خبراء مصريون يخشون أزمة مع ليبيا

خبراء مصريون يخشون أزمة مع ليبيا

16 أكتوبر 2014
أنباء عن تدريب مصر عناصر من قوات حفتر(الأناضول)
+ الخط -

لم يتعدَّ نفي الرئاسة المصريّة، للأنباء عن توجيه سلاح الجوّ ضربات عسكرية لأهداف داخل ليبيا، لصالح حكومة وبرلمان طبرق، ودعم مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إطار التحرّك الإعلامي، من دون اللجوء لأيّ تحرّكٍ دبلوماسي دولي، خصوصاً أنّها ليست المرّة الأولى.

وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد نقلت عن مسؤولين مصريين مطلعين أمس الأربعاء، تأكيدهما أن مقاتلات مصرية، وجّهت ضربات عسكرية لأهداف تابعة لمجموعات مسلّحة في ليبيا، علماً أن صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نقلت التأكيد ذاته عن مسؤولين أميركيين، نهاية شهر أغسطس/آب الماضي. وأفادت بأن كلاً من مصر والإمارات نفذتا ضربات سراً في ليبيا، وهو ما سارعت القاهرة إلى نفيه. 

وفي سياق متّصل، يعتبر الدبلوماسي المصري إبراهيم يسري، أنّ "توقيت تلك العمليات ليس هاماً بقدر صحّتها". وأعرب عن اعتقاده بأنّ "مصر تدعم حفتر وحكومة وبرلمان طبرق، وبالتالي تقدّم لهذه الأطراف الدعم في مواجهة الأطراف الليبية الأخرى"، معتبراً أنّ "لدى مصر فقر دبلوماسي في التعامل مع الأزمة الليبية، وإعلاء لغة القوة العسكرية".

ورأى أنّ "الدعم العسكري المصري لحفتر، يتسبّب في أزمة بين الشعبين"، لافتاً إلى أنّه "في عصر التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعيّة، أي عملية يقوم بها سلاح الطيران المصري، معروفة لدى الدول الكبرى ومخابرات العالم".

من جهة ثانية، شدّد يسري على أنّ "عدم سعي مصر إلى اتّباع أي طرق دبلوماسيّة، أو رسميّة على المستوى الدولي، لتكذيب قيامها بعمليات داخل ليبيا، يعود إلى تنفيذها تلك العمليات"، لافتاً إلى "وجود مؤامرة دولية على ليبيا، في وقت تدبّر فيه الدول الغربية الكبرى، مكائد لتفتيت الدول العربية خلال الفترة المقبلة".

من جهته، اعتبر الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، أنّ "الأزمة في ليبيا متداخلة إلى حدّ كبير، وبعض الدول تريد أن يكون لها اليد العليا هناك، من خلال دعم أطراف بعينها، وخطأ مصر الأكبر في الأزمة الليبية، هو الانحياز لطرفٍ من دون الباقي". وأضاف: "يمكن للدول الكبرى التحقّق من التحرّكات العسكرية، ووضع حد لهذه الأقاويل، من خلال وجود القليل من الشفافية لدى النظام المصري". ولفت إلى أن "مصر منحازة للحكومة والبرلمان في طبرق، وهما طرفان في الأزمة الداخلية، متجاهلةً تماماً باقي الأطراف، كما وتعتبر حكومة طبرق الممثل الشرعي عن الشعب الليبي".

من جهةٍ أخرى، أكّد سليمان أنّ "مصر تدرّب بعض عناصر حفتر، وبالتالي الحديث عن واقعة محددة غير مجدٍ"، متوقّعاً "تأثّر العلاقة بين البلدين والشعبين خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أنّ مصر لا تضمن سيطرة حكومة طبرق على الأوضاع في ليبيا".

وفي موازاة سؤاله "لو فشلت حكومة طبرق في بسط سيطرتها، كيف ستتعامل مصر مع باقي الأطراف التي تمكّنت من السيطرة على الأوضاع؟"، رأى أن من شأن ذلك أن "يُحرج مصر في ليبيا"، موضحاً أنّ "التقسيم في ليبيا ليس إسلامياً، كما تصوّر القيادات المصرية الرسمية، ووسائل الإعلام، إنّما عشائري في الأساس، وكل هذه العشائر والقبائل تعمل لصالح الثورة".

وفي السياق ذاته، انتقد القيادي في تحالف دعم الشرعية، حاتم أبو زيد، ضرب مصر أهدافا داخل ليبيا، لصالح حفتر وضد الثورة الليبية، التي أطاحت بالقذافي، مؤكّداً أنّ "دول الخليج تريد إجهاض أي حركة للتغيير في المنطقة العربية، حتى لا يعود التأثير عليها سلباً". ولفت إلى "قلق الولايات المتحدة من الوضع في ليبيا"، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أنّها لا تريد أن يخطو أحد خطوة إلاّ بإشارةٍ منها، لذا قامت بفضح مخططات الإمارات ومصر، ولذلك تسرّبُ معلوماتٍ لوكالات عالمية لنشر الأخبار، بدلاً من نشرها عن لسانها".