خسائر الاقتصاد الأردني تتفاقم بالتفجير الـ19 لأنبوب الغاز المصري
سيناء / عمان / الجديد
بإعلان السلطات المصرية صباح اليوم الثلاثاء عن التفجير ال 19 لأنبوب نقل الغاز الطبيعي بسيناء يتعرض الاقتصاد الأردني لمزيد من الخسائر التي تمثل عبئا إضافيا على الموازنة العامة.
وكان مسلحون في مصر قد فجروا، قبل منتصف ليل الثلاثاء ، أنبوب نقل الغاز إلى الأردن الذى تعتمد عليه المملكة في تشغيل محطة الكهرباء الرئيسية.
وعقب التفجير شهدت المنطقة حالة من الاستنفار الأمني، وعلى الفور أوقفت شركة الغاز الضخ في هذا الأنبوب، كما تم الدفع بفريق من الفنيين الذين قاموا بإغلاق المحابس من منطقة متقدمة لموقع التفجير.
وأكدت مصادر أمنية مصرية أن التفجير تم فى منطقة "أبوعويقيلة" التابعة لمركز الحسنة بوسط سيناء، وطال التفجير الخط المار من العريش عبر المقضبة إلى طابا، حيث يعبر منها الغاز إلى الأردن.
يأتي هذا التفجير بعد يوم واحد من صدور تقرير للبنك الدولي قال فيه أن "التطورات الإقليمية في المنطقة تشكل مخاطر سلبية كبيرة على الاقتصاد الأردني، خاصة مع تفاقم الأزمة السورية، وانعكاسها على المملكة، من تزايد عدد اللاجئين السوريين الذين سيشكلون ضغطاً كبيراً على البنية التحتية".
وأكد التقرير أن التدهور في الوضع المصري سيزيد من تعطيل إمدادات الغاز المصري الذي تعتمد عليه المملكة في توليد الطاقة الكهربائية، مما قد يؤخر في تنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية السياسية والاجتماعية.
وتوقع البنك الدولى أن يسجل عجز الموازنة الاردنية العامة نحو 10.7 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2014.
ويعد التفجير الأخير هو التفجير الثالث للأنبوب الذي يزود الأردن بالغاز المصرى منذ بداية شهر يناير الجاري، والتفجير الـ19 منذ الاطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك فى شباط/فبراير 2011 منها مرة واحدة خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذى استمر عام.
وفي عام 2004، وقعت الحكومة المصرية عقدا مع نظيرتها الأردنية، مدته 15 عاما، يقضى بتوريد 250 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، بقيمة 2.5 دولار للمليون وحدة حرارية، إلا أن القاهرة، وعقب قيام ثورة 25 يناير بثلاثة شهور ضاعفت السعر إلى 5 دولارات للمليون وحدة حرارية استجابة لضغوط شعبية ، كما أوقفت تصدير الغاز لإسرائيل استجابة أيضا لهذه الضغوط.
ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية حملة عسكرية موسعة في شمالي سيناء؛ لتعقب ما تسميها "عناصر إرهابية وتكفيرية وإجرامية"، تتهمها بالوقوف وراء هجمات مسلحة منها الهجوم على أنبوب الغاز .
وقالت مصادر أردنية اليوم الثلاثاء انه لمواجهة مشكلة انقطاع الغاز المصري بدأت الحكومة اتخاذ اجراءات تنفيذية لإنشاء ميناء للغاز المسال في مدينة العقبة الميناء البحري الوحيد للأردن.
وتوقعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية انجاز المشروع قبل نهاية العام 2014.
وفى سبتمبر الماضى قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني محمد حامد إن خسائر الحكومة التراكمية الناتجة عن انقطاع الغاز المصري الذي تعتمد عليه بلاده لتوليد الطاقة الكهربائية بلغت نحو 5.24 مليار دولار مع نهاية العام 2013.
وأضاف حامد " الخسائر لعام 2013 لوحده بلغت 300.3 مليون دولار حيث تعتمد شركة الكهرباء الوطنية، المملوكة بالكامل للدولة ، حاليا على الديزل والوقود الثقيل لتوليد الكهرباء بدلا من الغاز المصرى رخيص الثمن مقارنة بأسعار المشتقات الاخرى".
وقالت مصادر أردنية طلبت عدم ذكر اسمها " ﻳﻌﻤﻞ اﻷردن ﻋﻠﻰ اﺳﺘﯿﺮاد اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ زﻳﺖ اﻟﻮﻗﻮد وزﻳﺖ اﻟﻐﺎز ﻷﻏﺮاض ﺗﻮﻟﯿﺪ اﻟﻜهرباء ﺟﺮاء ﺗﻌﻄﻞ إﻣﺪادات اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟهﺠﻤﺎت اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻋﻠﻰﺧﻂ أﻧﺎﺑﯿﺐ اﻟﻐﺎز اﻟﻤﺼﺮي والتي زادت في الأونة الأخيرة".
