رئيس أساقفة كانتربيري يحذّر جونسون من "لغة الفتنة"

رئيس أساقفة كانتربيري يحذّر جونسون من "لغة الفتنة"

27 أكتوبر 2019
+ الخط -
حذّر رئيس أساقفة كانتربيري جاستين ويلبي، رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، من استخدام لغة تشعل الفتنة، وشبّهه بمن يصب "البنزين" على الانقسامات الموجودة في الساحة البريطانية، وذلك في تعليقه على مسألة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة له مع صحيفة "صنداي تايمز"، قال ويلبي إن بريطانيا أصبحت تعيش اليوم ثنائية القرارات السياسية، ومؤيدو "بريكسيت" يتعاملون بعداء مع كل من يرفض خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ولفت رئيس الأساقفة إلى أهمية ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي وخطورة استخدام تعليقات غير مبالية، في مجتمع "مستقطب ومتقلّب". وعبّر عن شعوره "بالصدمة" من رفض جونسون الأخير للتحذيرات حول اللغة المتطرّفة التي تشجّع على تهديدات بالقتل ضد سياسيين واعتبارها مجرّد "هراء".

وكتبت صحيفة "ذا تايمز"، اليوم، أنّ تدّخل ويلبي يأتي في الوقت الذي كشف فيه اثنان من وزراء الحكومة عن الهجوم الصريح الذي شنّه جونسون في اجتماع مجلس الوزراء، يوم الخميس، على نواب حزب العمّال، حيث رفض دعم خطط الحزب لإجراء انتخابات عامة مستخدماً لهجة الاستهزاء والعداء.

وأوضح ويلبي أنّ انتقاداته لا تقتصر على جونسون وحكومته، لكنه يعتبر أنّ رئيس الوزراء مسؤول جزئي عن حقيقة انقسام المجتمع.

ولدى سؤاله مباشرة عن تعليق جونسون غير الجدي، عندما طلب منه عضو في البرلمان تعديل لغته، بعد أن أبلغه ​​أنّه تلقّى تهديدات بالقتل، قال ويلبي إنّ طريقته في الرد صدمته، وأضاف أنّه لا ينبغي أبداً تجاهل أو رفض هذه التهديدات بهذا الأسلوب: "تهديدات الموت خطيرة حقًا ويجب أخذها على محمل الجد. يجب على جميع الأطراف أن تقول إن هذا غير مقبول إطلاقًا".

وفي انتقاد مباشر، قال ويلبي إن الزعماء السياسيين لا يمكن أن يتصرّفوا كما كان يفعل وينستون تشرشل، الذي يعتبره جونسون بطلاً.

وقال: "كان تشرشل معروفاً بتهديداته في البرلمان"، لكنّه أشار إلى "أنّنا اليوم نمتلك وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضاعف الأمور، وأننا في وقت يشوبه الغموض العميق، لذلك فإن كمية الوقود، حتى لو كانت أقل بكثير، هي أكثر خطورة مما كان عليه الأمر في وقت كان فيه الناس آمنين".

وحذر ويلبي من أن اللغة المتطرفة في السياسة تغذي جرائم الكراهية. وقال: "أعتقد أننا أصبحنا مدمنين على مقاربة مسيئة وثنائية للقرارات السياسية: إما هذا أو أنت عدوي اللدود... لقد كانت هناك كلمات ملتهبة تستخدم من جميع الأطراف، في البرلمان وخارجه، مثل خائن وفاشي".

ولفت ويلبي إلى "أنّنا نعيش في بيئة شهدنا فيها أكبر زيادة في جرائم الكراهية، ولا سيما الجريمة المعادية للسامية وجريمة الإسلاموفوبيا ... نتيجة التضخيم الذي توفّره وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك من الخطير للغاية استخدام التعليقات غير المبالية".

وقالت الصحيفة، إنّ رئيس الأساقفة خاطر بالتدخل في السياسة من خلال تحذيره من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة سيكون "غير مقبول من الناحية الأخلاقية" إذا أضر بالفقراء، حين قال "لا يمكنك المخاطرة مع أضعف الفئات وأكثرها ضعفا في المجتمع. لكن إذا كان الناس متأكدين تمامًا من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة يمكن القيام به بشكل جيد، وإذا قرروا أنه في حالة حدوث خطأ، فستتحمله الفئات الأقوى، فهذا قرار سياسي يجب ألاّ أعلّق عليه... ولكن إذا كان هناك مستوى من المخاطرة على الأشخاص الأكثر ضعفًا فهذا بالفعل أمر غير مقبول من الناحية الأخلاقية".

في المقابل، رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق.