حزب المحافظين البريطاني يفوز بأغلبية صريحة في البرلمان

حزب المحافظين البريطاني يفوز بأغلبية صريحة في البرلمان

13 ديسمبر 2019
حزب المحافظين سيحصل على 368 مقعداً (Getty)
+ الخط -
أفاد إحصاء أجراه تلفزيون "آي.تي.في"، اليوم الجمعة، بأنّ حزب المحافظين البريطاني بقيادة رئيس الوزراء بوريس جونسون، فاز بأغلبية صريحة في البرلمان.

وقال تلفزيون "آي.تي.في"، وفق ما نقلت "رويترز"، إنّه مع إعلان نتائج 595 مقعداً من 650 في البرلمان، حصل المحافظون على 326 مقعداً.

وكان استطلاع لآراء الناخبين البريطانيين، قد أظهر، الخميس، أنّ حزب المحافظين سيحصل على 368 مقعداً، الأمر الذي سيمنحه الأرقام التي يحتاجها في البرلمان لتمرير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" يوم 31 يناير/كانون الثاني، فيما علق حزب العمال على هذه النتيجة بالقول إنها "خيبة أمل كبرى".

وأظهر الاستطلاع أنه بحصول حزب المحافظين على 368 مقعداً،  سيكون لديه ما يكفي لأغلبية صريحة في البرلمان المؤلف من 650 مقعداً.

كما أفاد الاستطلاع بأن حزب العمال سيحصل على 191 مقعداً، بينما سيحصل الحزب الوطني الاسكتلندي على 55 مقعداً و"الديمقراطيون الأحرار" على 13 مقعداً.

وستعلن النتائج الرسمية خلال الساعات السبع المقبلة.
وتعقيباً على هذه النتائج، قال جونسون إن حكومته حصلت فيما يبدو على تفويض جديد وقوي لإنجاز انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وقال جونسون بعد أن فاز بمقعده في أوكسبريدج: "في هذه المرحلة يبدو أن هذه الحكومة المحافظة...نالت تفويضا جديدا وقويا ليس لإنجاز بريكست فحسب لكن لتوحيد البلاد والنهوض بها".

وأضاف: "أعتقد أن هذه ستصبح انتخابات تاريخية ستمنحنا الآن، في هذه الحكومة الجديدة، فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني.. لتغيير هذه البلاد للأفضل ولإطلاق إمكانات شعب هذا البلد بأكمله".


"خيبة أمل كبرى" 

في المقابل، قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، إنه لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة بعد أن أقر بأن الليلة كانت "مخيبة بشدة للآمال".

وقال كوربين بعد أن فاز بمقعده الانتخابي في شمال لندن: "هذه قطعا ليلة مخيبة بشدة للآمال بالنسبة لحزب العمال بالنتيجة التي حصلنا عليها".

وأضاف: "لن أقود الحزب في أي حملة للانتخابات العامة المقبلة"، مضيفا أن الحزب الآن بحاجة لفترة من التأمل وأنه سيقود الحزب في وقت يناقش مستقبله.

بدوره، أعلن نائب زعيم حزب العمّال جون ماكدونيل أنّ الهزيمة النكراء التي مني به حزبه في الانتخابات التشريعية المبكرة تمثّل "خيبة أمل كبرى"، معتبراً إيّاها نتيجة "التعب من بريكست"، في إشارة إلى عدم تبنّي الحزب موقفاً حاسماً من هذا الملف.

وقال ماكدونيل لشبكة "سكاي نيوز"، في معرض تعليقه على الهزيمة المدوية التي مني بها حزبه بحسب نتيجة الاستطلاع: "يبدو أنّ موضوع بريكست كان مهيمناً. إنّه ناجم إلى حدّ كبير عن التعب من بريكست".

وأضاف وزير المالية في حكومة الظلّ: "الناس يريدون الانتهاء من هذا الموضوع".

وبشأن مستقبل كوربين، قال القيادي في حزب العمّال وزير الداخلية السابق آلان جونسون: "كنّا نعرف أنّه ليس أهلاً للقيادة. إنه أسوأ من السيئ".

وما إن شاع نبأ فوز جونسون حتى قفز سعر الجنيه الاسترليني بنسبة قاربت 2% مقابل الدولار، و1.6% مقابل اليورو.

وفتحت مراكز الاقتراع البريطانية أبوابها، الخميس، عند الساعة السابعة صباحاً، حيث بدأت عملية التصويت في انتخابات مصيرية هي الأولى في شهر ديسمبر/كانون الأول منذ قرن من الزمن.

وتتميز أيام الشتاء البريطاني بقصرها، حيث تمتد ساعات النهار في العاصمة لندن مثلاً بين 8 صباحاً و4 مساء. كما قد يؤدي الطقس الماطر والبارد إلى تراجع أعداد الناخبين. 

وكان "العربي الجديد" قد استطلع آراء بعض المقترعين الخميس، إذ قالت نيكولا، وهي مواطنة بريطانية: "صوّتّ لصالح العمال لأني أكره الحكومة المحافظة وما تمثله"، مضيفةً: "أكره بوريس جونسون بشكل خاص لأني أجده شخصاً متعجرفاً ومغروراً وعنصرياً وكارهاً للنساء".

وأوضحت: "يعجبني أيضاً برنامج العمال الانتخابي. أعتقد أن الخدمات العامة بحاجة للمزيد من الاستثمار والعمال هم الوحيدون القادرون على فعل ذلك. كما أن الخدمات الصحية الوطنية تعاني من نقص التمويل بسبب المحافظين وتعاني للاستمرار".

وشددت على أنها "تريد حكومة تحمي الخدمات الصحية الوطنية من الخصخصة، وتؤمن بضرورة توفير الخدمات المجانية للجميع في وقت تستثمر في الأفراد العاملين بهذه الخدمات وتحترمهم".

وأشارت إلى أن "التقشف الحكومي تسبب بمعاناة الكثيرين وتسبب حرفياً بوفاة آخرين. أريد نهاية لذلك"، مؤكدةً في المقابل أنها "ترغب في البقاء في الاتحاد الأوروبي. سيوفر العمال فرصة استفتاء آخر على ذلك، بينما يريد المحافظون بريكست مشدداً".

بدوره، قال مواطن آخر، يدعى جوشوا: "صوّتّ لصالح الديمقراطيين الليبراليين. أدعم الإصلاح الذي يطالب به الديمقراطيون الليبراليون. ولا أعتقد أن العمال والمحافظين جادون في التغيير. نحتاج أيضاً إلى إعادة ترتيب التمثيل الانتخابي لتوفير تمثيل أكثر عدلاً". وأضاف: "أدعم موقف الحزب من بريكست. يجب أن نضع حداً لبريكست".

أما أمير، والذي يدرس الدكتوراه في جامعة لندن، فقال: "لم أكن أرى أنا ووالدي مغزى من التصويت. غالباً ما كان الحزبان (العمال والمحافظون) شبيهين ببعضهما، ولذلك كانت التغييرات العامة الآتية منهما ضئيلة".

واستدرك قائلاً: "أما سبب تصويتي لصالح كوربن في هذه الانتخابات، فهو أنني ولأول مرة في حياتي أرى فارقاً حقيقياً بين الأحزاب. جميع المشاركين في بحثي، والذين يمثلون المشاعر المعادية للأجانب ويتبنون الخطاب القومي لأفراد مثل دونالد ترامب، سيصوتون لصالح بوريس جونسون. وكراهيتهم لكوربن واضحة".