حظر النقاب في تشاد يثير انقساماً في صفوف المسلمين

حظر النقاب في تشاد يثير انقساماً في صفوف المسلمين

19 يونيو 2015
النقاب عادة مستقرة في البلاد (فرانس برس)
+ الخط -
يثير قرار منع ارتداء النقاب، إثر اعتداء دامٍ مزدوج في نجامينا نُسب إلى جماعة بوكو حرام، انقسامات في صفوف سكان تشاد البلد المسلم بغالبيته، حيث ستتعرض النساء اللواتي لا يلتزمن بالقرار للتوقيف.

وأعلن رئيس الوزراء التشادي، كالزوبي فهيمي دوبيه، الأربعاء: "يجب أن يتوقف ارتداء البرقع فوراً واعتباراً من هذا اليوم ليس فقط في الأماكن العامة والمدارس، بل في كل أنحاء البلاد".

وأضاف "إن ارتداء البرقع أو أي رداء آخر لا يكشف إلا العينين، هذا التمويه أصبح ممنوعاً".

يُذكر أنّ ارتداء النقاب الذي يغطي الوجه دون العينين أمر شائع في نجامينا منذ أعوام عدة.

ويقول المدرس عبد الصادق جدة (45 عاماً) إن "ارتداء النقاب ليس نتاج الثقافة التشادية، فمصدره مكان آخر كما أن القرآن لا يأتي بتاتاً على ذكره".

وأضاف "أنا كمسلم، أجد أن الناس يبالغون بعض الشيء مع هذا الزي" مشيراً إلى أن "القرار اتخذ من أجل أمننا لأن بإمكان الإرهابيين استغلال امرأة ترتدي النقاب لارتكاب اعتداء".

وتستخدم بوكو حرام منذ ستة أعوام في نيجيريا المجاورة منقبات يخبئن متفجرات تحت ملابسهن الطويلة لارتكاب اعتداءات انتحارية.

لكن قرار المنع بداية شهر رمضان، في بلد تبلغ نسبة المسلمين فيه 53 في المائة مقابل 35 في المائة للمسيحيين، يشكل صدمة للبعض مثل حسن بركة الذي لا يفهم العلاقة بين "النقاب" و"الإرهاب".

وقال "ليس من يضع النقاب يرتكب الاعتداءات، فهذا الزي أصبح من عادات الكثير من التشاديين". واعتبر أنه "من الصعب تطبيق القرار، هناك ربما حاجة إلى بعض الوقت من أجل توعية الناس بذلك".

وهذا القرار السياسي الجذري هو الأول من نوعه في القارة الأفريقية.

وبمواجهة تضاعف التهديدات باعتداءات ترتكبها مجموعات جهادية، اتخذت بعض البلدان مثل تونس خطوات جزئية مشابهة في السابق، لكن أحداً لم يذهب بعيداً مثل تشاد.

وأعلن رئيس الوزراء "صدور أوامر لأجهزة الأمن بدخول الأسواق وجمع كل البراقع التي تُباع وحرقها".

وحذر من أن "كل من يرفضن/ يرفضون الامتثال أو يغامرن/ يغامرون بانتهاك الأمر من خلال ارتداء البرقع سيتم توقيفهم ومحاكمتهم وإدانتهم".

ودعا رجال الدين إلى إبلاغ هذا القرار في "خطبهم" و"أماكن العبادة" و"المساجد".

وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد، الشيخ حسين حسن أبكر، إن المجلس "لا يعتبر قرار الحكومة مخالفاً لمبادئ الإسلام".

وأضاف "تنص الشريعة على أن لجسد المرأة حرمة باستثناء الوجه واليدين، يجب تركها دون غطاء".

اقرأ أيضاً:هجمات "إرهابية" تستهدف العاصمة التشادية وتوقع عشرات القتلى

وفي هذا البلد الذي شهد مواجهات دينية دامية إبان الحرب الأهلية بين العامين 1979 و1982، يحارب الرئيس إدريس ديبي أنتو منذ سنوات عدة بروز أي مجموعات متطرفة ودائماً ما يكرر أن "مدنية الدولة أمر أساسي بالنسبة لتشاد".

بدوره قال الأمين العام لجامعة الملك فيصل في نجامينا، أبكر ولار مودو "لحسن الحظ الإسلام عندنا معتدل. فالمسلمون في تشاد غالبيتهم من الصوفيين وهؤلاء مسالمون بطبعهم".

وأضاف "لكن الإسلام استخدم كأداة. فخلال فترة 1979- 1982 حاول السياسيون دفع المسلمين والمسيحيين باتجاه الفوضى".

ومع تمدد بوكو حرام إلى أبواب نجامينا، تضاعف السلطات التشادية حذرها خشية انتقال الإسلام المتطرف إلى المجتمع حيث تشكل التيارات السلفية والوهابية بين 5 و10 في المائة من المسلمين وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.

وقال أبكر مودو إن "ظاهرة بوكو حرام لا تأثير لها على السكان حتى الآن. لكن الخطر ماثل". مضيفاً أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية "يراقب باهتمام كبير تدريس القرآن والخطب في المساجد وحتى الإذاعة".

وأكد تقرير لفريدوم هاوس (2013) حظر عدد من الجمعيات الإسلامية المتمركزة في الأحياء الفقيرة لممارسة أنشطة اجتماعية "باعتبار أنها تدافع عن أعمال العنف".

وفي مارس/آذار الماضي، قررت السلطات حل جمعية "أنصار السنة المحمدية" السلفية بسبب "الخطر على النظام العام".

وأضاف مودو "بعض الجمعيات تمرر رسائل خطرة محاولة تحريض المسلمين على المسيحيين. لكن حظر جمعية ما فقط لا يشكل حلاً. ليس بإمكانك منع أيديولوجيا بهذه الطريقة لأن ذلك سيؤدي إلى الإحباط".


اقرأ أيضاً:النقاب في تونس يثير جدلاً حول الضرر والحرية الشخصية

المساهمون