دراسة: الماريجوانا داء... ودواء لفتح الشهية

دراسة: الماريجوانا داء... ودواء لفتح الشهية

19 فبراير 2015
الماريجوانا تفتح الشهية(GETTY)
+ الخط -



إذا كانت القوانين الأخيرة التي تبيح تعاطي الماريجوانا في المزيد من الولايات الأميركية قد أدت في الوقت ذاته لزيادة مبيعات رقائق البطاطا (البطاطس) والكعك، فإن العلماء وضعوا أيديهم على السبب.

وتوصلت نتائج دراسة على الفئران أعلنت أمس الاربعاء -وعلى نحو غير متوقع- إلى أن المكونات الفعالة في هذا المخدر، تعكس رأساً على عقب وظائف مناطق كبح الشهية في المخ.

وأوضح علماء الأعصاب في دورية "نيتشر" أنه عندما تنعكس الأوضاع فإن الخلايا العصبية -التي كانت تطلق أصلاً إشارة مؤداها "أنت شبعان توقف عن تناول الأكل"- ينقلب حالها وتصدر أوامر بمواصلة الأكل.

وفي واقع الأمر، فإن حقيقة أن تدخين الماريجوانا يجعل المتعاطين يقبلون بشراهة على تناول الوجبات الخفيفة من الحلوى أو المقرمشات المملحة، ظل منذ زمن طويل من المعتقدات الراسخة لدى الناس وفي الكوميديا أيضاً، لكن كيفية تفسير ذلك ظلت معضلة علمية.

وتضمنت بعض الأفكار ارتباط الماريجوانا بزيادة مستوى الإدراك الحسي. على سبيل المثال توصلت دراسة أجراها علماء الأعصاب في أوروبا العام 2014 إلى أن المكونات الفعالة في الماريجوانا -المعروفة باسم كانابينويدات- تؤثر على مركز الشم في مخ فئران التجارب، ونتيجة لذلك كانت الحيوانات تحبذ شم الطعام وهو أمر يثير الشهية. إلا أن ذلك لم يفسر إقبال متعاطي الماريجوانا على الأطعمة التي ليست لها رائحة نفاذة.

وفي الدراسة التي أشرف عليها تاماس هورفاث من جامعة ييل، ركز العلماء على جزيئات من المستقبلات ترتبط بها الكانابينويدات لتنشيط مخ الفئرن والإنسان على السواء. وتوقعوا أن يجدوا أنه عندما ترتبط المستقبلات بالكانابينويدات فإن هذه المستقبلات سترسل إشارة لتهدئة الخلايا العصبية القريبة التي تكبح الشهية، وأن ذلك سيؤدي بدوره إلى إثارة الشهية.

وقال هورفاث إن الباحثين اندهشوا عندما وجدوا أن تنشيط مستقبلات الكانابينويدات في مخ الفئران زاد -ولم يقلل- من نشاط الخلايا العصبية الكابحة للشهية. والسبب في عدم كبح الشهية هو أن الخلايا العصبية -بدلاً من أن تفرز الكيماويات العصبية العادية التي تفسد الشهية- أفرزت بدلاً من ذلك مواد كيماوية مختلفة تماماً تسمى الأندوفرينات التي انطلقت إلى منطقة التحكم في الشهية بالمخ -وتسمى المهاد- ما أثار شهية الفئران للطعام.

وقال هورفاث: "الخلايا العصبية التي عادة ما توقف الشهية للطعام أثارت هذه الشهية، وحدث ذلك عندما كانت الفئران في حالة شبع. الماريجوانا تخدع منظومة الشهية للطعام بالمخ".

وربما كانت هناك مسارات أخرى إضافية بالمخ يمكن للماريجوانا أن تفتح من خلالها الشهية للطعام، وهو ما يمكن الاستفادة منه كأحد الاستخدامات الطبية لهذا المخدر، ألا وهي زيادة الشهية لدى مرضى السرطان وآخرين ممن فقدوها. 

دلالات

المساهمون