دبلوماسية الشعر المنكوش

دبلوماسية الشعر المنكوش

22 يوليو 2016
المشهد السياسي العالمي بانتظار كوميديا مُسلية (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
قبل أسبوع تقريباً عيّنت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، تيريزا ماي، عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، وزيراً للخارجية. وبالأمس وافق الحزب الجمهوري الأميركي على ترشيح دونالد ترامب لخوض سباق الرئاسة في مواجهة المرشحة الديمقراطية، هيلاي كلينتون. وفي الرجلين الكثير من الخصال الشخصية التي ستجعل المشهد السياسي العالمي أكثر تشويقاً ومتعة. وبعيداً عن التشابه في المظهر، حيث يتشارك ترامب وجونسون بالشعر الأصفر "المنكوش"، والبشرة الحمراء، فإن للرجلين أسلوباً في الخطابة ومواجهة الجمهور والإعلام يجعلهما "فرجة" تجذب حتى أكثر الناس تجنباً لأخبار السياسة والسياسيين. كما يتشارك الرجلان في قلة الكياسة وفقر الدبلوماسية، وطول اللسان الذي لا يعرف حرمة ولا حدوداً.

ترامب، المرشح القوي لتولي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لم يوفر في خطاباته وتصريحاته وتغريداته أحد. هاجم المسلمين والمهاجرين، وتطاول حتى على الفاتيكان، وأطلق تصريحات نارية ضد أقطار عربية، وشتم زعماء في أميركا اللاتينية. ووصل لسان ترامب الطويل إلى أقصى الشرق متهماً "الصين بإعادة بناء نفسها من أموال تسرّبت من الولايات المتحدة، وأنهم فعلوا هذا من خلال التلاعب بالنقد، وتخفيض قيمة العملة". ولم تسلم منظمة الأمم المتحدة من ترامب عندما قال "لم نحصل على شيء من الأمم المتحدة، كما أن المنظمة لا تحترمنا، ولا تفعل ما نريد، ومع ذلك نستمر في تمويلها بشكل غير ملائم".

جونسون، هو كذلك تطاول على رئيس الولايات الأميركية، باراك أوباما، ووصفه، بـ"نصف الكيني" الذي يكره بريطانيا. وكتب قصيدة هجاء في الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وشبّه قادة الاتحاد الأوروبي بالزعيم الألماني، أدولف هتلر، والقائد الفرنسي نابليون بونابرت، حتى أنه تغزل هجاءً بالمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، التي "تملك شعراً أشقر، وشفاها منتفخة، وعيونا زرقاء، وكأنها ممرضة سادية في مشفى للأمراض العقلية"، على حد تعبيره.

قد يرى البعض في صعود جونسون وترامب إلى المسرح السياسي العالمي، علامة جديدة على انهيار القيم، وتراجع "الدبلوماسية الناعمة" لصالح "دبلوماسية الشعر المنكوش"، التي تُنذر بالخراب، ولكن الأرجح أن الرجلين، في حال تمكن ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض، وظل جونسون في منصبه حتى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، سيضفيان على المشهد السياسي العالمي الكثير من الكوميديا المُسلية، بدلاً من "التراجيديا" البائسة، و"البروتوكولات" المملة.


المساهمون