حزب الله في بكركي: لا لزيارة فلسطين المحتلة

حزب الله في بكركي: لا لزيارة فلسطين المحتلة

15 مايو 2014
الراعي معروف بتعنّته (موقع بكركي الرسمي)
+ الخط -
لا يزال بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق بشارة الراعي مصرّاً على زيارة إسرائيل في الخامس والعشرين من مايو/ أيار الجاري. أبلغ المعنيين الرسميين بذلك، وردّ على كل الرسائل السياسية التي وصلته مباشرة وغير مباشرة، مبشّراً مرسليها بـ"مجد عظيم" آتٍ إلى القدس والأراضي المقدسة وللموارنة في فلسطين المحتلة. لم يتراجع الراعي، بحسب أوساط المطارنة، قيد أنملة عن قراره، رغم اعتبار الكثيرين هذه الزيارة تطبيعاً مع دولة عدوّة. خطابه تجاه منتقديه ورافضي الزيارة مستمر في حدّته. إلا أنّ ساعة حسم القرار والنقاش اقتربت، بزيارة سيقوم بها الجمعة وفد من حزب الله إلى بكركي (مقرّ الكنيسة المارونية).
طال صمت حزب الله تجاه هذا الملف، على الرغم من كون زيارة الراعي إلى إسرائيل من المفترض ان تمسّه أولاً، نظراً لشعارات "المقاومة" و"الممانعة" والعداء لإسرائيل. واستمر صمت الحزب على الرغم من الأخذ والردّ الإعلاميين المستمرين منذ عشرة أيام. احتفظ الحزب بموقفه، ربما، لاعتبارات سياسية وطائفية ومذهبية. إلا أنّ واقع الأمور تخطّى المعقول بالنسبة لمسؤوليه، وبات من الواجب القول للراعي ما يجب قوله، بكل وضوح. وينتظر جميع المعنيين بزيارة الراعي إلى إسرائيل، من داعمين ومعارضين لها، ما سينقله وفد الحزب إلى الراعي. ويبقى الأهم من كل هذا، اللهجة التي سيستخدمها مسؤولو حزب الله في مخاطبة البطريرك وتقديم وجهة نظرهم من الزيارة. بمعنى لهجة حسم الموقف وحدّته.

وقالت "أجواء" مواكبة لزيارة الحزب إلى بكركي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وفد الحزب يزور بكركي لقول موقفه والاستماع إلى رأي الراعي". وتضيف هذه "الأجواء" أنّ "الحزب غير مقتنع بالحجة الرعوية للزيارة"، مشيرة إلى أنّ الموقف مبدئي حيال هذا الملف. على رأس هذا الموقف أنّ "إسرائيل دولة عدوّة"، وثانياً فهي "تحاول الاستفادة من أي أمر لتكريس نفسها". أي أنّ الحزب يحمل معه إلى مقرّ البطريركية الكثير من النصح والتحذير في آن، تحديداً لجهة اعتبار مسؤوليه أنّ "على الجميع التدقيق بأي خطوة سيقومون بها في ظلّ الظروف القائمة".
ما يوحي بأنّ حزب الله سيكون واضحاً وحاسماً خلال اللقاء مع البطريرك، إذ من المقرر أن يناقش مسؤولوه تفاصيل دقيقة تخصّ الزيارة وحساسيتها. ولو أنهم، بحسب الأجواء المحيطة بهم، "سيتركون الأبواب مفتوحة للنقاش مع الراعي". أي أنهم سيستمعون مطوّلاً إلى التبريرات والتفسيرات التي سيقدّمها البطريرك، من دون أن يعني ذلك اقتناعهم بموقفه. ما قد يتطلّب من الطرفين "أكثر من جلسة وأكثر من لقاء"، بحسب ما تقول إحدى الشخصيات المسيحية المقرّبة من الطرفين، وخصوصاً أن مَن يعرف الراعي جيّداً يدرك تشبّثه عادة برأيه، عن حق أو باطل. وهذا من شأنه تصعيب المهمة على كل مَن يحاول إقناعه بالعكس.

إلا أنّ موقف البطريرك ورغبته الشديدة بزيارة فلسطين، عبر الحواجز الإسرائيلية وبمواكبة شرطتها، ضعف في الأيام الماضية، وخصوصاً بعد صدور بيان رسمي عن المتحدث باسم الفاتيكان، يؤكد فيه عدم طلب رأس الكنيسة الكاثوليكية من الراعي مرافقته في زيارة الأراضي المقدسة. وفي نقطة سوداء أخرى في سجلّ نيّة البطريرك، تأكيد المحيطين به وضع لقاء "عملاء جيش لحد"، أي عملاء إسرائيل في لبنان، على جدول اجتماعاته في فلسطين.