توافد المعتمرين رغم تحذيرات "كورونا"

توافد المعتمرين رغم تحذيرات "كورونا"

06 يونيو 2014
توافد المعتمرين رغم التحذيرات (Getty)
+ الخط -

رغم تحذير بعض الدول الإسلامية مواطنيها بضرورة تأجيل أداء مناسك العمرة والحج بسبب المخاوف من فيروس كورونا، يستمر المعتمرون في التوافد إلى مكة المكرمة حيث تضع أعداد كبيرة منهم كمامات واقية.

ويقول المعتمر الماليزي عبد الله نور (45 عاما) "تلقينا تحذيرات في بلادنا من فيروس كورونا وأهمية استخدام أدوات الوقاية"، وأضاف وهو يهم بدخول باب الملك فهد بالمسجد الحرام بمكة "كما ترى نرتدي الكمامات ونستعمل المعقمات، فالله خير الحافظين".

أما المعتمر مرشد أحمد (39 عاما) من بنغلاديش، فيشير إلى أن "الجميع يحرص على اتباع تعليمات السلطات الصحية، وتبدو الأمور جيدة". وأضاف أحمد الذي يقود حملة تضم 23 معتمرا من بلاده "الحمد لله لا نعاني من أية مشاكل ونستعد للمغادرة خلال يومين".

وتتولى مكاتب الشؤون الاسلامية توزيع كتيبات وإرشادات دينية وطبية للمعتمرين في الساحات الخارجية للمسجد الحرام. لكن بعض المعتمرين لا يلتزم بالإرشادات الطبية.

وتقول صفية بن محمد (56 عاما) وصلت لأداء مناسك العمرة من تونس إن "الأجواء جميلة في مكة ولا أشعر بأي خوف من فيروس كورونا"، وتابعت وهي تنظر إلى الساعة العملاقة إن "الوصول لهذه الأماكن المقدسة أمر ليس سهلا، لا يمكنني تأجيل العمرة إلى وقت آخر، لكنني التزمت بطرق الوقاية الطبية".

وقد وضعت صفية ومجموعة من عشرة أشخاص تقريبا يرافقونها الكمامات الواقية. لكن وزارة الصحة التونسية نصحت المواطنين بتأجيل أداء مناسك العمرة والحج الموسم الحالي تحسبا من فيروس كورونا.

ودعا نور الدين بن عاشور مدير "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة" التابع لوزارة الصحة التونسيين الراغبين في التوجه إلى السعودية إلى "تأجيل العمرة والحج في الوقت الحاضر".

كما كانت ماليزيا أعلنت التزامها قرار الحكومة السعودية بالحد من حصص تأشيرات العمرة في جهودها لاحتواء انتشار كورونا.

ويقول عاملون في موسم الحج والعمرة إن توافد المعتمرين قبل رمضان يسير بشكل طبيعي حتى الآن، رغم دعوة بعض الدول مواطنيها إلى تأجيل العمرة بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

وقال سعد القرشي عضو مجلس إدارة غرفة مكة ومستثمر في قطاع الحج والعمرة لفرانس برس "ليس هناك أي تأثير على قطاع العمرة قبل رمضان".

وأضاف: "كنت في جولة مؤخرا على المغرب العربي وبعض الدول الاسلامية لم تتأثر العمرة على الإطلاق بكورونا".

من جانبه، قال مستثمر آخر في قطاع العمرة رفض ذكر اسمه إن "عمليات الإشغال لفنادق مكة ما تزال في معدلاتها الطبيعية حتى الآن"، وأضاف: "لكننا لا نعلم ما ستؤول إليه الأمور قبيل رمضان هناك حذر وترقب".

وبدأت وزارة الصحة عبر مركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي تنفيذ برنامج توعوي وصحي للوقاية من فيروس كورونا للمعتمرين والزوار القادمين من مختلف الدول عبر الميناء.

وتسير أفواج المعتمرين القادمين عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومينائها الإسلامي بشكل طبيعي في الوقت الراهن، وقد أدى نحو خمسة ملايين مسلم مناسك العمرة الموسم الماضي رغم قرار وزارة الحج خفض الحصص بنسبة عشرين بالمئة للقادمين من الخارج وخمسين بالمئة للمعتمرين والحجاج من الداخل.

وعزت الوزارة قرارها إلى أعمال التوسعة الضخمة في الحرمين النبوي والمكي.

وشارك أقل من مليوني مسلم في مناسك الحج في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقابل أكثر من ثلاثة ملايين العام 2012.

وتعتبر السعودية أول بؤرة للفيروس الذي ظهر في 2012، وهي البلد الذي يسجل أكبر عدد من الإصابات والتي بلغت 284 وفاة حتى أمس الخميس، وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت الأسبوع الماضي بعد مراجعة شاملة وتدقيق لحالات الإصابة بالمرض في المملكة أن العدد الفعلي لضحاياه أكثر مما تم الإعلان عنه سابقا بـ 92 وفاة، ما يرفع نسبة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في السعودية صارت الآن 41 بالمئة بدلا من نسبة 33 بالمئة التي كانت معتمدة، لكن الوزارة قالت إنه على الرغم من ارتفاع العدد الإجمالي للحالات السابقة فإن معدل الإصابة في أحدث تفش للفيروس يتباطأ على ما يبدو.

في حين تم إحصاء إصابات أخرى في بلدان عدة بينها الأردن ومصر ولبنان وأيضا الولايات المتحدة، لكن غالبية المصابين سافروا أو عملوا في السعودية أخيرا.

وأعلنت الإمارات العربية أول أمس الأربعاء، أنّ الفيروس أسفر عن وفاة عشرة أشخاص بينهم ستة مواطنين اماراتيين وأربعة أجانب، في أوّل حصيلة رسمية للوفيات منذ الإعلان في أبريل/ نيسان الماضي عن وفاة ممرض فيليبيني في الإمارات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت إنها لا توصي بمنع موسم الحج. كما أنه لا ضرورة

لإعلان حالة "طوارئ صحية عامة شاملة"، في ظل غياب أدلة حول انتقال الفيروس بين البشر.

ويعد فيروس "كورونا"، أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في مؤتمر الشهر الماضي أن الفيروس الذي تفشى بشكل أساسي في منطقة الشرق الأوسط، "لا يشكل حالة صحية عالمية طارئة". ويعرف فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أيضاً بـ"فيروس كورونا الجديد" أو "كورونا نوفل"، وقد اكتشفه في العام 2012 الطبيب المصري علي محمد زكي، المتخصص في علم الفيروسات في المملكة العربية السعودية، ويصنف من فصيلة تُعرف بالفيروسات التاجية Corona التي ظهر أول فيروس منها عام 1960، وأطلقت عليه في البداية أسماء عديدة مثل "شبيه سارس" أو "سارس السعودي"، حتى اتّفق أخيراً على تسميته: "فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي"، ويرمز إليه اختصاراً "MERS-CoV". ويعتقد خبراء أن تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية يشبه على نحو يدعو إلى القلق تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة المعروفة باسم "سارس" والتي أصابت نحو 8000 شخص عام 2003 وتسببت في وفاة نحو 800. ويعتقد الخبراء أيضاً بوجود أوجه تشابه بين الجينات الوراثية لمسببات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد.

دلالات

المساهمون