حركوك النجم الجزائري في إنجلترا..انتهى متورطًا في تجارة المخدرات!

حركوك النجم الجزائري في إنجلترا..انتهى متورطًا في تجارة المخدرات!

19 ابريل 2016
النجم الجزائري رشيد حركوك (العربي الجديد)
+ الخط -

يبقى حركوك رائد الهدافين العرب بأكثر من 79 هدفاً من مجموع نحو 260 مباراة لعبها في كل مستويات الدوري الإنجليزي. ويتقدم حركوك على مواطنه الجزائري رياض محرز، الذي يملك في سجله 23 هدفاً من 81 مباراة لعبها مع ناديه ليستر، والدولي المصري السابق أحمد حسام ميدو بـ 22 هدفاً من 95 مباراة.

يتابع عشاق كرة القدم من الجزائريين والعرب تألق الدولي الجزائري رياض محرز مع نادي ليستر الإنجليزي، لكنّ رائد اللاعبين والهدافين الجزائريين والعرب في إنجلترا يبقى دولياً جزائرياً سابقاً آخر اسمه رشيد حركوك.

من يذكر رشيد حركوك؟ قد يجد الكثيرين صعوبة في معرفة هذا الاسم. لكن الذين يعرفون اللاعب الدولي الجزائري السابق، خاصة من عشاق كرة القدم من الجزائريين، قد يتساءلون عن مصير اللاعب الجزائري الأب والإنجليزي الأم، واللندني المولد، الذي تألق في نهاية سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في الملاعب الإنجليزية، وشارك مع المنتخب الوطني الجزائري في مونديال المكسيك عام 1986.

ويبقى حركوك رائد الهدافين العرب بأكثر من 79 هدفاً من مجموع نحو 260 مباراة لعبها في كل المستويات، من المستويات المُتدنية إلى دوري الدرجة الأولى كما كان يسمى حينها، أو الدوري الإنجليزي الممتاز كما يسمى حالياً.

ويتقدم حركوك على مواطنه الجزائري رياض محرز، الذي في سجله الآن 23 هدفاً من 81 مباراة لعبها مع ناديه ليستر، أغلبها هذا الموسم في الدوري الممتاز، وقليل منها فقط في دوري الدرجة الأولى، الذي ساهم محرز في أول موسم له في 2014 مع ليستر في انتشاله منه.



وبعد محرز يأتي في ترتيب الهدافين العرب، الدولي المصري السابق أحمد حسام ميدو، بـ 22 هدفا من 95 مباراة لعبها في الملاعب الإنجليزية، سواء في الدوري الممتاز أو دوري الدرجة الأولى، وغالبيتها مع نادي توتنهام اللندني، ثم نادي ميدلزبروه، وويست هام، ويغان ومباراة واحدة مع بارنزلي.

وتألق حركوك بشكل لافت مع نادي نوتس كاونتي، الذي ساهم في صعوده إليه من الدرجة الثانية في 1981، بتسجيل هدف الفوز الثاني أمام نادي تشلسي. كان يوماً تاريخياً في مسار اللعب، واسمه الكامل رشيد بيتر حركوك، الذي وُلد في تشلسي.

في تشلسي بدأ رشيد حركوك يداعب الكرة، قبل أن يجرب حظه، وهو في السادسة عشرة من العمر في نادي المنطقة الثاني، أي فولهام، لكن برغم أنه استطاع تسجيل خمسة أهداف في مباراة ودية واحدة إلا أن الفريق لم يمنحه عقداً. كان لذلك القرار أثر صادم على الفتى رشيد، الذي قرر وهو في تلك السن المبكرة اعتزال لعب الكرة.

بعد مغادرته الدراسة، وهو في الـسابعة عشرة اشتغل حركوك كهربائيا وفي صناعة مقاعد الطائرات. لم تكن عودته إلى لعب كرة القدم إلى عن طريق ناد للهواة في مباريات دوري الأحد للهواة، أين جذبت مهاراته مسؤولي نادي شيرتسي تاون، في ضواحي لندن، الذي تعاقد معه عام 1974، واستطاع اللاعب الشاب، الذي كان في الثامنة عشرة حينها من فرض نفسه في الفريق الأول، وسجل 15 هدفاً في 40 مقابلة مع النادي، قبل أن ينتقل إلى نادي فيلتهام في الضاحية الغربية للندن.

كيف جذب أنظار من سيصبح مدرب برشلونة وإنجلترا؟
جذب تألق حركوك في فلتهام أنظار تيري فينبلز، مدرب نادي كريستال بالاس، حينها، الذي سيصبح مدرب المنتخب الإنجليزي في التسعينيات، ونادي برشلونة الإسباني في الثمانينيات.

ضم تيري فينبلز حركوك إلى نادي كريستال بالاس في عام 1976، واستطاع اللاعب الجزائري أن يثبت جدارته في الميدان، وتحول إلى معشوق جماهير النادي، خاصة أنه قاد النادي إلى الصعود إلى دوري الدرجة الثانية، بهدف "خرافي" بضربة مقصيّة، وفي الدقيقة الأخيرة، وفي آخر مباراة للموسم أمام نادي ريكسام.

واصل رشيد حركوك تألقه مع كريستال بالاس، وكان أكثر اللاعبين جذبا للجماهير، كما تؤكد شهادات تاريخية موثقة لتاريخ النادي، الذين كان عدد كبير منهم يتوافد على ملعب النادي "سالهرست بارك" فقط لمشاهدة Rash the Smach" " كما كان يسمونه أي (راش نسبة الى رشيد ساحق الكرة)، نسبة لقوة تسديداته. كما كان يسمى "العنكبوت" لطريقته الخاصة في المراوغة، والتلاعب بالكرة.



ومن المواقف، التي مازالت تُذكر عن حركوك في "سالهرست بارك"، في المباراة، التي جمعت كريستال بالاس بنادي فولهام، حين تدخل الإيرلندي جورج باست بقوة على زميل حركوك، إيان ايفنس، ليتركه ساقطاً على الأرض وهو يصرخ من شدة الألم، ليتضح أنه تعرض لكسر في قدمه. حرك الحادث حركوك ليقطع كامل الميدان تقريباً ركضاً، وينقض على جورج باست، وكاد يخنقه لولا تدخل الحاضرين.

حين عثرت الشرطة بحوزته على 250 ألف دولار مزورة
برغم تألقه في النادي إلا أنه لم يعمر فيه إلا موسمين، ليخرج منه من الباب الضيق بعد تورطه مع زميله في النادي باري سيلكمان، في فضيحة من العيار الثقيل، حيث عثرت الشرطة البريطانية بحوزة اللاعبين على ما قيمته 250 ألف دولار مزورة.

اضطر نادي "كريستال بالاس" إلى تسريح اللاعبين، فالتحق حركوك بنادي كوينز بارك راينجرز عام 1979 مقابل 150 ألف جنيه إسترليني، لكن مسيرته مع الفريق لم تكن موفقة، ليلتحق في الموسم المقبل بنادي نوتس كاونتي مقابل 50 ألف جنيه إسترليني.

ويعتبر نوتس كاونتي، أقدم ناد لكرة القدم في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1862 أي قبل حتى تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. ويرجع الفضل للنادي في وضع أسس لعبة كرة القدم الحديثة، ومن بينها التسلل. ويعد نوتس كونتي أيضا من أول الفرق التي تعتمد الألوان المميزة لقمصانها، حيث اختار الأبيض والأسود المخطط كألوان مميزة له، وهي الألوان التي استعارها منه نادي يوفنتوس الإيطالي لاحقاً.

واستطاع رشيد حركوك أن يندمج بسرعة في نوتس كاونتي، وفي أول موسم له معه، وساهم في تحقيق صعوده إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي في 1981 بتسجيل هدف الفوز الثاني أمام نادي تشلسي.

في وقت لعب حركوك ما مجموعه 144 مباراة مع النادي سجل فيها 40 هدفاً، من بينها نحو 16 هدفا في دوري الدرجة الأولى (الدوري الممتاز حالياً)، الذي غادره النادي بعد موسمين فقط، ليهبط إلى الدوري الدرجة الثانية، ثم سرعان ما تتعقد مشاكله، ليسقط في الموسم التالي أي في 1985 إلى دوري الدرجة الثالثة.

مشاركته مع الجزائر في مونديال 1986
في بداية 1986 ومع استعداد الجزائر لكأس العالم في المكسيك، الذي تأهلت له، فوجئ الجزائريون باسم اللاعب رشيد حركوك، الذي استدعاه المدرب الوطني رابح سعدان، لمباريات تحضيرية للمنتخب. وأثار استدعاؤه، حينها جدلا، وشائعات حينها، من بينها حديث عن وساطات وحتى ضغوط مورست من نافذين في السلطة، على سعدان لاستدعاء اللاعب، الذي يلعب في الدرجة الإنجليزية الثالثة، بينما هناك لاعبون محترفون من أصول جزائرية يلعبون في فرنسا خاصة، في مقابل توفر الجزائر حينها على ترسانة من اللاعبين المحليين لعبوا دوراً في تأهل الجزائر إلى كأس العالم.

وإن كانت هذه الضغوط، كما اتضح في الأخير، حقيقية، ولعبت دوراً حتى في "تسميم" الأجواء داخل الفريق وساهمت في أدائه المرتبك في مونديال 1986، مقارنة بأدائه المميز في مونديال إسبانيا عام 1982، رغم مباراة بطولية أمام البرازيل، خسر فيها المنتخب الجزائري بهدف وحيد.

ولكن المدرب رابح سعدان، كانت مقاربته فيما يبدو في اختيار حركوك في قائمة 22 المشاركين في مونديال المكسيك، رغم أنه لم يبد تلك المهارات الخارقة في المباريات التحضيرية، التي لعب مباراتين فقط فيها، هي أن القرعة أوقعت المنتخب الجزائري في أول مباراة له مع أيرلندا الشمالية، وهو في حاجة إلى مهاجم يلعب على الطريقة البريطانية.


لكن اللافت أن سعدان لم يقحم حركوك في تلك المباراة، إلا في الدقيقة 33 بعد إصابة رابح ماجر. وما عدا مخالفة نفذها مرت فوق القائمة لم يقدم حركوك الشيء الكثير في هذه المباراة، التي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لهدف.

ولم يلعب حركوك المباراة الثانية للمنتخب الجزائري، والتي خسرها بصعوبة بهدف لصفر أمام البرازيل، لكن سعدان أقحمه في المباراة الأخيرة أمام إسبانيا، كمهاجم وحيد، في واحدة من أغرب خطط سعدان حينها، التي ما زالت تثير الجدل، وكلفت حينها الجزائر، خسارة ثقيلة بثلاثة أهداف نظيفة، وأسفرت عن خروج المنتخب من المونديال.

وبعد مشاركته في مونديال المكسيك، عاد حركوك لناديه نوتس كاونتي، لكن سرعان ما اعتزل اللعب نهائياً في 1986 بسبب الإصابة. واستقر حركوك في قرية اسمها برتون جويس، وتحول إلى العمل التجاري، وفي أغسطس /آب من عام 2011، صدر حُكم بسجنه لمدة 28 شهراً بعد إدانته بالتورط في المتاجرة المخدرات.

المساهمون