حادثة إطلاق نار يوميّاً في أميركا...ولاس فيغاس الأكثر دموية

أميركا تشهد حادث إطلاق نار كل يوم تقريباً.. ولاس فيغاس الأكثر دموية

03 أكتوبر 2017
عنف السلاح يعدّ عنصرًا أساسيًّا في الحياة الأميركية(سكوت أولسون/Getty)
+ الخط -
الأحداث المرعبة التي وقعت في لاس فيغاس، ليلة الأحد، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، مثّلت واقعة إطلاق النار العشوائي الـ273 من نوعها في الولايات المتّحدة خلال الـ275 يومًا الأخيرة.

تلك الأرقام التي يكشف عنها موقع "نيوزويك" الأميركي، مستندًا إلى سجلّات عنف الأسلحة النارية، تدلّل على أنّ حوادث إطلاق النار العشوائي تتكرّر بشكل شبه يومي في الولايات المتحدة، لكن ما حدث في لاس فيغاس كان الأكثر دمويّة قياسًا بحوادث إطلاق النار السابقة.

إضافة إلى تلك المجزرة، فإن حوادث إطلاق النار الأربعة الأكثر دموية في الولايات المتّحدة وقعت على مدار السنوات العشر الماضية، بحسب الموقع، علمًا أن "إطلاق النار العشوائي"، كما يعرّفه أرشيف عنف الأسلحة، هو أي حادث "يصاب فيه/أو يقتل أربعة وما فوق في واقعة واحدة، وتوقيت واحد، وموقع واحد، بما لا يشمل مطلق النار".

وقياسًا مع ذلك، فقد سجّلت أكثر من 11 ألفًا و600 حالة وفاة مرتبطة بعنف الأسلحة النارية، حتّى الآن، في عام 2017، وهو ما يعادل تقريبًا عدد قتلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001. وبالمقارنة مع ذلك، فقد قتل أكثر من 15 ألفًا بعنف الأسلحة في 2016، ووقعت 383 حادثة إطلاق نار عشوائي.

ويضيف تقرير الموقع، أن عنف السلاح يعدّ عنصرًا أساسيًّا في الحياة الأميركية، إذ تصنّف الولايات المتّحدة رقم 1 في العالم من حيث عدد الأسلحة النارية للفرد، بنسبة 88.8 سلاحًا ناريًّا لكلّ 100 شخص، ولديها أيضًا أعلى معدّل جرائم قتل بواسطة الأسلحة النارية في دول "العالم المتقدّم". ويفصّل التقرير أن المشكلة متوطّنة ومزمنة، حيث أصبح عنف الأسلحة النارية ثالث الأسباب الرئيسية للوفاة للأطفال في الولايات المتحدة، والذين يموت منهم سنويًّا 1297 طفلًا بالمعدّل من جراء ذلك، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "طب الأطفال" في يوليو/تموز الماضي.

وإجمالًا، ترتبط الأسلحة النارية أيضًا بحوالى 33 ألف حالة وفاة في الولايات المتّحدة سنويًّا، بحسب "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، غير أنّ ثلثي تلك الوفيّات تقع بدافع الانتحار.

ووفقًا لـ"مركز بيو للأبحاث أيضًا"، فثمة غالبية من الأميركيين (من الحزبين الجمهوري والديمقراطي) تؤيد بعض مقترحات سياسة الأسلحة؛ مثل تلك التي تمنع الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية من شراء البنادق؛ وحظر شراء الأسلحة على أولئك الممنوعين من السفر بين الولايات، أو الموضوعين على قوائم المراقبة؛ وإجراء تحريّات حول خلفيّات مبيعات الأسلحة الخاصة، والمبعات في معارض الأسلحة النارية.

لكن ما يحول دون احتمال سنّ أي تشريع جديد للرقابة على الأسلحة، أقلّه في المستقبل القريب، هو، وجود أغلبية جمهوريّة مسيطرة في البيت الأبيض والكونغرس، ذات روابط وثيقة بمجموعات السلاح القوية.