جريمة قتل كل ثلاثة أيام في إسرائيل

جريمة قتل كل ثلاثة أيام في إسرائيل

13 مايو 2014
الطبيعة المشحونة بالتوتر والعنف تميّز الإسرائيليين (إيليا يافيموفيتش/Getty)
+ الخط -

لا يختلف اثنان في حقيقة تفشي العنف في قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي. وتعاظمت الجريمة في إسرائيل إلى حد أكدت فيه المعطيات الرسمية للشرطة الإسرائيلية، وقوع ألف مخالفة جنائية في إسرائيل كل يوم، مع جريمة قتل واحدة كل ثلاثة أيام، ومحاولة قتل كل يوم ونصف اليوم.

ووفقاً للمعطيات الرسمية للشرطة الإسرائيلية عن العام 2013 فقد وقعت خلال العام الماضي، 365.137 جريمة في إسرائيل، أي بمعدل ارتفاع بلغ 1.75 في المئة، مقارنة مع العام الذي سبقه.

في المقابل، تبين المعطيات الرسمية أن فرص واحتمالات القبض على المجرمين في إسرائيل ارتفعت هي الأخرى، ولكن بدرجة أقل من نسبة الجرائم نفسها.   

وتشكل جرائم السرقة والاعتداء على ممتلكات الآخرين، النسبة الأكبر من بين الجرائم المرتكبة في إسرائيل وتبلغ 43 في المئة من مجمل الجرائم. بعد ذلك، تأتي جرائم تخريب النظام العام كالمشاجرات وأعمال الشغب (30 في المئة)، بينما يصل حجم جرائم التخريب والاعتداءات إلى 13 في المئة. أما جرائم الآداب والجنس والبغاء فتشكل 7 في المئة، وجرائم النصب والاحتيال 4 في المئة، فيما تشكل جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي واحدا في المئة من مجمل هذه الجرائم.

ووفقا لمعطيات الشرطة الإسرائيلية، فقد وقعت 120 جريمة قتل خلال العام الماضي، 114 جريمة منها على خلفية جنائية، و6 جرائم على خلفية قومية (المقصود بهذا التعبير أن إسرائيليين قتلوا في عمليات فلسطينية).

ورصدت الشرطة الإسرائيلية الخلافات داخل الأسرة باعتبارها العامل الأكثر شيوعا لجرائم القتل (31 جريمة)، ووقعت 15 جريمة قتل، إثر خلاف بين الزوجين، مقابل 14 جريمة قتل إثر شجار أو نقاش حاد.

أما جرائم القتل ضمن حرب العصابات فحصدت 9 قتلى، فيما قُتل 39 شخصاً في إسرائيل على خلفية جنائية مختلفة. وتمكنت الشرطة من حلّ 40 جريمة فقط ومعرفة هوية مرتكبيها. لكن معطيات الشرطة بيّنت في المقابل ارتفاعا في محاولات جرائم القتل بنسبة 9.5 بالمئة مقارنة مع العام 2012.

ويبيّن التقرير الرسمي لشرطة إسرائيل في هذا السياق ارتفاع نسبة الجريمة في صفوف الفتيان (أقل من 18 سنة)، إذ يرتكب الفتيان في إسرائيل 75 جريمة ومخالفة جنائية يوميا. وقد ارتكب الفتيان 27497 جريمة خلال العام 2013، مقابل 26497 في العام 2012. ويشير التقرير إلى ارتفاع كبير في مجال جرائم المخدرات والسموم بنسبة 18 في المئة مقارنة بالعام 2012.

ويرجع المراقبون هذا التدهور إلى الطبيعة المشحونة بالتوتر والاحتلال والقوة والعنف التي تميز الإسرائيليين، ناهيك عن أجواء التحريض العنصري ضد الفلسطينيين في الداخل والتأييد المتنامي لعمليات التنكيل بالفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال. وقد تجلّى ذلك في حادثة الجندي الإسرائيلي الذي شهر سلاحه في وجه فتية فلسطينيين في الخليل قبل أسبوعين من جهة، وتعاظم نشاط عصابات "جباية الثمن" التي توجه اعتداءاتها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني من جهة أخرى.

في المقابل، فإن العجز وغياب الردع من قبل المؤسسة القضائية وتكاسل الشرطة الإسرائيلية يشكلان عاملاً مساعداً لتفشي الجريمة، خاصة بعد أن زرعت الحرب بين عصابات عالم الجريمة المنظمة الهلع في قلوب الإسرائيليين وفي بلداتهم، بفعل التصفيات المستمرة بين عناصر عصابات الإجرام التي أودت بحياة ضحايا تصادف وجودهم في المكان وقتلوا خلال تبادل إطلاق النار أو عن طريق الخطأ لاعتراضهم طريق القتلة.