تونس: استنفار بعد تسجيل حالة وفاة بحمى غرب النيل

تونس: استنفار بعد تسجيل حالة وفاة وإصابات بحمى غرب النيل

02 أكتوبر 2018
اليقظة مستمرة بشأن أي تطورات (Getty)
+ الخط -

تعيش السلطات التونسية حالة استنفار بعد تسجيل إصابات بفيروس حمى غرب النيل بولاية سوسة والقيروان، ما أسفر عن وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين، إلى جانب وجود حالات يشتبه في إصابتها بمرض جنون البقر.

وعادت خلية الاستباق والتوقي ضد الأمراض الوبائية، التي تم تفعيلها منذ تسجيل أول إصابة بالكوليرا في بداية شهر أغسطس/آب الماضي بالجزائر، في الاستعداد لأي تطورات أو تعقيدات صحية، خاصة بعد الظروف المناخية والفيضانات التي شهدتها تونس أخيراً، وتحديداً محافظة نابل.

في السياق، أكد وزير الصحة عماد الحمامي، أمس الإثنين، على هامش انعقاد مجلس جهوي طارئ للصحة بنابل للوقوف على الوضع الصحي بالجهة، أنّ حالة الوفاة التي سجلت هي لمصاب بحمى غرب النيل بمدينة مساكن، وسط تونس، وهي من بين 3 حالات مؤكدة من جملة 69 حالة تمّ التقصي فيها من قبل وزارة الصحة.

وأشار إلى أنّه شرع في تعقيم مدينة مساكن والمناطق المجاورة في محافظتي سوسة والقيروان، مضيفا أنّ حالات الإصابة معزولة ووقعت في نقطة جغرافية واحدة، وأن الوزارة تتابع الحالات التي تبقى معزولة مقارنة بمئات الإصابات بالعديد من البلدان الأوروبية.

ولفت الوزير إلى أنه مع التقلبات المناخية، فإن الوضع يتطلب إعادة إحياء خلية الاستباق والتوقي ضد الأمراض الوبائية، مشيرا إلى أن اليقظة ستستمر إلى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها تونس تسجيل إصابات بحمى غرب النيل، إذ سجلت بضعة حالات ما بين سنوات 2012 و1997 و2005.

من جهتها، قالت المديرة العامة للصحة نبيهة البورصالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ حمى غرب النيل هي فيروس ينتقل عبر الناموس والبراغيث، ومعظم الحالات، أي بنسبة 80 بالمائة، لا تتسبب في مضاعفات، لكن 20 بالمائة من الحالات قد تؤدي لمضاعفات وأعراض تشبه إلى حد كبير الأنفلونزا، وأبرزها سيلان الأنف أو الرشح وارتفاع  درجات الحرارة والإسهال والقيء، مبرزة أنه في ما بين 5 و12 بالمائة من الحالات قد يتدهور الوضع الصحي للمريض، وفي 1 بالمائة فقط من الحالات قد تحصل وفيات.

وأكدت أنّ هذه الحمى تظهر خلال الفترة الانتقالية، أي مباشرة بعد فصل الصيف وبداية الخريف وكنتيجة لتساقط الأمطار وتكاثر الناموس، ولذلك تبقى الوقاية ضرورية والاحتياطات لازمة، خاصة من خلال تجنب المياه الراكدة وردم الآبار المهجورة في الأرياف، والحرص على استعمال المراهم الواقية بالنسبة للأطفال، وتنظيف البيوت بمواد مطهرة من شأنها أن تطرد الحشرات.

وأشارت المتحدثة إلى أنّ العدوى لا تنتقل من الإنسان إلى الإنسان أو من الحيوان إلى الحيوان، بل تنتقل عبر الناموس وأحيانا عبر الطيور، مضيفة أنّ الحالات المسجلة في تونس محدودة ومعزولة مقارنة بأوروبا التي سجلت فيها هذا العام إصابة 1266 شخصاً، وسجلت في أميركا إصابة 608 أشخاص توفي منهم 124 شخصاً، مؤكدة أن وزارة الصحة بصدد متابعة الوضع الصحي.

وفي ما يتعلق بجنون البقر، بينت البورصالي أنّ الحالة التي وصلت إليهم هي شبهة إصابة فقط، غير أن الفرق الصحية بصدد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة للتحقق، مشيرة إلى أن أعراض هذا المرض تختلف عن حمى غرب النيل، إذ يكون مصحوبا بالهذيان والتشنج العصبي، "ومع ذلك ستتم متابعة أي تطورات أو حالات قد يشتبه في إصابتها"، داعية إلى تجنب استهلاك اللحوم من محلات غير مراقبة.

بدورها، قالت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بوزارة الصّحة الدّكتورة إنصاف بن علية، إنّه تم تسجيل 11 حالة يشتبه في إصابتها بفيروس حمى غرب النيل، من بينها 3 حالات مؤكّدة بكلّ من سوسة ومساكن والقيروان.


وأكدت في تصريح صحافي، أنّ وزارة الصحة أعدت خطة عمل لمجابهة مختلف الكوارث التي قد تظهر عقب فيضانات نابل الأخيرة، موضّحة أن فرقا ميدانية تقوم بالتدخلات اللازمة لتجنّب ظهور أنواع من الأوبئة على غرار حمّى غرب النيل، أو بعض الأمراض المنقولة عبر المياه بسبب ما تشهده البلاد خلال هذه الفترة من أمطار متبوعة بارتفاع في درجات الحرارة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن أن يتسبّب فيروس غرب النيل في إصابة البشر بمرض عصبي وخيم وقد يتسبب في وفاتهم. وتم، لأوّل مرّة، عزل الفيروس لدى امرأة في منطقة غرب النيل بأوغندا في عام 1937. ويوجد هذا الفيروس، عادة، في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وغرب آسيا.

ويظلّ الفيروس يدور في الطبيعة من خلال الانتقال بين الطيور والبعوض. ويمكن أن يطاول البشر والخيول وغيرها من الثدييات، وهناك لقاحات متوافرة للاستعمال للخيول ولكن لا توجد أيّة لقاحات متاحة للبشر.

المساهمون