توزيع مبالغ مالية على الصحافيين المغاربة: إهانة أم دعم؟

توزيع مبالغ مالية على الصحافيين المغاربة: إهانة أم دعم؟

06 اغسطس 2016
تحول إلى تراشق (فاضل سنة/Getty)
+ الخط -
ترك صرف مِنَح مالية للصحافيين المغاربة ردود أفعال متباينة وصلت حد التراشق بين الصحافيين، حيث وصف البعض الأمر بالطبيعي في حين انتقد طرف ثانٍ الأسلوب الذي اعتمدته الوزارة ووصفه بالمهين للكرامة، وفضّل جانب ثالث ضبط النفس.

وشرعت وزارة الاتصال المغربية، صباح الخميس، في صرف الدعم الذي خصصته للعاملين في الصحافة المكتوبة، كتطبيق لاتفاقية وقعتها وزارة الاتصال مع جمعية الأعمال الاجتماعية لصحافيي الصحافة المكتوبة، والتي قضت بصرف مبالغ مالية قيمتها 12 مليون درهم (حوالي مليون و226 ألف دولار) على مدى سنتين.

وعرفت تعليقات الجسم الصحافي المغربي على هذه الخطوة شداً وجذباً ونقاشاً متشنجاً وصل حد التراشق المتبادل بين أبناء المهنة الواحدة.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية جلال المخفي، عبر حسابه في "فيسبوك"، إن الصحافة في المغرب ليست بحاجة إلى دعم مالي، بل محتاجة إلى معاهد وحقوق اجتماعية، ومؤسسات تصون كرامة الصحافي، وفتح مصادر المعلومات ومعاقبة حاجبيها، وحرية الإعلام.


وهاجم جلال الخطوة بالقول "كفى من منطق الصدقة والقفة والإحسان... ولننتقل لمنطق الحقوق والواجبات وعصر المعلومات والشفافية... إلى متى ستدارون عوراتكم بالمال؟".

وانتقد الصحافي في جريدة "أخبار اليوم المغربية" يونس مسكين، بدوره الخطوة قائلاً عبر حسابه في "فيسبوك" "وزير الاتصال مصطفى الخلفي يجب أن يخضع للمحاسبة العسيرة، بأي حق يضع مالاً عاماً في جيوب الصحافيين؟ بأي منطق يوزع الشيكات والأعطيات بطريقة مهينة؟ لماذا لا يشرع وزير الصحة غدا في توزيع المال على الأطباء؟ وما الذي يمنع غدا وزير العدل من الإغداق على المحامين والموثقين بالأعطيات؟".

وتابع يونس "نعم نعيش الهشاشة، نعم معرضون للتشرد في أية لحظة، لكن الكرامة أولاً والكرامة أخيراً. نعم لدعم المهنة، نعم لدعم المقاولة التي تجسد المهنة، نعم للخدمات والتعاضديات والتأمينات والصناديق والحماية الاجتماعية، لا للصدقة، لا للأظرفة، لا للقفة".

وفي المقابل، انتقد الصحافي في جريدة "هيسبريس" الإلكترونية محمد بلقاسم، عبر "فيسبوك"، بعض الرافضين ممن اعتبرهم غير مؤهلين للخوض في المسألة، حيث كتب قائلاً "وأنت تتحدث عن ريع الدعم لا تنس بطاقة القطار التي في جيبك، إنها ريع فرجاء تخلص منها.. وأنت تتحدث عن الريع يرجى التأكيد على مؤسستك أن لا تأخذ دعم الدولة المباشر المالي أو على الأقل قل لهم أن يميزوه حتى لا يدخل جزء منه لراتبك السمين".

وأضاف بلقاسم "وعندما تسافر على متن الطائرة على نفقة الدولة وكذا الفندق، وبعدها المصروف لا بأس من أن تقول لمؤسستك الغنية جداً أن تمنحك كل هذه الأموال لتقوم بتغطيتك المهنية وتتخلص من هذا الريع، ولا تنس وأنت تسب المستفيدين أن تلتزم بعدم الاشتراك مستقبلاً في التعاضدية لأن كل منافعها ريع".

وبين هذا وذاك، وقف الصحافي في جريدة الأخبار يونس جنوهي كاتباً عبر حسابه الفيسبوكي "أنا أيضا لم أحصل على الدعم التكميلي لأني كنت ضده منذ البداية. ولم أفكر في الاستفادة منه أصلاً. لكني ضد أن يكون هناك استهزاء بأصدقائي الذين حصلوا على الدعم بالصيغة الأخيرة المؤسفة التي خرج بها، إذ لا أحد يستطيع إنكار نبل أخلاقهم ونزاهتهم وتعففهم عن أخذ الرشاوى والإكراميات التي تُزرع للصحافيين كالألغام في هذا البلد طيلة أيام السنة".

وتابع يونس "أتفق أيضا مع أصدقائي الصحافيين الذين يدافعون عن رأيهم بصدق ويحسون بإهانة كبيرة عندما يسمعون عن أصدقاء لهم يقفون في الطابور للحصول على الدعم بهذه الطريقة المخجلة. قلتها وأعيدها، لا يجب أن تكون هناك وزارة للاتصال أصلاً".

وعلى نهج التهدئة نفسه سار الصحافي في يومية "المساء"، حيث كتب على "فيسبوك" قائلاً "أنا لم أستفد من الدعم لأني كنت متناغماً مع الموقف الذي أعلنت عنه هنا على فيسبوك ونقلته مواقع إلكترونية، إذ كنت ضد الشروط التي أعلنتها النقابة للحصول على ما يسمى بالدعم التكميلي وقلت أيضا إن الدعم يجب أن يكون ممأسساً لا مباشراً".

وقال أحداد "لكن ضد تجريح وسب الزملاء الذين استفادوا منه وسأدافع عنهم حتى آخر نفس.. هذه حرية اختيار، لا يمكن لأحد الحجر عليها، أما أن يحاضر الدخلاء والنجارون ومن يسيئون إلى المهنة في الشرف والعفة، فهذا بؤس لا يمكن السكوت عنه... يا زملاء المهنة اتحدوا".







المساهمون