رؤوف خليف لـ"العربي الجديد":انتظروا فوز هذا العربي بالكرة الذهبية


رؤوف خليف لـ"العربي الجديد": انتظروا فوز هذا النجم العربي بالكرة الذهبية

22 مارس 2018
المعلق العربي التونسي رؤوف خليف (العربي الجديد)
+ الخط -
يعرفه الصغير قبل الكبير، اعتاد الجميع على صوته ومصطلحاته الشهيرة: "يوزع.. نار يا حبيبي نار.. بالملي متر)، إذ تحولت تلك الكلمات إلى قاموس خاص للمعلق العربي التونسي رؤوف خليف، فدخلت تلك المصطلحات قلوب الناس وتحديدا محبي كرة القدم والمشاهدين العرب، وخبرته باتت مرجعا للمعلقين. رؤوف خليف حل ضيفا على "العربي الجديد" فكان هذا الحوار.


صف لنا بداياتك مع التعليق والإعلام الرياضي؟
بدأت حياتي الإعلامية كمراسل لصحيفة "ميدي ليبر" الفرنسية، إذ كنت أدرس في كلية الحقوق في مدينة مونبلييه وكنت أعد التقارير عن الدوريات: التونسي والجزائري والمغربي، باللغة الفرنسية، ولم تكن بداياتي مع الإعلام الرياضي بالتعليق على مباريات كرة القدم.

قلت إن اختصاصك هو في القانون.. فما الذي جلبك للرياضة وكرة القدم والتعليق؟
قبل أن أختص في دراسة القانون، كنت لاعب كرة قدم مع أشهر فريقين في العاصمة التونسية، بداية مع الترجي ثم النادي الأفريقي في الفئة الشابة. لم أنقطع عن ممارسة كرة القدم إلا بعدما سافرت للدراسة الجامعية في فرنسا، وهناك بدأت تجربة الإعلام كمراسل، بعدما انجذبت إلى التعليق الرياضي، خاصة أني تأثرت بنجم التعليق الفرنسي المعروف حينها تبري رولون.

وكيف كان مشوارك الكروي مع الترجي والأفريقي؟
بداياتي كانت مع الترجي، لكن انتقال عائلتي إلى السكن قريبا من حديقة النادي الأفريقي جعلني أنتقل إلى صفوفه، بل إن والدتي فسرت لي هذا الاختيار بسبب الجغرافيا وليس القلب أو العاطفة، خاصة أن النادي الأفريقي كان قريبا من البيت، وكنت صغير السن، بالتالي كانت تخشى علينا من العودة مساء من التدريبات.

أذكر أن قوانين الانتقال كانت تمنع اللعب مع فريق جديد إلا بعد الخضوع لراحة مدتها موسمين، وحين عاودت اللعب مع النادي الأفريقي، وقف والدي الذي كان صارما في دراستي وأكد لي أن الأولوية بالنسبة له الدراسة، وبعد نجاحي في الثانوية العامة وجهني لمواصلة الدراسة في فرنسا، وتحديدا في كلية الحقوق في جامعة مونبلييه.

بدأت كرة القدم مع الترجي ثم أنهيتها مع الأفريقي فمن أحببت؟
الحقيقة أنني تريبت في عائلة توارثت حب النادي الأفريقي أباً عن جد، وبالتالي أنا من عشاق النادي الأفريقي وهذا يعرفه الجميع.

صف لنا الدوري التونسي من حيث إيجابياته وسلبياته؟
أعتقد أن صورة الدوري التونسي مبالغ فيها أكثر من اللازم. ورغم حبي وإخلاصي لبلادي الحبيبة، علينا أن نكون واقعيين وعقلانيين في تقييمنا للدوري التونسي، فهو يفتقد لمقومات الاحتراف الحقيقي، خاصة حين تتحدث عن التجهيزات والبنية الأساسية، وهو الدوري الذي يحكم فيه الرئيس الثري وأغلبية لاعبيه غير منضبطين. كما أن الدوري التونسي باتت قراراته التحكيمية بكل أسف مشبوهة، وبالتالي فهو دوري يفتقد لمقومات الاحتراف. علينا أن لا نغالط أنفسنا كتونسيين وأن لا نبالغ في الأحلام، فهذه هي الحقيقة.

الإحصائيات تقول إن الدوري التونسي هو الأفضل من بين الدوريات العربية والأفريقية؟
إطلاقا، لا، بل أنا متأكد تماما من أنه ليس الدوري الأقوى، هذا الكلام مردود على أصحابه لأنه يفتقد لمقومات النجاح. حين تتكلم عن الدوري الأقوى عربيا وبعد متابعة دقيقة فإنه الدوري السعودي، بسبب رغبتهم في التطوير والاحتكاك بالتجارب الأوروبية الناجحة ومحاولة تنفيذها على أرض الواقع، كما تتوفر البنية التحتية اللازمة للنجاح، ناهيك عن أنهم جلبوا أقوى المدربين في العالم، بل لو قارنت تلك الخطوة بما يحدث في تونس، فإن المدرب في تونس يحضر لقيادة الفريق بعد تحديد ثمن عقده الذي ينبغي أن لا يتجاوز 15 ألف دولار.

كيف تجد انتقالات اللاعبين التونسيين الدوليين في الميركاتو الأخير؟
تعتبر انتقالاتهم أمرا صحيا، خاصة حين انتقل نجوم المنتخب التونسي إلى الدوري السعودي. ولكن في الوقت ذاته يمكن القول إنها لم تكن مدروسة بل جاءت جلها بسبب الضغط والهرب من أوضاع صعبة مع فرقهم التونسية. فعلى سبيل المثال، لاعب بقيمة بن عمر انتقل إلى الدوري السعودي على سبيل الإعارة، وهذا أمر غير مقبول، إذ غابت النصيحة والتوجيه المناسب للاعب، والدليل، على سبيل المثال، أذكر أن لاعبا يابانيا كان على وشك الاحتراف بالدوري القطري غير أن الاتحاد الياباني رفض ذلك لأسباب فنية وهدده بعدم اللعب مع المنتخب.

التحكيم في الدوري التونسي كارثي. لكن هل يعقل أن يتحول التحكيم إلى شماعة تعلق عليها إخفاقات أطراف اللعبة؟
لا يمكن تحميل التحكيم كل مسؤولية المشاكل التي تعصف بالدوري التونسي؛ صحيح أن جزءا من المسؤولية يتحملها الحكام، لكن ليس كلها، وبرأيي أعتقد أن المشكلة تكمن في غياب الهيكلة الواضحة والاستراتجية والتعيينات التي يبدو أن بعضها مشبوه. وما يزيد في تعميق أزمة  التحكيم التونسي أنه يغيب عن أكبر المحافل الدولية مثل كأس العالم، ومع ذلك لا ننكر أن هناك تراجعا كبيرا في التحكيم التونسي.

كيف تجد استعدادات المنتخب التونسي لنهائيات كأس العالم؟
أعتقد أن استعدادات نسور قرطاج لم تكن مرضية تماما حتى الآن، بل أعتبر أن الوضع محير؛ فالمدرب نبيل معلول يعمل في وضعية صعبة ومعقدة، قبل شهرين ونصف من المونديال، وثمة لاعبون لا يلعبون مثل أولئك الذين انتقلوا للدوري السعودي، وحتى التجانس بين لاعبي الدوري المحلي تراجع في الفترة الأخيرة وكأن هناك نوعا من القطيعة بينهم، إضافة إلى أن توتر الأجواء في الدوري التونسي ومشاكله ألقت بظلالها على المنتخب التونسي.

هل فاجأتك القائمة الأخيرة لمعلول؟
للمدرب حرية اختيار من يراه مناسبا في قائمته على أن يحاسب في ما بعد على نتيجة اختياراته، لكني متابع عن قرب، كنت أتمنى أن أرى في القائمة لاعبين اثنين هما عاطف الدخيلي، حارس مرمى النادي الأفريقي، لأنني مقتنع بأنه صاحب الفضل الأول على ناديه، كونه ساهم بانتصار الفريق في 7 مباريات متتالية ونقل الأفريقي من المركز 12 إلى الوصافة في الدوري، وهو حارس ذو مواصفات رائعة، ولم يسجل في مرماه سوى هدف وحيد في مرحلة كاملة (الذهاب) لم يكن يتحمل مسؤوليته في الوقت ذاته، أعتقد أن الحارس مظلوم ولم ينل فرصته بل إدارة ناديه لا تدافع عنه بالشكل المطلوب.

أما اللاعب الثاني فهو المهاجم وقائد الأفريقي صابر خليفة، فهو أفضل هداف في مرحلة الإياب وأفضل لاعب في البطولة، وبالتالي لا يوجد أي مبرر لعدم دعوته إلى صفوف المنتخب. أعتقد أن صابر خليفة يستحق المشاركة في المونديال، لكني أحترم اختيارات المدرب نبيل معلول لأنه هو المسؤول الأول والأخير عن المنتخب. كما أرى أن حارس النجم الساحلي أشرف كرير يستحق مكانا في تشكيلة النسور.

هل صدمك عدم تأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال؟
بدون شك فإن عدم تأهل المنتحب الجزائري كان بمثابة الصدمة؛ الجزائر لها مكانة كبيرة وتملك لاعبين مميزين جدا، لكن لو تحدثت بحكم قربك من الشأن الداخلي لكرة القدم الجزائرية، ستكون الإجابة بأنه كان متوقعا عدم بلوغه المونديال، فالصراعات الطاحنة داخل الاتحاد الجزائري بين الرئيس القديم محمد روراوة ونظيره الجديد زطشي ساهم في ذلك، إلى جانب وجود مشاكل كبيرة للغاية داخل المنتخب الذي ذهب بكل أسف ضحية لحرب "تكسير العظام" بين كبار المسؤولين عنه.

هل تعتبر مسألة بقاء رياض محرز في ليستر سيتي أسوأ قرار؟
أعتقد أن رياض محرز تعامل مع الأمر بواقعية؛ فلا أتصور أنه تلقى عرضا جديا في السابق من آرسنال أو برشلونة ورفضه، بل حتى إدارة ليستر سيتي ما كانت لتعارض رحيله لو تقدمت له الأندية بعروض مناسبة تليق بما حققه اللاعب الجزائري، فهو نجح في أن يتوج فريقه بأول لقب في تاريخ ليستر في الدوري الإنكليزي، بل كان أفضل لاعب في البريميرليغ.

ما رأيك بالمقارنات الحالية بين رياض محرز ومحمد صلاح؟
أولا أعتبر أن للجزائريين كل الحق عندما يقولون إنه حين يتوج محمد صلاح "المتألق" مع ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي سيكون حينها أفضل لاعب عربي على الإطلاق.

لكن صلاح نجح في قيادة المنتخب المصري إلى كأس العالم عكس محرز مع الجزائر؟
هذا الأمر ليس مشكلة اللاعبين، بل إن الأمر يتعلق باختيارات رئيسي الاتحادين الجزائري والمصري في تعيين المدربين؛ فالمنتخب المصري يقوده الأرجنتيني هيكتور كوبر والمنتخب الجزائري قاده الفرنسي غوركييف، وهنا لا مجال للمقارنة بين المدربين، وبالتالي الأمر يخرج عن إطار المقارنة بين اللاعبين، والدليل أن رياض محرز يلمع ويبرز أكثر مع فريقه ليستر ولكنه أقل فاعلية مع المنتخب الجزائري، والسبب ليس محرز بل سوء اختيارات المدرب غوركييف.

وأضيف أن محرز لم يكن هو النجم الوحيد أو المطلق في المنتخب، بل كان بجانبه ياسين إبراهيمي وإسلام سليماني وغيرهما، على عكس محمد صلاح فهو النجم الأول والجميع في خدمته. وعلى سبيل المثال لم ينجح صلاح بقيادة مصر للفوز على تونس، رغم أنه يملك قوة معنوية كبيرة جدا، وهو مقاتل شرس ومخلص لبلاده حين يتعلق الأمر بالمنتخب المصري، وفي الوقت ذاته فإن هذا لا يعني أن رياض محرز لا يملك الحماسة تجاه منتخبه، ولكن الظروف والأجواء العامة والاختيارات هي التي حدت من مشوار الجزائر.

هل فاجأك هذا الصعود الصاروخي لمحمد صلاح؟
 يمتاز محمد صلاح بالقوة في الاختراقات وهو من أسرع لاعبي العالم، ومن الطبيعي أن يكون هدافا للدوري الإنكليزي، وهذا إنجاز كبير للغاية يؤكد نجاحه المميز مع ليفربول، وأنا لست متفاجئا أبدا من صعوده الصاروخي، ذلك أني حرصت على متابعته منذ أن كان في صفوف فريق بازل السويسري وكنت متأكدا من أن المدرب مورينيو لن يعطيه الفرصة الكافية حينما تعاقد معه في صفوف تشلسي.

بماذا تفسر عدم قيام مورينيو بمنح صلاح الفرصة؟
كما هو معروف عن جوزيه مورينيو فإنه بمثابة "القاتل للنجوم الصاعدة"، وأكبر دليل بالطبع هو النجم البلجيكي كيفين دي بروين الذي يعد أفضل لاعب وسط في قارة أوروبا، والجميع يعرف ماذا فعل به مورينيو حينما أشرف عليه في فريق تشلسي، في حين يقول المدرب يورغن كلوب عن صلاح في ليفربول إنه أفضل صفقة انتقال قام بها في كل محطاته التدريبية، وهنا يكمن الفارق.

ولم يكن مورينيو وحده مخطئا، بل إن غاري نيفيل، النجم السابق لفريق ليفربول، تراجع عن تصريح سابق قال فيه إن محمد صلاح لاعب عادي جدا، ثم سرعان ما قال إن محمد صلاح عبارة من مجموعة من أفضل خمسة لاعبين على مستوى العالم، وكل ذلك يؤدي لفهم مدى قوة اللاعب محمد صلاح في كرة القدم الإنكليزية.

هل اكتملت نجومية صلاح؟
أعترف بأن محمد صلاح اليوم في طليعة اللاعبين البارزين بدون شك، سواء كهداف أو كنجم كبير في كرة القدم العالمية، والدليل أنه أصبح محط أنظار الفرق الكبرى مثل ريال مدريد، لكن نجوميته في رأيي لن تكتمل إلا بالفوز بلقب الدوري الإنكليزي، وهو أمر صعب المنال في ظل سيطرة مانشستر سيتي على الصدارة وقربه من اللقب.

هل ترى صلاح من بين أفضل ثلاثة لاعبين في جائزة الكرة الذهبية؟
في الوقت الراهن لا أعتقد هذا، لكن في المستقبل الأمر وارد، لأني أعتقد أنه من الصعب على محمد صلاح المنافسة على جائزة أفضل لاعب في ظل تواجد نيمار ودي بروين وهازارد، وبدون شك في ظل تواجد النجمين المسيطرين ميسي ورونالدو اللذين سيواصلان السيطرة على أفضل وأكبر جوائز الامتياز في العالم. لكن أرى أن صلاح بعد نضجه وربما بلوغه سن الثامنة والعشرين سيكون بإمكانه أن يفوز بالكرة الذهبية.

بماذا تفسر قدرة مدرب مصر هكتور كوبر في قيادة المنتخب إلى المونديال دون إضفاء طابع اللعب الجميل؟
يمتاز المنتخب المصري منذ مونديال إيطاليا عام 1990 تحديدا باللعب الجميل، لكن أكثر جيل قدم أداء مذهلا كان في حقبة النجم محمد أبو تريكة وزملائه الآخرين، على غرار النحاس والحضري وعمرو زكي وميدو، فقد فازوا بكأس أفريقيا مرارا، لكن في الوقت ذاته فإن النجاح الحقيقي هو في الوصول لكأس العالم، وهو ما افتقده هذا الجيل المميز. ومن هذا نستنتج أن "الكرة الجميلة" لم تمنح مصر المشاركة في العرس العالمي، وبالتالي ضاعت فرصة كبيرة جدا على جيل من النجوم.

أعتقد أن الاتحاد المصري أصاب في الاختيار هذه المرة بالتعاقد مع المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر، فهو مدرب واقعي رغم أنه معروف بـ"نحسه"، إذ خسر مرتين لقب دوري الأبطال مع فالنسيا، لكنه نجح في تحقيق الحلم المصري بل ساهم في احتراف أكثر من لاعب في الدوريات الأوروبية، الأمر الذي تحول إيجابا على قدرات المنتخب، خاصة في ظل احتكاك بعض اللاعبين مع نظرائهم الأقوى في العالم بمختلف المسابقات الأوروبية.

هل يمكن المقارنة بين محمد أبو تريكة وصلاح بسبب شعبيتهما الجارفة؟
لا تجوز المقارنة بين اللاعبين، لأن كليهما يلعبان في مركز مختلف، فأبو تريكة صانع ألعاب والثاني جناح وهداف، لكني أجزم بأن أبو تريكة مثل بلاتيني، نجم كبير للغاية، بل لو كان يلعب اليوم لانضم لأكبر الفرق العالمية. شخصيا أعتبر أبو تريكة من أفضل ما أنجبت ملاعب كرة القدم العربية على مر التاريخ.

هل تعتقد أن المغرب شهد ثورة حقيقية في كرة القدم؟
بكل تأكيد، لأن هناك جهودا ضخمة في ما يتعلق بالبنية التحتية والطموح، فالمغرب تطمح لتنظيم كأس العالم، وهي تخطط لذلك بشكل جيد، وأعتقد أن فرصتها قائمة، أضف إلى ذلك أن قدوم مدرب بحجم هيرفي رينار الذي يتقاضى أجرة شهرية تقارب الـ300 ألف يورو أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، والدليل تأهله للمونديال من مجموعة صعبة جدا فيها المنتخب الإيفواري.

ويحسب للاتحاد المغربي لكرة القدم جديته من أجل النجاح والرغبة في البناء والتطوير، والأمر ظهر جليا على مستوى النتائج، فإلى جانب التأهل للمونديال عن جدارة وامتلاكه خط دفاع متين لم يسجل في مرماه أي هدف طيلة التصفيات، وتقديمه لمستويات مقنعة في أغلب المباريات، بات اليوم مرشحا للفوز بلقب أفريقيا في الكاميرون. ويحظى أسود الأطلس بلاعبين ينشطون في أفضل الدوريات الأوروبية، وبالتالي فهم يملكون كل الإمكانيات للنجاح والتفوق.

ما هي توقعاتك للمنتخبات العربية في المونديال الروسي؟
في الحقيقة لست متفائلا بالمنتخبات العربية في المونديال. بصراحة لا أرشح أيا من المنتخبات العربية الأربعة المشاركة لأن تتأهل إلى الدور الثاني في المونديال أو تقدم أداء ناجحا، وذلك لعدة أسباب.

حين تتحدث عم المونديال تجد أن المنتخبات المشاركة صاحبة أداء مميز، فمصر والسعودية وقعتا مع مجموعة فيها الأورغواي بقيادة نجمها لويس سواريز والآخر كافاني، ومنتخب روسيا، البلد المضيف، يملك حظوظا كبيرة وربما يواصل مسيرته إلى الدور الثاني، وبالتالي فإن مهمة كل من مصر والسعودية في هذه المجموعة مستحيلة.

وبالنسبة للمنتخب التونسي، فإنه في مجموعة تضم أحد أفضل المنتخبات في العالم وهو المنتخب البلجيكي، الذي أعتبره ثالث أقوى منتخب في العالم، ناهيك عن تواجد المنتخب الإنكليزي، بل يعتبر منتخب بنما أحد مفاجآت البطولة، فهو لن يكون لقمة سائغة، وهو الذي أقصى المنتخب الأميركي من بلوغ المونديال، وعليه فإن المهمة شبه مستحيلة أمام تونس، ولو أنني كتونسي أتمنى أن يقدم النسور نتيجة إيجابية، على الأقل على مستوى الأداء، والأمر نفسه ينطبق على المنتخب المغربي الذي وجد نفسه في مجموعة يتزعمها العملاقان الإسباني والبرتغالي، وبدرجة أقل إيران، وبالتالي فإني أرى أن المهمة صعبة جدا.

هل ستكون هناك مفاجأة حول هوية بطل العالم هذا العام؟
أعتقد أن زمن المفاجآت انتهى منذ فوز فريق بورتو البرتغالي باللقب الأوروبي. لذلك فإني أرشح بالدرجة الأولى ألمانيا للفوز بكأس العالم، ثم البرازيل والمنتخب الفرنسي. كما أن المنتخب البلجيكي مرشح فوق العادة لبلوغ المربع الذهبي، ولا يقل المنتخب الإنكليزي شأنا، وكذلك المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي الذي سيكون أمام آخر فرصة للتتويج بالمونديال، رغم أني أرى صعوبة في أن يصمد أمام فرنسا أو ألمانيا أو البرازيل، وبالتالي لا يمكن أبدا أن نتحدث عن مفاجأة في العرس العالمي، وإن وجدت فسيكون صاحبها المنتخب البلجيكي الذي أعتبره الحصان الأسود في المونديال.

كيف تجد برشلونة هذا الموسم؟
يقدم برشلونة بقيادة إرنستو فالفيردي أداء مميزا للغاية، وأعتقد أن هذا المدرب أحدث ثورة حقيقية في الفريق الكتالوني، منذ أيام يوهان كرويف، حيث إن كل مدرب يقود البلاوغرانا تجده يلعب بخطة 4-3-3، لكن إرنستو فالفيردي غير طريقة اللعب التي أصبحت 4-4-2 ونجح في ذلك، ووسط كل الانتقادات التي وجهت لهذا المدرب، ومنها من قال إنه أصغر من أن يقود برشلونة، لكنه مع الوقت وبسرعة كبيرة فند تلك الانتقادات ورد عليها بنجاح منقطع النظير على مستوى الأداء والنتيجة.

بصراحة.. هل أنت برشلوني أم مدريدي؟
الحقيقة لا هذا ولا ذاك، بل أنا منذ صغري أعشق فريق أثلتيك بلباو، اقتداء بوالدي، رحمه الله، فهو الذي ساهم في تعلقي بهذا الفريق، وبالتالي أنا لا أجد أي حرج عند التعليق على كلاسيكو الكرة الأرضية بين ريال مدريد وبرشلونة.

قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أفرزت معركة قوية بين اليوفي والريال، من ترشح للفوز؟
القرعة كانت ظالمة جدا بالنسبة لمدرب يوفنتوس أليغري الذي اصطدم كثيرا مع الريال وخرج مهزوما في النهاية، وبالتالي فأنا أشفق عليه، وحين تتحدث عن مستوى جاهزية الفريقين فإن يوفنتوس تراجع كثيرا، بالرغم من أنه يسيطر على صدارة الكالتشيو، لكنه في الوقت ذاته فقد بريقه الأوروبي وقوته الحاسمة.

بالمقابل، ورغم أن ريال مدريد يقدم أداء ضعيفا أحيانا، لكنه سرعان ما يستعيد مستواه المعهود، واليوم يسعى بشكل أكثر جدية لأن يواصل سيطرته على لقب التشامبيونز ليغ لإنقاذ موسمه. أما يوفنتوس إذا أراد أن يهزم الريال فعليه أن يقدم أفضل إمكانياته على مر التاريخ، وهذا ما أراه "حلما"، وبالتالي أعتقد أن المهمة صعبة جدا أمام الفريق الإيطالي.

من هو الفريق الذي ترشحه للظفر بلقب دوري الأبطال هذا الموسم؟
أنا شخصيا أرشح فريق مانشستر سيتي للتتويج الأوروبي. هو الفريق الأفضل والأبرز الآن، ويدخل السباق بطبيعة الحال كل من برشلونة وريال مدريد، لكني أعتبر أن غوارديولا أقوى مدرب في العالم واختياراته واضحة، بل إن السيتي هو اليوم أفضل فريق إنكليزي بفضل قوته الهجومية الضاربة وامتلاكه أفضل خط دفاع وبدأت الألقاب تنهال على الفريق شيئا فشيئا.

هل تعتقد أن باريس سان جيرمان وقع ضحية لنجمه نيمار أم مدربه إيمري؟
أنا أحمل كامل المسؤولية للمدرب أوناي إيمري، فاختياراته سيئة للغاية ولم يتعظ من درس الريومنتادا الشهير في برشلونة. هو مدرب فشل في اختياراته التكتيكية وكذلك في تعامله مع اللاعبين. باريس سان جيرمان يحتاج إلى مدرب بحجم اللاعبين الذين يضمهم في صفوفه.

من تراه المدرب المناسب للفريق؟
الفريق الباريسي يحتاج إلى مدرب كبير وقادر على تحقيق الحلم الأوروبي، مثل الإيطالي أنطونيو كونتي أو مواطنه ماسيمليانو أليغري أو الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

ما هي قصة "يوزع" في تعليقك التي حازت شهرة واسعة بين الجماهير العربية؟
أبرز شروط النجاح في التعليق، أن تملك لغة قوية وسجعا، كما أن الصدق في الكلام وعدم التصنع أبرز تلك الشروط. أنا أعلق بصدق وأعيش تفاصيل المباراة، وبالتالي تجري أمور التعليق بشكل طبيعي، ومن هنا جاءت كلمة يوزع، فهي كلمة صادقة وعفوية، وكلمة يوزع كما أطلقها هي من القاموس اللغوي التونسي القوي والثري. واليوم أعترف بأن كلمة "يوزع" سرقت مني هويتي، ففي المطارات أو في الشارع والأماكن العامة ينادني الناس بها بعد أن كانت كلمات "نار يا حبيبي نار" و"بالملي" و"شيء كبير يا عمري" وغيرها راسخة في آذان المشاهد العربي.

من هو اللاعب الذي لا تمل من التعليق على مبارياته؟
بدون أدنى شك هو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لأنه لاعب من خارج كوكب الأرض.. إنه لاعب يغرد خارج السرب.

المساهمون