ذكرت مصادر إعلامية وعسكرية أن مصر أرسلت أخيراً قوات مسلحة إلى ريف حلب ومحيط إدلب شمالي سورية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.
وذكرت وكالة "الأناضول" أن مصر أرسلت 150 جندياً إلى سورية دخلوا عبر مطار حماة العسكري، وانتشروا لاحقاً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي.
وأوضحت أن الجنود المصريين ينتشرون في منطقة خان العسل بريف حلب الغربي، ومحيط مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، وهم مزودون بأسلحة خفيفة "برفقة المجموعات الإرهابية التابعة لإيران على خطوط الجبهة ضد فصائل المعارضة السورية المعتدلة"، بحسب الوكالة.
من جهتها، نقلت وكالة "شاهد" الإخبارية السورية المحلية عن مصدر عسكري من المعارضة السورية تأكيده وصول مقاتلين مصريين "للقتال إلى جانب قوات النظام والمليشيات الطائفية في شمال سورية".
"الأناضول": الجنود المصريون ينتشرون في منطقة خان العسل بريف حلب الغربي، ومحيط مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي
وقالت الوكالة السورية إن نحو 150 عنصراً وصلوا، منذ شهر ونصف شهر، إلى ريف حلب، للقتال إلى جانب قوات النظام، ومن المتوقع وصول أعداد أكبر منهم خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنهم رُصد انتشارهم على محاور ريف حلب، وخاصة في نقطة رئيسية على محور بلدة خان العسل جنوب غرب حلب.
وأشارت إلى وصول عناصر آخرين قبل أيام إلى مدينة سراقب شرق إدلب في مهمة استطلاعية.
وأوضحت أنّ المقاتلين "يتمركزون في قطاع خاص بهم، ولا يقاتلون ضمن تشكيلات قوات النظام، ولم يشاركوا حتى الآن في عمليات القصف".
وقالت الوكالة إنها حصلت على تسجيلات صوتية تثبت وجود ضباط وعناصر مصريين في المناطق المذكورة.
وتعليقاً على هذه المعلومات، قال القيادي في فصائل المعارضة السورية، العميد فاتح حسون لـ"العربي الجديد"، إن "الملف الليبي يعتبر من الملفات عالية الأهمية والتأثير بالنسبة إلى مصر، ويبدو أن سورية أصبحت ساحة لتبادل الرسائل". وأضاف أن "وجود جنود مصريين ينتشرون في منطقة خان العسل بريف حلب الغربي، ومحيط مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، هي رسالة مصرية إلى تركيا بأن الوجود العسكري لتركيا بالقرب من الحدود المصرية بشكل داعم لمن لا ترغب فيه مصر، سيقابله وجود عسكري لمصر بالقرب من الحدود التركية بشكل داعم لمن لا ترغب فيه تركيا".
وأوضح أن "نظام الأسد استعان منذ فترة طويلة بخبراء عسكريين مصريين، وذلك بطلب روسي"، و"لكن العلاقة المصرية الأميركية حالت دون استمرار ذلك وزيادته، ولكن أخيراً، وقفت أميركا إلى جانب تركيا في ليبيا، وهذا ما لم ترضَ عنه مصر، فتشجعت بأن تلبي المطالب الروسية السابقة في سورية، لترسل بذلك أيضاً رسالة إلى واشنطن".
ورأى حسون أن هذه التحركات التي يُكشَف حالياً عنها إعلامياً، هي "متابعة من قبل الدول المعنية والمهتمة بشكل كثيف، ومعرفتها لا تكون بالنسبة إليها بتسريب من هنا أو هناك، ووجود جنود مصريين في سورية بالقرب من مناطق فيها قوات إرهابية تتبع للحرس الثوري الإيراني ليس مفاجئاً أو سراً عميقاً، لكن تداول إعلامه حالياً يعني أنه انتقل من الحيز الاستخباري ليصبح بشكل مكشوف فوق الطاولة، ويجري كشفه للمعالجة".
وأعرب القيادي السوري عن اعتقاده بأن "الولايات المتحدة كغيرها من المعنيين لن تكون راضية عن هذه الخطوة، وستتدخل من خلال قانون قيصر تدريجاً، ولا سيما أنّ تلويحاتها به كانت مفهومة من قبل المتورطين بدعم نظام الأسد".