محصول الزيتون، وقلة جودته في بعض الحقول. ويشير إلى أن الوزارة استطاعت ومن خلال مديرياتها في محافظات المملكة كافة، توعية المواطنين بضرورة تأخير قطف الزيتون بأشكاله كافة سواء للتخليل أو للعصر. ويبين أن معاصر الزيتون قد فتحت أبوابها في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بناء على رغبة وإلحاح بعض المواطنين، والذين لم يكترثوا للنصائح المقدمة إليهم، عدا عن عدم متابعتهم وسائل الإعلام الرامية لتوعية المواطنين بتأخير القطاف.
"أمطار تشرين الأول ملح الأرض"، بحسب حدادين، من منطلق أنه وبعد أمطار تشرين الأول/ أكتوبر، يتعافى شجر الزيتون، حيث يلمس المواطن الفرق في محصول الزيت، نتيجة لنضج الزيتون، وزيادة جودته حتى نضوج الزيتون الذي يستخدم لغايات التخليل والكبيس. لافتاً إلى أن الأمطار التي سقطت أخيراً كانت لها آثار إيجابية على أشجار الزيتون وأوراقها وتنشيط العصارة في الثمار.

الموسم المطري

بدوره، يقول المهندس الزراعي عدنان المبيضين، إن "المزارعين يعمدون إلى قطف ثمار الزيتون في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أن الموسم المطري تأخر، ولم يأبه بعضهم للنصائح الرامية للتأخير في قطف الثمار لزيادة الإنتاج".
ويبين المبيضين لـ"العربي الجديد"، أن تراجع هذا الموسم الزراعي لدى عدد من المزارعين، يعود لعدة عوامل، والتي تتضمن، تعرض أشجار الزيتون للأمطار القوية في بداية الموسم الأمر الذي أدى إلى تضرر ثمار الزيتون وسقوط الكثير منها، عدا عن الرياح والغبار الذي أفقد الشجرة غالبية الثمار، إضافة إلى انكسار الأغصان في كثير من الأحيان.
ويلفت إلى أن المرتفعات هي الأكثر تأثراً بالعوامل المناخية الشتائية، منوهاً بأن مناطق الأغوار لها نصيب الأسد في إنتاج ثمار الزيتون نظراً لطبيعتها المناخية المناسبة لجودة الثمار، عدا عن التربة المناسبة للإنتاج الزراعي.
"قلة الإنتاج في بعض المناطق لا تعني تراجع الجودة، بل إن الأردن تعتبر دولة مصدرة للزيتون لكثير من الدول خاصة الغربية"، بحسب المبيضين، مشيداً بجودة الزيتون الأردني الذي يعتبر في قائمة المنتجات الزراعية الأردنية التي تقع ضمن المواصفات والمقاييس المعتمدة.
وبحسب نقيب أصحاب معاصر الزيتون، عناد الفايز، فأنه وبالرغم من مطالبات الجهات الرسمية بضرورة تأخير عصر الزيتون للحصول على نسبة زيت أوفر، وتقليل نسبة الحموضة، إلا أن معاصر الزيتون، البالغ عددها 128، فتحت أبوابها منذ بداية الشهر الحالي لبدء الموسم. ويعزو الفايز لـ"العربي الجديد" إقبال بعض المزارعين على قطف الزيتون قبل الموعد المحدد للنضج إلى الرغبة في استغلال الموسم منذ بدايته. ويلفت إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون تقدر بمليون وربع مليون دونم، مرجحاً أن "يراوح سعر تنكة الزيت سعة 16 كيلوغراماً بين 75-80 ديناراً".

اقرأ أيضاً:أسعار متفاوتة للزيتون في الدول العربية

دلالات

المساهمون