حملة شعبية واسعة لتذكير الحكومة العراقية بمستشفيات الموصل

حملة شعبية واسعة لتذكير الحكومة العراقية بمستشفيات الموصل

07 اغسطس 2020
واقع صحي متهالك في الموصل (Getty)
+ الخط -

من أصل عشرة مستشفيات في مدينة الموصل شمالي العراق، لم يبق غير واحد يعمل بنصف طاقته، بعد أن دمرت آلة الحرب تسعة مستشفيات رئيسة، فضلاً عن أربعة مراكز طبية أبرزها مركزا السرطان والأورام، والتوليد.

ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تحرير المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أنّ السلطات العراقية لم تف بوعود إعادة إعمارها وخاصة القطاع الصحي، إذ تشير التقارير الصادرة عن محافظة نينوى بأنّ مستشفيات الموصل فيها 300 سرير فقط، في وقت يبلغ عدد سكان المدينة قرابة مليوني نسمة.

وفاقمت جائحة كورونا الأوضاع في المدينة، إذ تعاني المستشفيات العاملة حالياً، وأغلبها ميدانية من نقص حاد في الأسرة والأجهزة الطبية اللازمة خاصة أجهزة الأوكسجين وتحليل الدم.

ناشطون عراقيون أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة بعنوان #مستشفيات_الموصل، لتذكير الحكومة العراقية بالواقع الصحي في محافظة نينوى، في وقت تراجع فيه الدعم المقدم من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أوروبية وغربية مختلفة منذ جائحة كورونا، فضلاً عن تصاعد تهديدات المليشيات المرتبطة بإيران للبعثات الأجنبية في العراق.

وغرّدت الناشطة رحمة شهاب، قائلة إنّ "الموصل شهدت أحداثا لم تشهدها أي مدينة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، الخسائر بالبنى التحتية قُدِّرت بـ200 مليار دولار، ماهي الإجراءات الحكومية لإعادة الإعمار والنهوض بواقع المدينة الخدمي؟!، لا شيء، ثلاث سنوات مرت والمدينة تفتقر حتى لمستشفى نموذجي واحد!".

أما بلال الموصلي، فكتب: "الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد بغداد وعدد سكانها يتجاوز الـ 2 مليون، دُمرت مستشفياتها عام 2017 أثناء تحريرها من داعش وأصبحت المستشفيات في مواقع بديلة لا تصلح أبداً لتقديم الخدمات الطبية، بعد 3 سنوات من التحرير لم يبدأ العمل لحد الآن بإعمار أي مستشفى!".

من جهتها، أشارت صفحة "أخبار مصلاوية" إلى أنه "لابد للحكومة أن تقرر إعمار مستشفيات الموصل بأسرع وقت، خاصة والوضع الخدمي بها معدوم، لأن نصفها تحول إلى مبان مهجورة بسبب عمليات التحرير، إذا نريد كل سنة نحتفل بتحرير الموصل لازم نشوفها جميلة مثل قبل وأكثر".

ولفتت رغد فتحي إلى أنه: "في عام 2017 تعرضت مستشفيات الموصل للتدمير نتيجة الحرب على داعش، واليوم وبعد 4 سنوات وفي ظل جائحة كورونا، ثاني أكبر محافظات العراق تعتمد على مراكز صحية بديلة".

ونقل الطبيب عقبة الزبيدي وهو من الموصل، صورة التقطها ونشرها على حسابه في "تويتر" وألحق بها تغريدته قائلاً: "هذه صالة عملياتنا بالجمهوري (مستشفى الجمهوري)، لاحظوا الصالة كرفانية، والسقف لا يتجاوز المترين، والضوء، وقنينة الأوكسجين، طبعا العملية في الشريان، نعاني الكثير".

وكان عضو مجلس النواب العراقي محمد إقبال الصيدلي، قد أكد، في وقتٍ سابق، تعرض القطاع الصحي في محافظة نينوى لدمار شامل بعد تدمير غالبية مستشفيات المدينة ومراكزها التخصصية.

وأشار، في بيان، إلى أن "تحركات وزارة الصحة لا تزال إلى الآن دون المستوى المطلوب، خاصة في مجال إعادة إعمار المستشفيات، أو توفير الأجهزة التشخيصية والعلاجية وكذلك الأدوية بمختلف أنواعها، مع غياب الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات وضعفها، إذ تعاني تلك المستشفيات من سوء الخدمات وانعدام وسائل النظافة التي يضطر المريض في بعض الأحيان إلى جلبها معه قبل دخول المستشفى، إضافةً إلى قلة الأطباء والكوادر التمريضية التي لا تزال تلجأ للعمل في المنظمات الدولية".

ودُمرت الموصل بنسبة 80%، وطاول التخريب البنى التحتية والمنشآت العامة ومنازل المواطنين وممتلكاتهم الخاصة، واقترب إجمالي عدد القتلى من المدنيين 40 ألف قتيل، وفق ما صرح به وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري، مشيراً إلى أن معظم القتلى سقطوا إما بنيران المدفعية العراقية وإما بغارات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، كما سقط بعضهم على يد تنظيم "داعش"، لا توجد مستشفيات لغاية الآن، إلا ما تم إنشاؤه ليكون مؤقتاً من قبل منظمات المجتمع المدني.

المساهمون