جرائم الحرب تلاحق شارون في قبره

جرائم الحرب تلاحق شارون في قبره

12 فبراير 2014
+ الخط -
كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، في تقرير مفصل عن مجزرة جديدة نفذها أريئيل شارون بحق العرب الرحّل من البدو الفلسطينيين في عام 1972 تحت غطاء مناورة عسكرية سرية للجيش الإسرائيلي عشية حرب تشرين تحت اسم "عوز" كان هدفها محاكاة حالة حرب مع مصر، والقيام بمناورة لاجتياز قناة السويس ونقل المعارك إلى الضفة الغربية للقناة.

وقالت الصحيفة إن كتاباً جديداً نشر بالإنكليزية قبل نحو شهر، وضعه عسكري إسرائيلي سابق، يكشف أن شارون قام قبل أسابيع من أكبر مناورة عسكرية في النقب نفذها الجيش الإسرائيلي بتاريخ 20 فبراير/ شباط 1972، بحضور رئيسة الحكومة، آنذاك غولدا مئير باقتلاع وترحيل 1500 عائلة فلسطينية بدوية من أراضيها في أبو عجيلة، تحت جنح الظلام وبتهديد السلاح، ومن دون السماح لهم بأخذ متاعهم، وأجبرهم على السير لعدة كيلومترات سيراً على الأقدام رغم هبوط درجات الحرارة للصفر، مما أسفر عن وفاة 40 فرداً من أبناء القبيلة وجلّهم من الأطفال والشيوخ.

الكشف عن مجزرة عمرها 42 عاما بحق عرب ابو عجيلة

وقالت "هآرتس" إن أمر هذه المأساة ظل سراً طيلة 42 عاماً، ولم يتم تقديم أي من القادة العسكريين أو الجنود للمحاكمة، على الرغم من تقديم تقرير رسمي مدعم بالشهادات، من قبل "يتسحاق بيلي" أحد ضباط الجيش الإسرائيلي حينها.

وأفادت الصحيفة بأن أمر هذه المجزرة وثق للمرة الأولى في كتاب جديد عن سيرة شارون أصدره مراسل الصحيفة السابق "دافيد لنداو" ونشر مؤخراً باللغة الإنكليزية.

ووفقاً للصحيفة فإن البدو الذين تم ترحيلهم ليلاً تحت تهديد السلاح، ينتمون لقبائل الترابين، وأن الضابط الشاهد كان على علم بأمر الطرد وموت أبناء القبيلة تحت وطأة البرد الشديد من أحد شيوخ قبيلة الترابين عندما التقاه في العريش في مطلع فبراير/ شباط 1972، وقام بزيارة لموقع دفن الضحايا وجمع الشهادات ورفع تقريراً رسمياً للقادة العسكريين، بمن فيهم رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك، دافيد العزار.

ويكشف بيلي للصحيفة أنه بعد سماع شهادات مشايخ البدو وزيارة القبور، سأل عدداً من ضباط الجيش عن هذه العملية فأبلغوه في مقر الإدارة العسكرية أنه "تم إخلاء البدو" بأوامر القائد العسكري للمنطقة، أريئيل شارون، وأن الأخير معني على ما يبدو باستغلال الأراضي التي طرد منها البدو لإقامة مستوطنات يهودية. ووفقاً لشهادة بيلي، فإنه رفع تقريراً حينها للقائد العسكري العام  في المنطقة، الجنرال شلومو جزيت الذي وعده بفحص الأمر. لكنّ شيئا لم يحدث ولم يتم إرجاع أهالي أبو عجيلة إلى أراضيهم. ومع أنه توجه لمراسل هآرتس آنذاك، "مردخاي أرتسيالي" إلا أن الأخير لم ينشر شيئاً عن القضية.

ويقول بيلي في الكتاب إن الأمر وصل في نهاية المطاف لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، العزار دادو، ومن ثم لشارون، الذي ادعى أمام بيلي أنه لم يعرف بما حدث للبدو، علماً بأن العملية تمت وفق أوامره هو. وقالت الصحيفة إنه لغاية اليوم لا يزال غير معروف أي وحدة من الوحدات العسكرية قامت بالعملية، كما أن "شلومو جزيت"، ادعى أنه لا يذكر الحادث.

وتذكر الصحيفة في السياق نفسه أن شارون كان قبل أسابيع من إصدار أوامره بطرد عرب ابو عجيلة من قبيلة الترابين، قد طرد 1500 بدوي فلسطيني من رفح وأقدم على هدم بيوتهم ومنازلهم لإقامة مستوطنة إسرائيلية عليها لاحقاً، هي "يميت"، التي تم هدمها بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر. فقد قال شارون، وبناءً على إشارة من وزير الأمن الإسرائيلي حينها، موشيه ديان، بأنه سيكون جيداً لو أخليت منطقة رفح من السكان العرب لإقامة مستوطنات يهودية في المكان، بعملية ترحيل وطرد جماعية بدأها بتاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 1972 وتم خلالها طرد 1500 فلسطيني من قبائل الرميلات وغالبيتهم من الفلاحين وليسوا من البدو الرحّل، والاستيلاء على أراضيهم التي بلغت مساحتها آنذاك 140 ألف دونم. وقد بررت وزارة العدل الإسرائيلية بأثر رجعي العملية عبر قبولها بحجج وزارة الأمن الإسرائيلية التي ادعت أن العملية كانت لأهداف عسكرية ولحماية مصالح أمنية من الدرجة الأولى.