حلب المحاصرة منكوبة وتعيش كارثةً إنسانية

حلب المحاصرة منكوبة وتعيش كارثةً إنسانية

29 نوفمبر 2016
وجوه أطفال المدينة تنبئ بحجم الكارثة(مامون أبو عمير- الأناضول)
+ الخط -


أعلن الدفاع المدني السوري في حلب أن المدينة المحاصرة باتت مدينة منكوبة بالكامل، وتعيش كارثة إنسانيّة، في وقتٍ نفد فيه مخزون الوقود الاحتياطي المخصص لسيارات الإسعاف، ما يزيد من مأساة الوضع الطبي فيها.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، لـ"العربي الجديد": "إن حلب بدون سيارات إسعاف وإطفاء، ورافعات الأنقاض، ونعمل على انتشال المدنيين بالمطارق والمعاول اليدوية".

ولفت أبو الليث إلى أن "فرق البحث والإنقاذ انتشلت طفلين من تحت الأنقاض بعد تهدم منزل أسرتهما جرّاء غارة جويّة شنّها الطيران الحربي على حي الميسر، يوم أمس، وأدّت إلى مقتل الوالدة والأخت، ودمار المبنى نهائياً، مضيفاً: "استغرقت علمية الانتشال 5 ساعات بسبب استخدام المتطوعين معدات بسيطة، إذ إنّ نفاد مخزون الوقود الاحتياطي حال دون استخدام الآليات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض والركام".

وذكر مصدر طبي في المنطقة المحاصرة لـ"العربي الجديد"، أنّ "سيارات الإسعاف توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود الاحتياطي، واستمرار الحصار"، لافتاً إلى "خروج عشر سيارات عن العمل سابقاً، بسبب استهدافها المباشر من الطيران الروسي".

وأوضح أنّ "المسعفين ينقلون الجرحى حالياً عبر (الحنتور أو الطنبر)، هي عربة يجرها حصان، لكنها لا تستطيع التحرك دائماً، بسبب الأنقاض والقصف، إذ أدى القصف يوم أمس، إلى إصابة أحد الحناتير وقتل الحصان، في حين يجد بعضهم صعوبة في تأمين غذاء للحصان".





وتابع المصدر: "عملية الإسعاف تحصل مرات بواسطة عربات مخصصة لنقل المواد الغذائية، أو العربات التي تستخدم في عمليات البناء التي تجر يدويا، حيث يوضع المصاب فوقها وهي غير آمنة كونها قد تزيد من خطورة جرح المصاب، خصوصاً إذا كانت الإصابة في الرأس أو العنق".

وفي هذا السياق، ذكر الدفاع المدني السوري في بيان له "تقبع مدينة حلب تحت حصار خانق تفرضه قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، على 279 ألف نسمة معظمهم من النساء والأطفال منذ 94 يوماً، ورافق هذا الحصار استهداف مباشر للمرافق الميدانية والبنى التحتية التي تستخدم لخدمة المدنيين، ومنها محطات توليد الكهرباء، وضخ المياه، والأفران، والمشافي، ومراكز الدفاع المدني".

وأضاف: "تسبّب القصف بخروج جميع المشافي في الأحياء الشرقية عن الخدمة، وفقدان الدفاع المدني أكثر من نصف معداته وآلياته الرئيسة، إثر تعمد قوات النظام استهداف الفرق أثناء قيامها بواجبها الإنساني عند إنقاذ الجرحى، وسحب العالقين من تحت الأنقاض. كما أدّى القصف إلى تدمير مركزين للدفاع المدني من أصل أربعة بالكامل".

وأشار إلى أنه "ما يزال هناك 35 شخصاً عالقين تحت الأنقاض منذ يوم أمس، لم تتمكن فرقنا من الوصول إليهم"، مضيفاً: "مدينة حلب المحاصرة منكوبة بكاملها، وتعيش حاليا كارثة إنسانية بحق المدنيين القاطنين في الأحياء المحاصرة، الذين لا يملكون إمكانية الوصول إلى المواد الغذائية والطبية الأساسية، خصوصاً في ظل النزوح الداخلي الذي تشهده الأحياء الشرقية نحو الأحياء الغربية في حلب المحاصرة، وعدم وجود منازل وملاجئ كافية لإيوائهم وحمايتهم".

كما ناشد الدفاع المدني "جميع المنظمات الإنسانية والإغاثيّة والطبيّة التدخل السريع من أجل وقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في حلب المحاصرة".