حوارية مع "القاضي" *

حوارية مع "القاضي" *

11 يناير 2016
لوحة للفنان إغناسيو أوزيكه (Getty)
+ الخط -
"أي قانون؟ أي قانون سيدي القاضي؟" وبدأ اليأس يدب في قلب أندوني. 
"أي قانون! القانون الإسرائيلي طبعاً".
"إذا كان القانون الإسرائيلي يحكم بأنني غائبٌ بينما أنا واقف بين يديك يا سعادة القاضي، فماذا تقولون سعادتكم بهذا الشأن؟"
أجاب القاضي: " أتبع القانون بالطبع". فسأل أندوني: "ومن وضع هذا القانوني، سيدي القاضي؟" فأجاب القاضي: "الحكومة."
"سيدي القاضي، هل ترى بشراً أمامك؟ أم أنك تسمع صوت شبح؟"
فأجاب القاضي محتداً: "وهل تعتقد أنني أعمى؟ الدعوى مرفوضة". وفجأةً وقف، وغادر الغرفة وأغلق الباب وراءه.
ورافق المحامي الإسرائيلي أندوني الغائب إلى خارج قاعة المحكمة.
وقف أندوني في بهو المحكمة يحدق فيمَن حوله ممن جاؤوا يلتمسون العدالة الإسرائيلية.
وتحولت ابتسامته سريعاً إلى ضحكة.
وتحولت ضحكته إلى قهقهة.
وما عاد قادراً أن يكبح ضحكته.
في البداية لفَّ حول نفسه ضاحكاً.
ثم ثنى خاصرته.
ممسكاً ببطنه.
وسرعان ما أخذ يتقلب على الأرض، وعلى ظهره، وقدماه مرفوعتان يركلان الهواء.
وملأت ضحكاته المدى.
وظل يضحك ويضحك ويضحك.


* مقطع من "غولدا نامت هنا"

المساهمون