خمسة حوادث تاريخية خطيرة لم تتسبب بتأجيل أمم أوروبا..كورونا الأشد قوة

19 مارس 2020
يويفا قرر تأجيل يورو 2020 (Getty)
+ الخط -

جاء تأجيل يورو 2020 بسبب فيروس كورونا الجديد ليشكل صدمة كبيرة في تاريخ المنافسة الذي بدأ في 28 سبتمبر/أيلول من عام 1958 بلقاء فاز فيه الاتحاد السوفييتي على المجر 3-1.

وحسب تقرير لصحيفة "آس" الإسبانية، فإنه منذ ذلك الحين وحتى اليوم، عانت بطولة كأس أوروبا في جميع نهائياتها ومراحلها التأهيلية، من خمسة حوادث خطرة لم تؤدِّ إلى اتخاذ قرار كالذي اتخذه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتأجيل البطولة.

1960..أزمة إسبانيا وروسيا السياسية


في كأس أوروبا لعام 1960، التي كانت تسمى كأس الأمم، خسرت إسبانيا فرصة كبيرة للفوز بالبطولة، حيث كان الفريق بقيادة رامون غابيلوندو أحد المرشحين البارزين في المسابقة، بأسماء مثل لويس سواريز صاحب الكرة الذهبية في ذلك العام، وألفريدو دي ستيفانو، فرانسيسكو خينتو، أنطونيو راماليتس، فرناندو أوليفيلا ولاديسلاو كوبالا.

وفي الجولة الأولى، فازوا على بولندا 2-4 في مباراة الذهاب، وفي الدور ربع النهائي ضربوا موعداً مع الاتحاد السوفييتي الذي تجاوز عقبة المجر، ومع ذلك، فإن قرار فرانكو الذي كان يحكم إسبانيا حينها جاء في مناخ متوتر سياسياً، حيث قرر عدم مواجهة الاتحاد السوفييتي، وقبل كل شيء منع السوفييت من دخول الأراضي الإسبانية، وفوّت على إسبانيا فرصة الفوز بلقبها الأول.

وفي النهاية، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منع إسبانيا من استكمال مشوار البطولة، وتتويج الاتحاد السوفييتي باللقب القاري. ومن الغريب أن إسبانيا في نسخة عام 1964 لعبت ضد الاتحاد السوفييتي، وفازت بأول بطولة كأس أمم أوروبا لها في ملعب "سانتياغو برنابيو".


1964..حرب ألبانيا واليونان وتنظيم إسبانيا


اقترنت نسخة عام 1964 بعدة ظروف، من خلال إعلان إسبانيا مستضيفةً للمرحلة النهائية لتجنب تكرار أحداث عام 1960، وبالتالي اللعب على أرضها، بشرط وحيد، هو أن يتمكن الاتحاد السوفييتي من دخول الأراضي الإسبانية، حيث أطاح رفاق خوسيه فيلالونغا رومانيا وأيرلندا الشمالية وأيرلندا والمجر، وفي النهائي هزم الفريق السوفييتي ليحصد اللقب.

والثاني بوضع ألبانيا واليونان في مواجهة بالمرحلة الأولية، على أرض الأخير في 21 يونيو/حزيران 1962، وفي تيرانا في 31 مارس/آذار 1963، ولم تُخَض أيٌّ من المواجهتين بسبب انسحاب اليونان، الناجم عن علاقات البلدين السياسية المعقدة وموضوع النزاع بينهما، حيث نشبت حرب بينهما في عام 1940، وهو الذي دفع اليونان إلى عدم اللعب في عامي 1962 و1963 ضد ألبانيا، واستمرت الأخيرة في الجولات التالية بسبب انسحاب المنافس، حتى أخرجتها الدنمارك.

1992..حرب يوغوسلافيا

كان منتخب يوغوسلافيا فريقاً قوياً في أوائل العقد، وكانت آمالهم قائمة إلى حد كبير على هذا الجيل الذي غزا كأس العالم تحت 20 سنة في عام 1987 مع لاعبين مميزين مثل روبرت بروسينتشكي وبوبان وبيدراج مياتوفيتش ودافور سوكر وبرانكو برنوفيتش وإيغور ستيماك، ونضج الجميع بحلول عام 1991 وانضموا إلى مواهب أخرى مثل ديان سفيسفتيش وسينيسا ميهايلوفتيش.

وأكملت يوغوسلافيا مرحلة تأهل رائعة لبطولة أوروبا 1992 في السويد بالمجموعة 4، إلى جانب الدنمارك وأيرلندا الشمالية والنمسا وجزر فارو، حيث فازوا بسبع مباريات وخسروا مباراة واحدة ليصبحوا الفريق الأعلى تسجيلاً برصيد 24 هدفاً، ومع ذلك، لم يتمكن هذا الجيل من لاعبي كرة القدم الكبار من المشاركة في البطولة.

وفي عام 1990، سببت الصراعات الداخلية بين مختلف الجمهوريات التي شكلت يوغوسلافيا، اندلاع حرب أهلية، ومع الصراع القصير في سلوفينيا الذي فسح المجال للحرب في كرواتيا وتمدّدها إلى البوسنة، تدخلت الأمم المتحدة وأصدرت في 30 مايو/أيار 1992 قراراً عاقبت فيه الحكومة اليوغوسلافية بمنع مشاركة رياضييها في المسابقات الدولية. لذا، في بطولة أوروبا، كانت الدنمارك بديلاً لها، ومن المثير للاهتمام أنها حصدت اللقب بعد فوزها على ألمانيا في المباراة النهائية.



1996..هجوم مانشستر الإرهابي


ارتبطت هذه النسخة بالهجوم الإرهابي الذي حدث في مدينة مانشستر خلال المرحلة الأولى. ففي صباح يوم 15 يونيو/حزيران، انفجرت شاحنة مفخخة في شارع كوربوريشن، ما أدى إلى تدمير مركز التسوق في المدينة. الحادثة شكلت ضربة قاسية لإنكلترا، حيث أُجِّلَت مواجهة روسيا وألمانيا التي كان يجب أن تقام بعد ظهر ذلك اليوم في ملعب "أولد ترافورد".

وأخيراً، لُعبَت المباراة في اليوم التالي، لتفوز ألمانيا 3-0 بأهداف ماتياس سامر وثنائية يورغن كلينسمان، ليتأهل المنتخب الألماني وتُقصى روسيا.

2014..أحداث مواجهة صربيا وألبانيا

في مراحل التأهل إلى بطولة أمم أوروبا 2016 التي أقيمت في فرنسا وحصدت البرتغال لقبها، كان لا بد من تعليق المباراة بين صربيا وألبانيا بسبب الأحداث الاستفزازية التي خرجت عن النص وشكلت حالة من عدم الانضباط في اللقاء.

ففي الدقيقة الـ41، توجه الحكم الإنكليزي مارتن أتكينسون واللاعبون إلى غرفة خلع الملابس لظهور طائرة من دون طيار فوق ملعب "بارتيزان" تحمل لافتة كتب عليها عبارة "ألبانيا العظمى"، ما أثار غضب الجماهير الصربية، وأمسك اللاعب الصربي ستيفان ميتروفيتش العلم من أجل إسقاط الطائرة، فعمد عدد من لاعبي ألبانيا إلى دفعه، لتبدأ المشاجرة بينهما ويوقف الحكم المباراة.

وأصدر أتكينسون قراراً أخيراً بتعليق المواجهة، لتجنّب أزمة بين مشجعي صربيا وألبانيا، بسبب الصراع على كوسوفو، وهي مقاطعة صربية قديمة يسكنها الألبان، وأصبحت مستقلة في عام 2008.

ووافق بعدها الاتحاد الأوروبي على منح صربيا نقاط اللقاء الثلاث، ولعب مباراتين خلف أبواب مغلقة، بينما قرر الحُكم على منافسه بخسارة تلك المباراة 3-0.

دلالات