حماسة من "الجيش الحرّ" للتوجه إلى تل رفعت...وتردد تركي

حماسة من "الجيش الحرّ" للتوجه إلى تل رفعت... وتردد تركي

21 مارس 2018
يواصل الجيش الحرّ تطهير عفرين (ساهر الحشي/الأناضول)
+ الخط -
بعد سيطرة تركيا والجيش السوري الحر على مدينة عفرين وريفها في الشمال السوري في إطار عملية "غصن الزيتون"، تستمرّ التحضيرات لخوض معركة استعادة مناطق ذات غالبية عربية تسيطر عليها الوحدات الكردية منذ عامين. ومن المتوقع أن يكون شمالي حلب مسرحاً لمعارك جديدة في حال لم تنسحب الوحدات الكردية من مناطق محددة، مع إصرار المعارضة السورية على استعادتها. وسيطر الجيشان التركي و"الحرّ" على قرى عين دارة، وكرزيحلة، وقاضي ريحلة، جنوبي عفرين، مع ازدياد الحديث عن أن تل رفعت ستكون الوجهة المقبلة للحملة العسكرية. لكن صحيفة "حرييت" التركية واسعة الانتشار، أكدت أنه "لن تحصل أي عمليات عسكرية في منطقة تل رفعت". وكشف الصحافي عبد القادر سيلفي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في العاصمة التركية أنقرة، عن أن "عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) بدأوا بالهرب من عفرين قبل 6 أيام من دخول قوات غصن الزيتون إليها"، مشيراً إلى أن "المدينة لم تأخذ أكثر من ثماني ساعات من العمل قبل إتمام السيطرة عليها".

وفي مقالٍ، نشره أمس الثلاثاء، بعنوان "إلى أين ذهب الإرهابيون الفارون من عفرين؟"، أشار سيلفي إلى أن 90 في المائة من عناصر الحزب فروا إلى منطقة تل رفعت ومن ثم منها إلى منطقة منبج، كما توجه قسم منهم إلى مناطق شمال حلب ومنها إلى منطقة منبج. ولفت سيلفي إلى أنه "لم يتم القيام بأي عمليات قصف لتل رفعت بسبب تواجد عناصر من قوات النظام وكذلك قاعدة عسكرية روسية، طيلة عملية غضن الزيتون". وأكد أنه "لن يتم القيام بعمليات عسكرية في منطقة تل رفعت، ولكن سيتم إنشاء نقاط مراقبة على مداخل تل رفعت ومخارجها لمنع مرور الإرهابيين (عناصر الاتحاد الديمقراطي)".

وعن إدارة عفرين، أكد سيلفي أن "أنقرة ستتخذ من جرابلس نموذجاً لإدارة عفرين، فتمّ عقد الاجتماعات الأولى في مدينة غازي عنتاب في اليوم الأول لسقوط عفرين، وتم اختيار 30 شخصاً لإنشاء مجلس لإدارة المدينة".

وبحسب سيلفي "سيتم إنشاء قوات عسكرية وقوات شرطة محلية من عناصر الجيش السوري الحر في عفرين، كما يتم العمل على جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة حول الخلايا النائمة التابعة للاتحاد الديمقراطي في عفرين، وبعد التثبت منهم، سيتم العمل على تحييدهم عبر إنشاء مخافر، وذلك في الوقت الذي يتمّ فيه تفكيك الألغام التي تركها عناصر الاتحاد الديمقراطي قبيل مغادرتهم المنطقة".

في غضون ذلك، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، تصريحات وزارة الخارجية الأميركية التي عبّرت عن قلقها إزاء الوضع في عفرين، قائلاً في هذا السياق: "أين كنتم حين أبلغناكم قلقنا وطلبنا منكم مكافحة هذا التنظيم، حينها قلتم لنا إنكم ستتعاونون مع التنظيمات الإرهابية للقضاء على داعش، ووقتها قلنا لكم إنّ هذه الخطوة خاطئة وعليكم أن تتعاونوا مع تركيا لتحقيق هذا الهدف". وأضاف أن "على الولايات المتحدة أن تكفّ عن خداع تركيا وتبدأ بالتعاون معها".


وحاولت أنقرة مواجهة انتقادات غربية ضد عملية "غصن الزيتون"، خصوصاً عقب نزوح نحو 200 ألف مدني، وتعرّض مدينة عفرين لعمليات نهب وتجاوزات واسعة النطاق بعد السيطرة عليها. وانتقد المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن عفرين، موضحاً في سلسلة تغريدات عبر موقع "تويتر"، أنّ "غصن الزيتون تستهدف التنظيمات الإرهابية فقط، لا المدنيين الأبرياء ولا الأكراد". 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد شدّدت على أن "واشنطن قلقة بشدة من الأحداث في مدينة عفرين". ودعت في بيان "كل الأطراف المعنية التي تعمل هناك، بما في ذلك تركيا وروسيا والنظام السوري، للسماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية". وذكّرت أن "الولايات المتحدة لا تعمل في منطقة عفرين"، وأنها "قلقة بشدة بسبب التقارير التي وردت من مدينة عفرين في الساعات الثماني والأربعين الماضية".

من جهته، اعتبر القيادي في الجيش السوري الحر، المشارك في عملية "غصن الزيتون"، النقيب سعيد أبو الحزم، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الخطوة المقبلة بعد عفرين هي تل رفعت ومن بعدها مدينة منبج"، مضيفاً أنه "يمكن القول إن معركة تل رفعت بدأت، ولكن ما يؤخرنا عملية تنظيف مدينة عفرين من الألغام".

من جانبه، قال العقيد أحمد عثمان، القائد العسكري لـ"فرقة السلطان مراد"، القيادي البارز في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "معركة عفرين لم تنته بعد"، مضيفاً أنه "انتهت مدينة عفرين، ولكن بقيت القرى التي تم احتلالها من حزب الاتحاد الديمقراطي، وحزب العمال الكردستاني، وأقصد تل رفعت وما حولها". وشدّد على أنه "قريباً تكون هذه القرى محررة من هذه الأحزاب، وتعود إلى أهلها كما عادت عفرين لأهلها".

وفي سياق متصل، عادت مدينة منبج إلى واجهة الأحداث عقب السيطرة على مدينة عفرين، مع بروز نوايا تركية لإخراج الوحدات الكردية منها. وذكرت مصادر محلية أن "قياديين في المليشيا الكردية قاموا بنقل عائلاتهم من مدينة منبج إلى مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات، بالتزامن مع اجتماع عقد في قرية مشرفة، التابعة لمدينة منبج، ضم شيوخاً ووجهاء من عشائر المنطقة مع قياديين من الوحدات، من أجل رفع علم النظام السوري فوق الدوائر الرسمية في منبج، وإخراج تظاهرات ضد التدخل التركي والوجود الأميركي في محيط منبج". مع العلم أن واشنطن حالت دون تقدم قوات المعارضة السورية العام الماضي إلى مدينة منبج. وهو ما أبقى العلاقات التركية الأميركية على صفيح ساخن، في ظلّ الدعم الأميركي للوحدات الكردية شرقي نهر الفرات.

المساهمون