زواج الصحافيين ينتشر في غزة

زواج الصحافيين ينتشر في غزة

13 مايو 2015
الزوجان محمد عثمان وهدى بارود (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تذهب الصحافية الفلسطينية، هدى بارود، مسرعة نحو مستشارها الأول، زوجها الصحافي، محمد عثمان، عندما تشعر بشح "الأفكار" التي يمكن أنّ تصنع منها تقارير أو قصص صحافية، كذلك يلجأ إليها زوجها ليستقي "الألفاظ" المناسبة لمواده في بعض الأحيان.
قد يختصر هذا المشهد حياة الزوجين الصحافيين، محمد وهدى، من غزة، اللذين يعملان في وسائل إعلامية مختلفة، لكن جوهر عمل أي منهما لا يختلف، فكلاهما يبحث عن أفكار جيدة لتقارير قوية، ويستعين كل منهما بالآخر.
زواج صحافيين من صحافيات في قطاع غزة زادت وتيرته في الفترة الأخيرة، على اعتبار أنه "زواج فريد" يقدر من خلاله الزوجان أهمية عمل شريكه، إضافة إلى تقدير انشغاله، علاقاته، همومه، وأجواء العمل المرافقة لكل مادة يمكن أن ينجزها أي من الشريكين.
وتقول الصحافية، هدى بارود، التي تعمل في صحيفة "فلسطين" المحلية لـ"العربي الجديد": "تعرفت على زوجي محمد في بداية مشواري الصحافي، وكنا متفاهمين إلى حد كبير (..) لم أتردد في قبول عرضه للزواج مني، على الرغم من أن فكرة الزواج من صحافي لم تكن واردة في بالي إطلاقاً".
وتضيف هدى: "ميزة زواجي من صحافي إيجابية على الصعيدين المهني والعائلي، حيث يتفهم زوجي طبيعة عملي، ويقدر طريقة التعامل معي كزوجة وفتاة وصحافية في ذات الوقت". 

إقرأ أيضاً: الغزيّون يغرّدون: #‏يا مصر_افتحي_معبر_رفح


وعن زوجها الصحافي، تقول: "زوجي محمد كأي رجل شرقي، يغير جداً، ويتحسس من كلامي مع زملائي الشباب أو من تعليقات بعضهم، لكننا تجاوزنا ذلك من خلال تفهم كل منا طبيعة عمل الآخر، والتزام كل منّا برغبة الآخر، دون إلغاء شخصيته".
أما زوجها محمد عثمان، وهو أحد الصحافيين الاستقصائيين القلة في فلسطين، فلم يكن يخطر في باله الزواج من موظفة، لكنه ومن خلال تعامله مع المؤسسات الإعلامية، تعرف إلى زوجته هدى، وشعر بالانجذاب نحوها، وبتقارب أفكارهما إلى حد بعيد، فقرر الزواج منها.
وتزوج محمد وهدى قبل أربع سنوات، وأصبح لديهما ابنتان، هما لمياء (3 سنوات) وألما (عام واحد).
وعلى صعيد الأجواء العملية التي يمكن أن تسود منزلاً فيه زوجان صحافيان، يقول محمد لـ"العربي الجديد": "أواجه الكثير من المشاكل بسبب التقارير والتحقيقات الصحافية التي أعدها، وتقف زوجتي الى جانبي، دوماً، وتساعدني بالنصائح والأساليب المناسبة لتخطي تلك الأزمات".
في بيت آخر من البيوت التي تضم جنباته زوجين صحافيين، جلس الصحافي، عبدالله أبو حشيش، الذي يعمل صحافياً حراً، يحاور زوجته الصحافية، ابتسام مهدي، في عدد من الأمور والمستجدات السياسية التي حلت أخيراً، ويقول، إنه سعيد جداً بالارتباط بفتاة يمكنه أنّ يناقش معها أيّاً من أمور عمله.
ويوضح أبو حشيش لـ"العربي الجديد"، أنه تعرف على زوجته ابتسام خلال العداون الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خلال العمل الميداني في نقل مستجدات الأحداث، ويشير إلى أنهما التقيا في أكثر من نقطة عمل، وتكونت لديه قناعة بأنها الزوجة المناسبة، والتي ستقف إلى جانبه في كل الأوقات.
وتوافقه في ذلك زوجته الصحافية الحرة، ابتسام مهدي، التي توضح لـ"العربي الجديد": "زواج الصحافي من الصحافية يمكن أن يسهل في العمل، خاصة في ظل تفهم طبيعة وأجواء مهنة الصحافة المختلفة عن أجواء أي مهنة أخرى، والتي تعتمد بالأساس على الصفاء الذهني".
إقرأ أيضاً: شباب غزة يحتلون المشهد الإعلامي

المساهمون