جنين تقاطع منتجات الاحتلال بهدوء

جنين تقاطع منتجات الاحتلال بهدوء

25 يوليو 2014
السمك الفلسطيني يعاني صعوبة المنافسة (محمد عبد/فرانس برس/getty)
+ الخط -

مع ازدياد مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، توسعت حملات مقاطعة الاحتلال ومنتجاته في الضفة الغربية المحتلة، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع الفيديو والمنشورات، التي تشجع الناس على المقاطعة الاقتصادية، رافق ذلك بعض النشاطات السريعة على الأرض، في مدن رام الله ونابلس والخليل وطوباس وغيرها، أما في جنين فالأمر مختلف نوعا ما.

منذ سنوات طبقت جنين مقاطعة المنتجات الإسرائيلية على الأرض خطوة خطوة، وبهدوء، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع جديدة أو توسيع مشاريع قائمة، كمحاولة لسد حاجة السوق الفلسطينية، لأصناف من المنتجات الزراعية، التي اعتاد الناس على استهلاكها من أيدي الإسرائيليين.

ومن أهم الأعمال، التي خففت المنتج الإسرائيلي في سوق جنين، توسيع زراعة البطاطا والتفاح والجزر والبطيخ، وحديثا تربية الأسماك وزراعة الأفوكادو والنخيل.

سمك وطني

"بالنسبة إلى تربية الأسماك، هناك خمس برك في جنين، كل واحدة تتسع لستة آلاف سمكة، تم بناؤها بتمويل من البرازيل، ورغم أن كمية الإنتاج ما زالت متواضعة، لكنها تخفف شراء السمك الإسرائيلي، مع العلم بأن ما نسبته 100 في المائة من الأسماك الطازجة مصدره الاحتلال، أما المجمد فيأتي من فيتنام والبرازيل ومناطق أخرى، واليوم في جنين يوجد سمك وطني". قال منذر صلاح نائب مدير وزارة الزراعة في جنين.

نجح مشروع تربية الأسماك رغم صعوبة التسويق، وضعف تكافل التاجر الفلسطيني مع منتجه المحلي، وقلة خبرة مزارعي جنين في تربية السمك. يقول مربي الأسماك، أسامة أبو الرب، من بلدة قباطية في جنين: "إذا أردنا الوطن، فيجدر بنا التخلي عن الرفاهية، حتى لو كان المنتج الإسرائيلي أفضل، وهو ليس كذلك، علينا نبذه".

ويضيف أبو الرب، الذي ربى 21 ألف سمكة في ثلاث دورات: "عندي الآن 6 آلاف سمكة من النوع المسمى (مشط)، وهذا يعني أن المواطن الفلسطيني سيستغني عن 6 آلاف سمكة من انتاج الاحتلال، أضف إلى ذلك أنني عند نهاية دورة التربية، سأستفيد من ماء البركة في ري محصول الفراولة، الذي أزرعه هنا في أرضي.. هل تعلم أن الماء الذي يسبح فيه السمك يحتوي على عناصر تفيد التربة أكثر من كل الأسمدة؟".

وكان أبو الرب قد اشترى فراخ الأسماك، التي رباها في بركته أول مرة، من شركة إسرائيلية، لكنه استطاع، بعد خبرة وتجربة، الاستغناء عن الفراخ الإسرائيلية، إذ راقب بعض الأسماك تبيض في بركته وتنتج الفراخ، رغم حرص الشركات الإسرائيلية على بيعه أسماكا تُربى ولا تُفرخ. "أنا زرت برك تربية الأسماك الإسرائيلية في منطقة بيسان المحتلة، أقسم لك يربونها في مياه معالجة"، يؤكد.

صعوبة في التسويق

وعن موضوع التسويق، أكد منذر صلاح، أن هناك صعوبات لكنّ هناك أيضا حلولاً "في المستقبل سيزيد الإنتاج، وسنحميه بالإغلاق التام أو الجزئي على دخول المنتج الإسرائيلي".

ورغم أن مشروع السمك، وغيره، لم يبن تحت عنوان "مقاطعة الاحتلال"، إلا أنه في النتيجة يؤدي اللازم بهدوء، مع العلم بأنّ هناك أصنافاً في جنين، مثل "صيصان الدجاج"، يمنع استيرادها قطعياً من الاحتلال لأنها متوافرة في جنين.

المساهمون