حائزو الدولار في مصر يرفضون بيعه

حائزو الدولار في مصر يرفضون بيعه

17 يوليو 2016
عطاءات البنك الدولارية غير قادرة على تلبية احتياجات السوق
+ الخط -


اشتكي مستوردون من عدم توافر الدولار بالسوق السوداء وإحجام شركات الصرافة عن البيع، بحجة عدم توافره، في حين أكد عاملون بشركات الصرافة أن السوق يشهد حالة شلل رغم الزيادة الكبيرة لسعر العملة الأميركية في الأسواق، مرجعين ذلك إلى عزوف حائزي الدولار عن البيع في انتظار تخفيض رسمي جديد لسعر الجنيه.
وارتفع الدولار في السوق السوداء إلى ما يتراوح بين 11.45 و11.55 جنيها خلال الأيام الماضية، في حين استقرت أسعاره الرسمية عند نحو 8.88 جنيهات للبيع.

وقال عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، أسامة جعفر، لـ"العربي الجديد"، إن شركات الصرفة تمتنع عن بيع الدولار للمستوردين، وتتذرع بعدم توافره، وتؤجل تنفيذ الطلبات.
واتهم جعفر شركات الصرافة بتخزين العملة الصعبة للاستفادة من الربح المتوقع بعد خفض الجنيه رسميا، وتوقعات الشركات بكسر الدولار لحاجز 13 جنيها بالسوق السوداء.

ولفت النظر إلى أن عدداً كبيرأ من المستوردين يشتكون من عدم توافر الدولار، ما قد يؤثر على تدفق حركة السلع للسوق المصري.
وقال مستورد أدوات منزلية وكهربائية، محمد الشريف، لـ"العربي الجديد"، إن شركات الصرافة لا توفر حتى نصف الكميات المطلوبة للمستوردين من الدولار، بحجة شحه، موضحاً أنه طلب 500 ألف دولار، ولكن تم توفير 200 ألف فقط ومن 3 شركات.

وأكد رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية في القاهرة، أحمد شيحة، لـ"العربي الجديد"، أن غالبية المواطنين الآن يتاجرون في الدولار، واصفاً الأزمة بأنها مفتعلة من الحكومة.
وأضاف أن سعر الدولار بالسوق السوداء شهد عدة قفزات منذ تلميحات محافظ البنك المركزي طارق عامر عن احتمال خفض الجنيه أمام الدولار.
وأشار إلى أن هناك سوء إدارة لملف النقد الأجنبي وأن الشائعات أثرت بشكل كبير على العملة في مصر.
وكان محافظ البنك المركزي، قد ألمح في تصريحات صحافية سابقة إلى أنه قد يتحرك لخفض سعر صرف الجنيه رسمياً خلال الفترة المقبلة.

وفي المقابل، أكد عاملون بشركات صرافة أن هناك شحاً للدولار في الأسواق بسبب امتناع المواطنين عن بيعه وضعف موارد النقد الأجنبي وعدم قدرة عطاءات البنك المركزي الدولارية على تلبية احتياجات السوق.
وقال ناصر حماد، مدير إحدى شركات الصرافة بالقاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن سوق الصرف يشهد حالة من الشلل، نتيجة لإحجام حائزي الدولار عن البيع، ورفض عدد كبير من الشركات عملية البيع انتظاراً لصعود جديد لسعر الدولار رسمياً وفي السوق السوداء.

وأضاف أن عدداً كبيراً من المواطنين يأتون ويسألون عن الأسعار، ويرفضون البيع، ترقباً لزيادات جديدة في سعره.
وأكد موظف بإحدى شركات الصرافة، فؤاد عبد اللطيف، لـ"العربي الجديد"، أن دخول مواطنين لسوق جمع الدولارات لتحقيق مكاسب فاقم ازمة العملة الأميركية.

وتعاني مصر نقصاً حاداً في السيولة الدولارية الفترة الأخيرة، ما دفع البنك المركزي في شهر مارس/آذار الماضي لتخفيض العملة المحلية أمام الدولار بقيمة 14% للسيطرة على أسعار السوق السوداء إلا ان الأزمة تفاقمت.
وكان صندوق النقد الدولي قد طالب البنك المركزي في أكثر من مناسبة بتبني سياسة سعر صرف مرنة للعملات الأجنبية تتحكم فيها مستويات العرض والطلب.


المساهمون