رئيس الحكومة السورية المؤقتة: لا نعترف بـ"جريمة" الانتخابات

01 يونيو 2014
+ الخط -

يقرّ رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة، بصعوبة عمل حكومته نتيجة المأساة التي يعيشها الشعب السوري، وبسبب إحجام المجتمع الدولي عن ردع نظام بشار الأسد عن "جرائمه التي يرتكبها يومياً"، فضلاً عن سكوت العالم عن جريمة جديدة يرتكبها الأسد، وهي اجراء انتخابات رئاسية.

ورغم ذلك يحتفظ الرجل بهدوئه ولا تستفزه أسئلة "العربي الجديد"، ولا يحاول التملص منها، ومن الاعتراف بواقع المعارضة، وإن كان يداري على خلافات يقول إنّه يجري "تضخيمها كثيراً".

ينتمي طعمة للتيار الإسلامي، الذي يصفه بالديمقراطي المدني المعتدل، الحريص على إقامة دولة مدنية تعدّدية أساسها المواطنة. ويذكر أنّه بدأ نشاطه السياسي بالانضمام إلى لجان إحياء المجتمع المدني عام 2001، وكان أحد مؤسسي "إعلان دمشق" عام 2005، قبل أنّ يسجن لعامين ونصف العام.

يتحدث باعتداد عن مشاركته بالثورة السورية واعتقاله عدّة مرّات قبل أن يغادر سورية، وينتخب رئيساً لمجلس "السلم الأهلي" لمحافظة دير الزور، التي ينحدر منها، ويكلف أخيراً برئاسة الحكومة المؤقتة باجتماع للهيئة العامة للائتلاف في سبتمبر/ أيلول العام الماضي بإسطنبول.

يصف رئيس الحكومة السورية المؤقتة في حديثه لـ"العربي الجديد"، الانتخابات التي يجريها النظام السوري بـ"المسرحية الهزلية التي يصّر بشار الأسد على القيام بها غير مكترث لا بالسوريين ولا بالمجتمع الدولي".

ويرى أنّ مسعى الأسد هذا "تعبير عن محاولة النظام المستميتة إقناع مؤيديه قبل مخالفيه أنّه قادر على حمايتهم، وإنه كفؤ؛ وعلى الرغم من هذه الدماء، يصرّ على الاستمرار في مشروعه بقتل الناس حتى آخر لحظة". ويؤكد على عدم اكتراث الشعب السوري بهذه الانتخابات، منوهاً أنّ النظام يتعامل مع الشعب السوري كما تتعامل قوة احتلال، مضيفاً "عندما قامت الثورة فوجئنا أنّ توزيع القوات العسكرية هو لتطويق المدن وليس لحماية الحدود".

وخاطب رئيس الحكومة مكونات الشعب السوري، ومنها أبناء الطائفة العلوية، قائلاً: "نريد لحكومتنا أنّ تكون حكومة لكل السوريين على اختلاف أطيافهم ومكوناتهم. ونحن لا نفرق بين مواطن سني وآخر مسيحي وآخر علوي أو من أي جهة كان".

وتعهد بالعمل من أجل تبديد الهواجس عند بعض أبناء الأقليات، موضحاً "أمانة في أعناقنا أنّ نسعى لإزالة هذه الهواجس وإقناعهم أنّنا نسعى إلى يكون بلدنا قائماً على ضمان الحريات العامة".

وتحدث طعمة عن خذلان المجتمع الدولي لسورية، مؤكداً أن السوريين لم يحصلوا إلا على الوعود. ورأى أنّ ما سيق من هذه الوعود أخيراً "قد تصدق وقد تجنح باتجاه آخر وقد تكون جزئية". وآمل أن ينتقل المجتمع الدولي، وفي المقدّمة الولايات المتحدة، من مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة حلها. واستبعد طعمة العودة إلى جنيف خلال الشهور الستة المقبلة، نافياً علمه بوجود قنوات موازية للتفاوض مع النظام.

من جهة ثانية، قدّر طعمة احتياجات الشعب السوري، بحسب دراسة أجرتها حكومته، بمليارين وخمسمائة مليون دولار لتغطية تحسين ظروف المعيشة بالنسبة لـ ٢٠ في المئة من الشعب السوري فقط، في حين أن المساعدات التي وصلت تقل عن سبعين مليون دولار.

كما نفى وجود فساد بأداء الحكومة المؤقتة ولا سيّما بعد انشاء هيئة الرقابة الإدارية والمالية التي "أنيط بها مراقبة أداء الحكومة من مكتب رئيس الحكومة إلى أصغر موظف".

ونفى الأنباء التي وردت حول وجود خلاف كبير بينه وبين رئيس الائتلاف أحمد الجربا، قائلاً إنّ "الحكومة ابنة الائتلاف. والحكومة لم تكن لتخرج لولا أنّ صوت الائتلاف بمنحها الثقة وعلاقتنا مع جميع أعضاء الائتلاف علاقة جيدة جداً وأيضاً علاقتنا مع الأخ أحمد الجربا علاقة طيبة ونتشاور بالكثير من القضايا وأحياناً يمكن أنّ نختلف في بعض وجهات النظر المحدودة لكن الإطار العام نسير فيه سوية".

 

ذات صلة

الصورة
إطلاق الذاكرة السورية (حسين بيضون)

منوعات

أطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أمس الاثنين، منصة الذاكرة السورية التي وثّقت وجمعت مئات آلاف المواد منذ انطلاق الثورة السورية
الصورة
مظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر مئات السوريين، اليوم الجمعة، وسط مدينة إدلب شمال غربي سورية، حاملين شعارات تطالب بتنحي قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، والإفراج عن المعتقلين
الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.